سيتم تأهيلها مؤقتا للحد من الفوضى
انتبه مسؤولو الدار البيضاء، بعد سنوات من الوضع الكارثي والأمني الذي تعانية المحطة الطرقية أولاد زيان، إلى ضرورة تأهيل المحطة وتحسين خدماتها أمام المسافرين نهجا على خطة محطة العاصمة الرباط، في الوقت الذي يدرس فيه المجلس إحداث محطتين جديدتين بشمال وجنوب المدينة، بغلاف مالي يقدر بحوالي 700 مليون درهم.
تأهيل أولاد زيان “أولوية”
كشف أحمد بريجة المكلف بقطاع المرافق والأشغال العمومية بالدار البيضاء، أن المحطة الطرقية أولاد زيان، تحظى بأهمية وأولوية لدى مجلس جماعة المدينة، نظرا لوضعها الكارثي الذي أضحى يزعج المسافرين.
وصادق مجلس جماعة الدار البيضاء، خلال جلسته العادية لشهر ماي، 2024، على مشروع لتحديث محطة أولاد زيان الطرقية، بميزانية تبلغ 80.7 مليون درهم (أكثر من 8 مليارات سنتيم).
وقال بريجة في تصريح لجريدة “العمق”، إن ملف المحطة الطرقية أولاد زيان بالدار البيضاء، “له أولوية لأن وضع المحطة سيئ جدا وكارثي لذلك فالمسؤولين في مجلس جماعة الدار البيضاء والسلطات المحلية ارتأوا ضرورة إيجاد نمط تدبير جديد للمحطة إما بكرائها أو تفويضها للقطاع الخاص، لكن قبل هذه العملية يجب تأهيل المحطة بمعايير ترتقي لتطلعات المسافرين”.
وأضاف المسؤول بالدار البيضاء، “أنه بعد تأهيل محطة أولاد زيان، سنرى كيف سندبرها، وطريقة التدبير سنصادق عليه في دورة ثانية من دورات مجلس الجماعة، لكن أولا يجب تأهيل المحطة، للقضاء على الفوضى والمضاربين وسنؤهلها كمحطة تستجيب لمعايير الجيل الجديد وتصبح مثل محطة الرباط تحترم جودة الخدمات وراحة المواطنين وتتوفر على خدمات أمنية مهمة”.
وشدد بريجة على ضرورة “الحفاظ على محطة أولاد زيان للحافلات، لأنها مرفق مهم حاليا، ومستوى تأهيلها هو ما سيحدد طريقة التدبير، لأن كل ما كان التأهيل في المستوى، تستطيع الجماعة تفويت المحطة لمستثمر يدفع أكثر للجماعة”.
ووفق اتفاقية تأهيل المحطة اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منها، من المقرر أن تستغرق عملية التأهيل 18 شهرا، ومن المتوقع أن يبرم المجلس اتفاقية أخرى لإدارة وتدبير المحطة في انتظار بناء محطتين جديدتين في شمال وجنوب المدينة.
إحداث محطتين بـ700 مليون درهم
وفيما يتعلق بالمحطتين اللتان ستحدثان بشمال وجنوب المدينة، قال المسؤول المكلف بقطاع المرافق والخدمات العمومية بالدار البيضاء: “نحن نعمل على تحديد الوعاء العقاري والأمر سيأخذ وقتا لأن بناء المحطات الجديدة تتطلب إجراءات ومساطر قانونية، لذلك نشدد على تأهيل محطة أولاد زيان كبديل للمواطنين وللسائقين إلى حين إحداث محطات جديدة”.
وأضاف بريجة، أن “مجلس جماعة الدار البيضاء، حدد عقار لمحطة الجنوب على تراب مقاطعة الحي الحسني، وانطلقت دراسات هذه المحطة التي من شأنها تقريب الخدمات للمسافرين بجنوب مدينة الدار البيضاء”.
إلى ذلك، قرر مجلس جماعة الدار البيضاء البدء في تأهيل محطة أولاد زيان، الواقعة في قلب العاصمة الاقتصادية، في الوقت الذي كان فيه المجلس، برئاسة نبيلة الرميلي من حزب التجمع الوطني للأحرار، يناقش إمكانية نقل المحطة، التي تعد الأكبر وطنيًا من حيث حركة المسافرين، إلى منطقة أخرى واستبدالها بمحطتين جديدتين ذات مواصفات عصرية.
وقدّر المجلس الجماعي، ميزانية إحداث المحطتين الجديدتين بشمال وجنوب المدينة، بحوالي 700 مليون درهم، تساهم فيها الجماعة والشركة الوطنية للنقل واللوجستيك بـ 30 في المائة لكل واحد منهما، وتسهم فيها وزارة النقل واللوجستيك بـ20 في المائة، وكذلك وزارة الداخلية التي من المرتقب أن تساهم في ميزانية بناء هذه المحطات، بـ 20 في المائة
وتعيش محطة أولاد زيان، وضعا “كارثيا”، منذ أن تحولت إلى ملجأ للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، والذين تسبب وجودهم بكثرة في محيط المحطة، في تراجع ثقة الزبناء المسافرين بأمن هذا المرفق العمومي، وصاروا يفضلون السفر عبر وكالات الحافلات الخاصة، حفاظا على أمنهم وسلامتهم، كما صار الوضع المزري للمحطة يشكل تهديدا أمنيا للساكنة المجاورة، خاصة بالدرب الكبير الذين احتجوا مرارا على الوضع.
وفي سياق متصل، عاينت جريدة “العمق” عبر ربورتاج مصور، تراجعا كبيرا للمسافرين بمحطة أولاد زيان تزامنا مع عيد الأضحى 2024، حيث وجد السائقون بالعشرات أنفسهم أمام واقع غياب المسافرين من هذه المحطة، التي كانت بالأمس القريب، لا تخلو من رواج المقبلين عليها.
المصدر: العمق المغربي