حقوقيون يرفضون إصدار عقوبات سالبة للحرية ضد “مغني الراب” في المغرب
أصدرت غرفة الجنح التلبسية بابتدائية فاس، قبل أيام، حكما في حق الرابور “ب. ع”، صاحب أغنية “عمو راك ولدتي الزين”، بالحبس النافذ لمدة سنتين وغرامة نافذة قدرها 10 آلاف درهم؛ وذلك في أعقاب إصدار المحكمة ذاتها حكمين بالحبس النافذ، بالمدة نفسها، على كل من صاحب أغنية “شر كبي أتاي” وصاحب أغنية “شر كبي هواي”.
الأحكام الصادرة في حق هؤلاء المغنين أثارت الكثير من الجدل، خاصة أن الأمر يتعلق بعقوبة سالبة للحرية في حق شباب وبشأن أغان تصنف ضمن فن له متتبعوه. ويؤكد حقوقييون أن هذه الأحكام “مبالغ فيها ولا يمكن أن تؤدي الغرض منها”.
وفي هذا الإطار قال عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن “على المغني أن تحترم مادته الإبداعية خصوصية المجتمع، وألا تحتوي على مضامين بذيئة، خاصة أن المادة الفنية التي ينتجها قد تكون متاحة للأطفال والقاصرين”.
وعلق تشيكيطو: “في المقابل فإن الدستور المغربي يضمن لهم حقهم في الإبداع”، مشيرا إلى أن “هذه الأحكام فيها تقديرات خاصة بالقضاة، لكن المطلب أن يتم إصدار أحكام زجرية من قبيل الغرامة أو التوبيخ وعدم التعامل مع هؤلاء بمقاربة أمنية وقضائية، بل تربوية”.
واعتبر الحقوقي ذاته أنه “كان يجب تدخل نقابة الفنانين ووزارة الثقافة والأحزاب وغيرها من المؤسسات المنوط بها تأطير هؤلاء الشباب”، وزاد: “السؤال الذي يحرجنا جميعا هو لماذا وصلنا إلى هذا الأمر؟”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “المجال الفني مفتوح بدون ضوابط وإرشاد، وهو ما أوصلنا إلى إنتاجات فنية بها كلمات بذيئة”، متحدثا عما أسماها “استقالة جماعية، سواء للقضاء أو المؤسسة التعليمية أو الأحزاب، ومختلف المؤسسات، من أداء مهامها، خاصة التوجيه والرقي الفني للشباب، وهو ما يجعلنا اليوم نواجه مواد فنية بها كلام فاحش”.
من جانبه قال إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان: “واكبنا محاكمة مجموعة من مغني الراب، ونسجل أن الأحكام الصادرة في حقهم تميزت بعدم المساواة أمام القانون”.
وأضاف السدراوي ضمن تصريح لهسبريس: “عدد من مغني الراب لهم المحتوى نفسه لكن لم تصدر في حقهم أي أحكام من هذا النوع”، ساردا مثال إصدار أحكام في حق مغنين بإيطاليا، “لكنها كانت عبارة عن جزاءات لمغني الراب، ولم تصل إلى السجن”.
وانتقد الفاعل الحقوقي “غياب نصوص تشريعية لمجموعة من الممارسات التي نراها اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تحترم قيم المجتمع والمرأة والطفل وتحمل مضامين السب والقذف وغيرها”، وتحدث عن “قصور في النصوص التشريعية”، ناهيك عما أسماه “غياب مخططات وإستراتيجيات لدى الحكومة لهذا النوع من الفن الذي يجذب عددا من الشاب، ويجب الاهتمام به واحتضان مغنين لهم محتوى جيد”.
المصدر: هسبريس