مطالب بخط جوي بين برشلونة والرشيدية لإنعاش السياحة وإلغاء التبعية
طالب النائب البرلماني عن دائرة الرشيدية، عبد الله العمري، ، بـ”التفكير في فتح خط جوي مباشر بين برشلونة بإسبانيا ومطار مولاي علي الشريف بإقليم الرشيدية”، من أجل تسريع تدفق السياح والمساهمة في التنمية السياحية بإقليم الرشيدية وجهة درعة تافيلالت على وجه العموم” عبر الانفتاح أكثر على السوق الإسبانية”.
وقال العمري في سؤال كتابي موجه إلى وزير النقل واللوجستيك إن “السياح الإسبان وكذا الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا من أهم الوافدين على المدن المغربية، وبالخصوص مدن الجنوب الشرقي كإقليم الرشيدية” بالنظر إلى “موقعها الجغرافي وتنوع المنتوج السياحي بين الطبيعة والثقافة (رمال قصور واحات نقوش صخرية…)”.
وتأتي دعوة العماري بعد استنكار عدد المنعشين السياحيين بإقليم الرشيدية قبل شهر، لإيقاف الخط المباشر الذي كان يربط منذ أواخر أكتوبر 2023 مطار باريس أورلي بمطار مولاي علي الشريف الرشيدية”.
تدفق السياح وإلغاء التبعية
سفيان بشار، مهني ورئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بدرعة تافيلالت، قال “إن الإسبان يتصدرون قائمة السياح الذين يترددون على إقليم الرشيدية؛ وبالتالي فإن ربط المطارات الإسبانية بمطار مولاي علي الشريف يعدّ برواج كبير، سيعود بالنفع على المؤسسات السياحية ومهنيي القطاع وكافة ساكنة الإقليم”.
وأكد بشار، الذي يملك مؤسستين سياحيتين بمدينة أرفود، في تصريح لجريدة أن “الخط المطالب به سيلغي التبعية للمدن الكبرى؛ حيث إن عددا مهما من زبنائنا الإسبان الذين يزورون المغرب خلال بعض العطل، يكون غرضهم الرئيس زيارة مرزوكة عبر السفر مباشرة إلى الدار البيضاء ومن هناك إلى الرشيدية”.
“فتح خط جوي بين برشلونة والرشيدية أو أي خط آخر للمدينة مع أوروبا، يعدّ بتدفق المستثمرين على جهة درعة تافيلالت”، يضيف المهني ذاته، مؤكدا وقوفه شخصيا على “زيارات مستثمرين فرنسيين للمغرب بنيّة الاسثتمار في القطاع السياحي بالرشيدية، مباشرة بعد ربط خط جوي بين المطار الدول باريس أورلي ومطار مولاي علي الشريف الرشيدية أواخر أكتوبر 2023، قبل أن يتم للأسف إيقاف الخط”.
حل لمشكل “الموسمية”
وأوضح سفيان بشر أن “ضعف الولوجية إلى إقليم الرشيدية والجهة ككل يضع المنعشين السياحيين أمام مشكل الموسمية، حيث إن معدلات ملء فنادق الجهة لا تجاوز في المتوسط 25 في المئة سنويا”.
ومن بين الحلول المتاحة على المدى القصير لمواجهة هذا المشكل، حسب المتحدث ذاته، “فتح خطوط جوية جديدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجهة باتت تتوفر على ثلاث مطارات مجهزة بشكل جيّد ومستوفية للمعايير التي كان الفاعلون الرسميون في المجال يدفعون بها لتبرير عدم توفير خطوط جوية بين مطارات الجهة ومطارات الخارج”.
ولفت بشار إلى أن المكتب الوطني للسياحة مطالب “بمنح الجنوب الشرقي حقه في الربط الجوي، عبر تقديم الدعم الذي تشترطه شركات النقل الجوي الدولية لقاء مدّ خطوط جوية دولية مع مطارات المنطقة، وما يمكن من جلب السيّاح إلى المنطقة وترويج السيّاحة بالجهة”.
“إحصائيات غير دقيقة” تعوق المطلب
وكان مهنيو السياحة بدرعة تافيلالت قد وضعوا هذا المطلب على الطاولة، خلال اجتماعهم السنة الماضية بفاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لعرض خارطة الطريق 20232026 المعتلقة بالقطاع السياحي السنة الماضية، حسب ما أكد سفيان بشار.
وزاد المتحدث: “حينها ردت الوزيرة على مطلب المهنيين بتقديم إحصائيات حول أعداد السياح الذين يزورون الجهة سنويا، وعدد المؤسسات الفندقية بالجهة. وهي إحصائيات أعدها غير دقيقة؛ حيث أنّها لا تشتمل على أعداد المخيمات الصحرواية، التي لا تعترف بها وزارة السياحة بعد كمؤسسات إيواء.
في حين أن عدد هذه المخيّمات، المنتمية إلى القطاع غير المهيكل، يصل إلى 300 في مرزوكة لوحدها، ويضم كلّ مخيم عشر خياّم على الأقل”. وهو الأمر الذي يستدعي حسب المتحدث “إحصاء أعداد نزلاء هذه المخيمات للخروج بمعطيات دقيقة حول السياح الذين يزورون المنطقة”.
ويورد رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية: “قمنا في الجمعية بجمع قاعدة بيانات لمعرفة المؤسسات التي تشتغل في القطاع غير المهيكل، وحسسنا أربابها بضرورة تسوية الوضعية القانونية، كما حثثنا كافة المؤسسات بضرورة مدّ الوزارة بمختلف الإحصائيات حول أعداد السياح المتدفقين عليها”.
وختم بالتأكيد على أن “الهيكلة هي ما سيعطي نقطة قوة في التفاوض مع الوزارة حول ربط مطارات درعة تافيلالت بالمطارات الدولية”.
المصدر: العمق المغربي