دجاج مراكش تحت مجهر المراقبة بعد حادثة التسمم والمهنيون يطالبون بسوق مؤهل
شددت لجان مختلطة المراقبة على تجار الجملة ومحلات بيع الدواجن بمدينة مراكش، بعد حادثة “التسمم القاتل” التي أودت بحياة 6 مواطنين، من ضمنهم طفلة، إثر تناولهم وجبة خفيفة في “سناك” بحي المحاميد، حيث يتابع صاحب المحل في حالة اعتقال منذ وقوع الحادث.
وتطالب لجان المراقبة في زيارتها لمحلات بيع الدواجن تقديم ورقة البيع المحصل عليها من سوق الدواجن، في حين أن عمليات بيع وتوزيع الدواجن بمدينة مراكش لا تتم في السوق، نظرا لخروج المهنيين منه منذ مدة طويلة بسب “انعدام ظروف الاشتغال”، مما جعل التجار في ورطة حقيقية مع السلطات المعنية.
ووفق إفادات مهنيين من قطاع الدواجن بمراكش لجريدة “العمق”، تتوعد السلطات بإتلاف السلع المعروضة لأن مصدرها ومسارها مجهول، كما تتوعد كذلك تجار الجملة بالحجز على الشاحنات التي توزع الدواجن دون مرورها من السوق.
وفي اتصال برئيس جمعية تجار الدواجن بالجملة والتقسيط بجهة مراكش آسفي، هشام بن مومنة، كشف أن لقاء موسعاً جمع مهنيي الدواجن بمراكش مع السلطات المعنية بمدينة مراكش، بينها السلطات الولائية ونائب عمدة المدينة المكلف بالأسواق، إضافة إلى الإدارات المختصة، للتداول في الموضوع والبحث عن حلول ترضي جميع الأطراف.
وأوضح بن مومنة في تصريح لجريدة “العمق” أن المشكلة بدأت سنة 2009، عندما تقرر نقل سوق الجملة من باب دكالة إلى العزوزية، ومنذ ذلك الوقت بقي السوق بقعة أرضية محاطة بسور، بدون غطاء أو تجهيزات، مما دفع المهنيين إلى مغادرته بعد مدة قصيرة بسبب تأثيرات الطقس على سلعهم، خصوصا خلال فصل الصيف وشتاء.
وأردف المتحدث أن سوق الخضر بالمزار مغطى رغم أن هذه السلع يمكن أن تقاوم المناخ أكثر من الدواجن، في حين أن سوق الدجاج بقي عاريا رغم النداءات المتكررة للمهنيين.
بعد هذا الوضع، فضل المهنيون الاشتغال بأسلوب آخر، عبر نقل الدجاج من الضيعة إلى المحلات مباشرة، وفق كلام بن مومنة، مردفا أنه قبل أيام تفاجأ المهنيون بأن السلطات “تطالب منا تأدية مقابل استغلال السوق الذي غادرناه دون الاستفادة منه”.
وفي اللقاء الذي أشار إليه المتحدث، قال إنه تقرر مرة أخرى العودة للاشتغال في السوق مباشرة بعد عيد الأضحى، وهو ما رحبنا به كمهنيين من أجل إخلاء مسؤولية الحوادث على التجار، في إشارة منه إلى فاجعة “التسمم القاتل”.
واستدرك ممثل تجار الدواجن بالجملة والتقسيط بجهة مراكش آسفي، أن المهنيون اشترطو بالموازاة مع قبولهم العودة للاشتغال من داخل السوق، العمل على تطوير بنية السوق وتجهيزه، والعمل بخمسة شبابيك لاستخلاص واجبات السوق بدلا من واحدة، لأن السوق لا يتحمل تواجد أكثر من 30 تاجرا، في حين أن عدد المهنيين الذين يتوافدون عليه يوميا يتجاوز 140 مهني.
كما اشترط المهنيون تواجد المصالح التابعة لمكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSA، بشكل رسمي ويومي داخل السوق، من أجل السهر على مراقبة السلع، إسوة بسوق السمك ومجازر اللحوم الحمراء.
وطالب المهنيون وفق ما أفاد به بن مومنة لجريدة “العمق” أيضا بعقد اجتماع متعدد الأطراف، يحضر فيه الجميع من أجل التفكير في حلول وإجراءات من شأنها أن تضمن سلامة وصحة المواطنين والمهنية على حد سواء.
وأضاف القول بأن تجار الدواجن بجهة مراكش آسفي يحرصون على أن تشمل المراقبة كذلك ضيعات الدجاج، من أجل محاصرة الأمراض والأوبئة قبل أخذها إلى الأسواق وتوزيعها على المحلات، لأن ذلك من شأنه أن يسهل علمية المراقبة والتتبع، وفق تعبيره.
المصدر: العمق المغربي