وزير التعليم العالي السابق يتحدث عن استمرارية مشروع الراحل المهدي المنجرة في الدفاع عن القيم اليوم 24
قال خالد الصمدي، وزير التعليم العالي سابقا، إن الراحل المهدي المنجرة، ترك فكرا هاما ينبغي أن يحتفى به، وأفضل ما يمكن أن يقدم في ذكرى وفاته هو استلهام فكره، واستئناف الاشتغال به، وتحقيق ما كان يطمح إليه من مشاريع إصلاحية.
بالنسبة للصمدي الذي كان يتحدث عن المنجرة في ملتقى تخليد ذكرى وفاته العاشرة، الذي نظمته جمعية أماكن في الدار البيضاء، فإن وفاته أحيت مشروعه، الذي كان ينبني على ثلاث قضايا مركزية رئيسية، والعالم بحاجة إليها اليوم، أولها حديثه عن فكرة الحوار شمال جنوب، التي تصنف ضرورة استراتيجية في فكره، حين دعا إلى الوقوف ضد كل ما يتعلق بالهيمنة، وهذا بالنسبة للصمدي فكر استراتيجي كوني مهم جدا تدافع عنه كل شعوب العالم، وخصوصا المقهورة منها.
وثاني هذه المرتكزات التي ينبني عليها فكر المنجرة، ضرورة القيم، ثم المرتكز الثالث لمشروعه، المستقبليات كأفق للتفكير، على اعتبار أن المفكر المنجرة، يضيف الباحث الصمدي، لم يكن يفكر للحظة بالذات، بل كان يفكر بمنطق علم المستقبليات، ومن ثم نحن أمام تركيبة فلسفية وفكرية غاية في الأهمية يحتاجها العالم اليوم، فهو يتحدث بمنطق مفتوح يبحث فيه عن الحلول للجميع وليس فقط لفئة بعينها، يضيف الصمدي.
سياق الاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة المفكر المهدي المنجرة، تفرض الحديث عن أزمة القيم التي يعيشها العالم اليوم، يؤكد الصمدي، خصوصا على مستوى الرؤية والتصور، بين الهيمنة وبناء المشترك، فنرى كيف أن مؤسسات دولية أسست بعد الحروب العالمية لترعى هذا المشترك وتحافظ على الحقوق، كيف أصبح يثار حولها سؤال الصدقية والمصداقية والثقة، بما فيها قرارات تصدر عن مؤسسات تعنى بصون حقوق الإنسان، يلقى بها عرض الحائط، يضيف الصمدي في شهادته، بمعنى أن العالم دخل في أزمة حقيقية على مستوى حقوق الإنسان ومنظومة القيم.
ويكشف الصمدي أيضا في شهادته، أن فكر الراحل المنجرة، كان سباقا للحديث عن ضمور دور هذه المؤسسات، وتأثيرها في النزاعات الدولية، قائلا: « الآن النزاع في أوكرانيا والشرق الأوسط. يتوقع الراحل المنجرة، رحمه الله، أنه ستكون هناك حروب أخرى، مادام أنه كلما ضعفت منظومة القيم، كلما انتشرت الحروب، وهذا في تقديري يقول المتحدث » مهم حين ربط الرجل بين ظهور منظومة القيم، وظهور النزاعات والخلافات، وإذا أردنا أن نقلص منها، علينا أن نحيي من جديد منظومة القيم، لأن التدافع الاقتصادي والعسكري والسياسي، لن يزيد هذه الأوضاع إلا توترا، لذلك ألف المهدي المنجرة في آخر حياته، كتاب قيمة القيم ».
آمن المنجرة بالحوار وإمكانيته، وفقا لوزير التعليم العالي سابقا، رغم الهواجس التي تحكم نظرة الغرب إلى الآخر من خلال هاجس الديمغرافية، والإسلام واليابان والصين حسب تطور فكره، إلا أن الراحل يوضح الصمدي، اعتبر أن شرط التمكن من ثقافة الذات، هو الذي يمكن أن يعين الأمم على التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى.
وختم الصمدي شهادته في المنجرة، بقولة للراحل… « أن يكون الإنسان واعيا بقيمة القيم، فتلك قيمة في حد ذاتها ».