صديقي يفتتح معرض “الزراعة والبيطرة”
أعطى محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الجمعة، انطلاقة النسخة الثالثة من معرض معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة “IAV” بالرباط، مرفقا بمدير المعهد وممثلي عدد من الهيئات المهنية المنضوية تحت لواء الوزارة.
ويهدف هذا المعرض المنظم بتعاون بين إدارة المعهد و6 جمعيات ممثِّلة لشُعب التكوين بالمؤسسة ذاتها تمكينَ الطلبة من فرصة للتعرف على واقع سوق الشغل، واللقاء بالمهنيين وممثلي مؤسسات القطاع الخاص، بما يضمن المزاوجة بين الأكاديمي والمهني والانفتاح على الواقع الجديد للموارد الطبيعية في ظل التحديات المحيطة بها، أبرزُها التغير المناخي.
فرصة للنقاش حول الحاضر
في إطار ندوة منظمة بالتوازي مع فعاليات المعرض، خُصصت للتفكير في الموارد الطبيعية بالمملكة وسبل ضمان الاستدامة، أكد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على “أهمية المعرض بالنظر إلى مزاوجته بين الأكاديمي والمهني، وكونه يعطي فرصة لطلبة المعهد من أجدل الاحتكاك بالمنظمات المهنية والتعرف على متطلبات سوق الشغل، بما يمكن من تحقيق التكيف مع الواقع”.
ومن هذا المنطلق ربط صديقي، في معرض كلمته، إطلاق نسخة هذه السنة من هذا الحدث بـ”واقع الفلاحة والمجال البيئي في ظل التحديات المحيطة به، بما فيها التغير المناخي والإجهاد المائي والتلوث؛ وكلها وقائع تحتاج إلى أجوبة وتدابير من أجل الإجابة عنها، ومن المهم أن يكون الانفتاح على الابتكار من بين هذه التدابير”.
ومضى المسؤول الحكومي في استعراض “جوانب التفوق المغربي في تدبير الموارد الطبيعية خلال السنوات الأخيرة، وضمان استدامة جزء كبير منها عبر المخططات التي تم إطلاقها، سواء على مستوى الفلاحة أو الصيد البحري”؛ فكل هذه السياسات حسبه تروم “جعل الساكنة المحلية في قلب التنمية، وضمان استدامة الموارد الطبيعية وجودتها”.
صديقي عادة ليؤكد أن “الاجهاد المائي الحالي مقلقٌ ومركب ولم ير المغرب مثله قط؛ ما حذا بالمملكة إلى تطوير سياسات عمومية تهدف إلى ضمان الاستدامة وعقلنة الاستهلاك وتطوير المنابع والموارد، بما فيها الانفتاح على تحلية مياه البحر”، مُثمّنا “ما تم القيام به خلال السنوات الأخيرة بالمملكة على مستوى حماية غابات المغرب وتثمين الموارد البحرية بما يؤسس لدعائم اقتصاد أزرق”.
وصلة بطبيعة النشاط تابع الوزير: “ندعو أيها الطلبة إلى التأقلم مع الواقع وبذل المزيد من الجهود، لأن كل السياسات التي ينخرط فيها المغرب اليوم تنتظر مجهوداتكم وتدخلاتكم؛ فالبلد يراهن على تقنييه وباحثيه في هذا المجال من أجل تثمين الموارد الطبيعية وجعل النهوض بها في قلب السياسات العمومية”.
المغرب يعول على طلبته
من جهته قال عبد العزيز الحرايقي، مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إن “إطلاق نسخة هذه السنة من المعرض يظل مناسبة للتفكير وتبادل الرؤى حول الوضعية الراهنية الطبيعة بالمملكة، وهي مناسبة كذلك للتباحث حول واقع الفلاحة الوطنية وغابات البلاد وسبل ضمان استدامتها”.
واعتبر الحرايقي، ضمن مداخلته، أن “المعهد بطاقمه يظل واعيا بحجم الأثر المناخي على الفلاحة الوطنية والموارد الطبيعية ككل، ما بات يحتم دفع التكوين بهذه المؤسسة نحو تمكين الطلبة من مدارك أخرى للتفكير بهدف المساهمة في تطوير الموارد الوطنية مستقبلا”، موردا أن “الفلاحة الوطنية تواجه اليوم عددا من الإكراهات التي يظل الجواب عنها بيد البحث العلمي والابتكار وتكثيف المجهودات”.
بدوره أكد رشيد بنعلي، مدير الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، أن “ما يتم تحقيقه اليوم على المستوى الفلاحي هو نتيجة للسياسات الفلاحية التي تم وضعها في السنوات الماضية، وجرى الاشتغال عليها بجد، إذ تم تطوير هذه السياسات لتتلاءم مع الواقع”، مؤكدا أن “المغرب بحاجة إلى خبرات طلبته وتقنييه بهدف تنزيل السياسات الفلاحية وضمان الاستدامة”.
ومن منطلقه كرئيس للغرفة الشمالية الأطلسية للصيد البحري بالدار البيضاء أوضح كمال صبري أن “قطاع الصيد البحري يعرف اليوم تغيرات مهمة، وبات محتكما لدراسات ومخططات دقيقة، خصوصا في ما يتعلق بتربية الأحياء المائية”، مردفا: “هنالك ثقة في طلبة المعهد بمختلف الشعب، ومن المهم جدا انفتاحهم على القطاع الخاص والمنظمات المهنية، بما يجعلهم مطلعين على سوق الشغل في ظل المتغيرات الكبيرة الحاصلة اليوم”.
وبعد النقاش المستفيض الذي عرفته الندوة، بمشاركة ممثلي عدد من التنظيمات المهنية، أجرى الوزير محمد صديقي جولة ضمن المعرض الذي يضم أقطابا تمثل الشعب الأكاديمية للمعهد، حيث اطلع على مختلف التقنيات الموظفة في تكوين الطلبة، واستمع إلى تصوراتهم حول مرحلة ما بعد التخرج وطموحاتهم في ما يخص سوق الشغل.
المصدر: هسبريس