مجلس الأمن يعتمد قرارا يرحب بالاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة
10 يونيو 2024آخر تحديث :
: اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا رحب فيه بالاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة الذي أُعلن يوم 31 أيار/مايو الماضي.
وصوت لصالح القرار، الذي قدمت مشروعه الولايات المتحدة الأميركية، 14 عضوا، وامتنعت روسيا عن التصويت.
ويتضمن الاقتراح الأميركي في مرحلته الأولى، وقف فوري تام وكامل لإطلاق النار مع إطلاق سراح أسرى وتبادل أسرى، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى ديارهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة بما في ذلك الشمال، فضلا عن التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع على جميع من يحتاجها من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك وحدات الإسكان المقدمة من المجتمع الدولي.
أما المرحلة الثانية، فتتضمن وقف دائم للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى في غزة، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع. أما المرحلة الثالثة فتتضمن خطة لإعادة إعمار قطاع غزة.
ويرفض المجلس في القرار، أي محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي أو إقليمي في قطاع غزة بما في ذلك أي إجراءات تقلص مساحة أراضي القطاع.
ويكرر المجلس تأكيد التزامه الثابت برؤية حل الدولتين الذي تعيش بموجبه دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وعقب التصويت على القرار، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: “اليوم صوتنا من أجل السلام”، مشيرة إلى أن “اتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يمهد الطريق نحو وقف دائم للأعمال العدائية ومستقبل أفضل للجميع”.
ومضت قائلة: “اعتمدنا اليوم القرار الرابع بشأن هذا الصراع. إنها المرة الرابعة التي تحدثنا فيها وأوضحنا أن الطريقة الوحيدة لإنهاء دائرة العنف هذه وبناء سلام دائم هي من خلال تسوية سياسية… أكدنا اليوم أيضا التزامنا برؤية حل الدولتين حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام، داخل حدود آمنة ومعترف بها بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
بدوره، قال المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، إن هدف بلاده كان دوما واضحا وثابتا، وهو وقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وأنه خلال هذه الفترة القاطنة من التاريخ كان المبدأ الوحيد الموجه لسياسة الجزائر هو الحفاظ على حياة الفلسطينيين.
وأضاف أن حياة الفلسطينيين مهمة، وأن بلاده أيدت مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة اعتقادا بأنه يمكن أن يمثل خطوة نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وأضاف أن “هذا النص ليس مثاليا، لكنه يقدم بصيص أمل للفلسطينيين لأن البديل هو استمرار القتل والمعاناة… لقد صوتنا لهذا النص لإعطاء فرصة للدبلوماسية”.
وأكد أن الشعب الجزائري يشعر بمعاناة الشعب الفلسطيني، وانطلاقا من تاريخهم النضالي ضد الاحتلال الاستعماري، يتفهمون ويدعمون بصورة مطلقة مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة.
وأضاف: :كشعب حر وكريم، لن يقبل الفلسطينيون أبدًا العيش تحت الاحتلال. ولن يتخلوا أبدا عن نضالهم من أجل الحرية”.
وأكد أن بلاده لا يمكن أن تظل صامتة في مواجهة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الجزائر سوف تظل ثابتة في دعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك تقرير المصير وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
بدورها، قالت مندوب المملكة المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة السفيرة باربرا وودوارد إن بلادها أيدت القرار كخطوة مهمة لتحقيق إنهاء الصراع الدائر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وللاقتراب من سلام دائم.
وأضافت أن الوضع في غزة مأساوي والمعاناة طالت طويلا، وأن الاقتراح المطروح أمر طالما دعت له المملكة المتحدة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، والسماح لزيادة المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، داعية إلى اغتنام الفرصة والتحرك نحو سلام دائم.
من جهته، قال مندوب الصين الدائم السفير فو كونغ إن بلاده صوتت لصالح القرار لكنها تصر على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار “الذي يطالب به المجتمع الدولي ويعد أكثر الاحتياجات إلحاحا لسكان غزة”.
وشدد على أن جميع قرارات مجلس الأمن ملزمة قانونا، وأن القرار المعتمد اليوم ملزم بنفس القدر.
وأكد ضرورة تطبيق جميع قرارات مجلس الأمن بشكل فعّال وبناء.
وقالت ممثلة مالطا، إن بلادها صوتت لصالح القرار، لأن الأزمة لا يمكن أن تستمر، مضيفة أن بلادها دعت إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، واستجابة شاملة للأزمة الإنسانية الشاملة في قطاع غزة.
بدورها، قالت ممثلة سويسرا إن بلادها صوتت لصالح القرار وترحب باعتماده، مشيرة إلى أنه يرمي إلى إنهاء المعاناة الإنسانية ووقف التصعيد في المنطقة، وإرساء الأساس لسلام طويل الأمد على أساس حل الدولتين.
من جانبه، قال ممثل اليابان إن الصراع المدمر في غزة استمر أكثر مما ينبغي بكثير وأدى إلى معاناة مفرطة وخسارة فادحة في الأرواح البريئة، مؤكدا ترحيب بلاده باعتماد القرار وبالاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وقالت ممثلة سلوفينيا إن بلادها صوتت لصالح القرار بالتركيز على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه منذ بداية النزاع وسلوفينيا تدعو إلى وحدة صف قوية من مجلس الأمن في إطار هذا الموضوع.
وأضافت أن مجلس الأمن هو الجهاز الرئيسي المكلف بصون السلام والأمن الدوليين، وأن صوته ينبغي أن يكون واضحا وموحدا، ولهذا رحبت بلادها باعتماد القرار.