مصر القديمة جربت تخليد أعياد للآلهة والملوك والموتى
كثيرة هي الأعياد التي عرفتها حضارة مصر القديمة، إذ وزّع المصري القديم أعياده على مدار العام، وجعل لكل مدينة أعيادها الخاصة، بجانب ما عرفته البلاد من أعياد قومية تحتفل بها كل المدن والأقاليم.
وقال عالم المصريات الدكتور منصور النوب، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، إن الأعياد في مصر القديمة كانت مناسبة للفرح والسرور والرقص والغناء وترتيل الأناشيد وتنظيم المواكب الحاشدة.
وأضاف منصور أن أعياد قدماء المصريين تعددت وتنوعت أسبابها، فكانت هناك أعياد دينية، وأخرى رسمية، وأعياد شهرية مثل عيد ظهور الهلال، وعيد اكتمال القمر، وأعياد سنوية يُحتفل بها بطول البلاد وعرضها، وأعياد محلية، بجانب الأعياد التي ارتبطت بالتقويم، مثل أعياد رأس السنة، والفيضان، والحصاد.
ولفت المتحدث الانتباه إلى أن الأطفال في مصر القديمة عرفوا اللعب والألعاب، موردا أن الصبيان كانوا يلعبون ألعاب المهارة، مثل الرمي نحو الهدف (الرماية) التي تنتشر في أعياد وموالد المصريين اليوم، والقفز وألعابا أخرى تعتمد على البراعة والحظ.
وعدّد عالم المصريات الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين، في دراسة له حول الأعياد في مصر القديمة، ما احتفل به قدماء المصريين من أعياد قومية ومحلية، حيث أورد أسماء الكثير من الأعياد التي اعتبرت بعضها عطلات مقدسة بالبلاد، لا يمارس خلالها أي عمل، وتغلق فيها جميع الدوائر الحكومية.
ومن الأعياد التي عرفتها مصر القديمة وأوردتها لنا كتب الآثاريين وعلماء المصريات، وسجلتها لنا آثارهم، مثل حجر بالرمو ونقوش العديد من المعابد، مثل معبدي هابو وإدفو أعياد: حورس، وسكر، ومين، وأنوبيس، وسشات، وحتحور، وسخمت.
وكان هناك عيد ساتت وعنقت أيضا في إقليم الجندل الأول، وعيد خنوم وعنقت في جزيرة الفنتين في أسوان. كما عرفت مدينة إسنا ثلاثة أعياد هي: عيد رفع السماء، وعيد وصول نيت إلى سايس، وعيد الإمساك بالفاس.
ومن الأعياد التي عرفتها دندرة: عيد ولادة الآلهة، وعيد اللقاء الجميل، وعيد خاص لشرب الخمر.
وفي أبيدوس وسايس كانت هناك أعياد أوزير التي يحتفل بها في ذكرى معاركه وموته وبعثه من جديد.
وتدل سجلات الأعياد في مصر القديمة على أن احتفالات السنة الجديدة في دندرة وإدفو عرفت احتفالات كانت تقام في ليلة هذا العيد، على غرار احتفاء المصريين اليوم بليلة العيد.
كما كانت هناك أعياد خاصة بالآلهة والملوك كانت هناك أعياد خاصة، مثل أعياد الميلاد، وكانت للموتى أيضا أعيادهم.
وكانت لكل عيد من تلك الأعياد مظاهره الاحتفالية الخاصة التي كان من بينها إنشاد التراتيل وإضاءة وتزيين المعابد. وأما يوم تتويج الفرعون وعيده السنوي فكان يشهد احتفالا ضخما، فكان عندما يبلغ الفرعون 30 عاما من الحكم يتعين عليه أن يشارك في مهرجان “حب سد”، وهو مهرجان ضخم، يرقص فيه الفرعون، ويجري ويقفز من أجل إظهار قدراته وقوّته.
ويتوارث المصريون اليوم بعضاً من مظاهر احتفالات أجدادهم القدماء بالأعياد، مثل عمل كعك العيد الذي ترجع بعض المصادر تاريخه إلى زمن الفراعنة، والتوجه للحدائق وشواطئ نهر النيل، وزيارة مقابر موتاهم.
المصدر: هسبريس