اخبار

نظام المهداوي يكتب: حين تؤول الأمور لهذا المستوى فكل الاحتمالات مفتوحة على الجحيم وطن

وطن يبدو أن توزيع الأدوار جاء من كاتب سيناريو مفلس، وكأن نتنياهو هو الوحيد المتأزم والذي يعيش في مأزق استراتيجي، وكأن الآخرين الذين يعارضونه، سواء من داخل دولة الاحتلال أو في الإدارة الأمريكية يملكون أي استراتيجيات ناجحة.

ما الخطط التي بيد ما يسمونهم معارضي نتنياهو؟ بل ما الذي تخطط له أمريكا، راعية حرب الإبادة الجماعية؟

في الحقيقة، كل ممثل يعمل لمصلحته، ولهذا تبدو المسرحية فاشلة وسيئة.

ليس “نتنياهو” وحده الذي يريد استمرار الحرب من أجل مصلحته الشخصية؛ فالرئيس بايدن يوافقه في ذلك استراتيجياً، لكنه يقول إنه على خلاف مع نتنياهو ويريد إيقاف الحرب أيضاً لصالحه الشخصي والانتخابات القادمة بعد عدة أشهر.

ومن يعارضه في الداخل أيضاً يفكرون في مصالحهم، وأكثرهم يهرب من السفينة الغارقة.

كثير من التحليلات في الفضائيات أغرقت المشاهد بمعلومات لا أساس لها من الصحة، وتصوّر أن نتنياهو وحده المتورط في هذه الحرب.

فيما لو نظر المحلل حوله، لوجد أنظمة عربية توافق نتنياهو على استمرار الحرب، لأنها تعيش نفس الهاجس الذي يعيشه الأخير: هزيمة إسرائيل وانتصار حماس يعني نهاية مأساوية لتلك الأنظمة.

فما بالك بأنظمة غربية منضوية في الصهيونية وتعتبرها أساس وجودها وبقاء تفوق الغرب المتمثل بالإنسان الأبيض على كافة شعوب الأرض. إنهم متفقون كما لم يكونوا من قبل.

فخسارة الشرق الأوسط تهدد مصالح أمريكا وحلفائها الأوروبيين، في ظل التحديات والمخاطر الكبرى التي تمثلها روسيا والصين.

هل هذا يعني أنهم ناجحون في خططهم واستراتيجياتهم؟

لا، بل جميعهم في مأزق وجودي وليس نتنياهو وحده. وأكثرهم على الصعيد الشخصي مهدد بمحاكمات جنائية في المستقبل. وهذا يعني أن وقف الحرب “ليس خياراً” مهما تعالت الأصوات المطالبة بذلك، لأن ذلك يعني الهزيمة.

في حين أن استمرار الحرب يعني استنزاف لكل الوجود الصهيوني في فلسطين وسيزيد من عزلتها، وهو أيضاً ليس خياراً. وهم يرددون ليلاً ونهاراً أنه لا مجال للقضاء على حماس.

حين تؤول الأمور إلى هذا المستوى، فإن كل الاحتمالات مفتوحة على الجحيم. فلا المقاومة الفلسطينية ستستسلم ولو بقي مقاتل واحد، ولن ترضخ إسرائيل للهزيمة ولا حلفاؤها أو رعاتها من الغرب.

أما موضوع الحرب مع حزب الله فهذا يحتاج لمقال آخر.

هل ينهي الاحتلال الحرب على غزّة ويجتاح لبنان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *