مؤسسة رئاسة «الأمة القومي» تجدد موقفها من مؤتمر «تقدم» وتكشف عن إجراءات تنظيمية
مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي، كشفت عن وثيقة عهد وميثاق تواثق عليها جميع أعضاءها في مارس الماضي.
الخرطوم: التغيير
قالت مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي السوداني، إن قيادات الحزب التي شاركت في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خالفت قراراً مؤسسياً سليماً، وأعلنت أن الحزب ليس ملزماً بما يستتبع ذلك من قرارات وأجسام.
وأكد الرئيس المكلف للحزب بالإنابة محمد عبد الله الدومة في بيان، اليوم الأربعاء، شرعية اجتماعات مؤسسة الرئاسة وسلامة إجراءاتها وصحة قراراتها، وبخاصة ما يتعلق بعدم المشاركة في اجتماع المؤتمر التأسيسي لـ(تقدم) مايو الماضي.
وعبر عن الأسف للمراشقات الإعلامية التي تلت، وقال إنها ستعمل على معالجة الخلافات السياسية والتنظيمية عبر الوسائل المؤسسية السليمة وبما يحافظ على وحدة الحزب ولا يسمح بانجرافه نحو القرارات الانفرادية أو الاتجاهات الانشقاقية.
وانعقد الاجتماع التأسيسي لـ(تقدم) أواخر شهر مايو الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة قيادات رفيعة من حزب الأمة في مقدمتهم الرئيس المكلف فضل الله برمة ناصر، كما جرى اختيار القيادي بالحزب الصديق الصادق المهدي أمينا عاما للتنسيقية.
عهد وميثاق
وأوضح بيان الدومة، الأربعاء، أن مؤسسة رئاسة حزب الأمة القومي انعقدت، أمس الثلاثاء، وناقشت الأوضاع الإنسانية والسياسية بالبلاد في ظل استمرار الحرب.
وقال إن شرعية اجتماعات مؤسسة الرئاسة تستند على ثلاثة أعمدة الأول هو القرار المؤسسي للحزب في ديسمبر 2020م، والذي نص على تكليف فضل الله برمة ناصر برئاسة الحزب ليمارس صلاحيات الرئيس المنتخب، على أن يتّخذ قراراته عبر مؤسسة الرئاسة والتعاون مع الأجهزة الأخرى. والثاني هو العرف الحزبي المتبع في تكليف أحد النواب لدى غياب الرئيس أو سفره، والثالث هو التواثق المشهود بين الرئيس المكلف ونوابه في ديسمبر 2023م وداخل مؤسسة الرئاسة في مارس 2024م.
وأضاف: “لقد تواثقت مؤسسة الرئاسة في اجتماعات مارس 2024م بإجماع حضورها على عهد وميثاق ملزم للجميع، وعلى رأسهم الرئيس المكلف للحزب اللواء فضل الله برمة الذي كان أول من وقع على الميثاق، مع التأكيد على أن العقد شريعة المتعاقدين”.
وتابع: “كما سوف تحرص المؤسسة على نشر كافة القرارات والتعهدات التي نتجت عن الاجتماعات الأولى من نوعها لمؤسسات الحزب بعد الحرب، في سبيل وضع الحزب وقادته على جادة المؤسسية والوفاء بالعهود، وحل الخلافات بالرشد والاتزان”.
مشروع الخلاص
وكشف الدومة أن الحزب كوّن لجنة من جميع الأجهزة لصياغة مشروع الخلاص الذي يحقق الأجندة الوطنية، لوقف الحرب وإنهائها وتحقيق التحول المدني الديمقراطي وهندسة عملية سياسية عبر مؤتمر المائدة المستديرة الذي ظلوا ينادون به.
وأكد أن مؤتمر المائدة المستديرة هو المحفل الأول بقيادة العملية السياسية لوقف الحرب.
وقال إن الحزب سوف يسعى بكل جدية ومثابرة لمخاطبة جميع الأطراف والكيانات المعنية بالمشاركة في ذلك المؤتمر، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في سلام السودان، على أن يقتصر دور الأشقاء والأصدقاء على المراقبة وتقديم التسهيلات لإنجاحه والتعاون على تحقيق مخرجاته، مع التأكيد على ضرورة جعل عملية السلام شاملة ومستدامة عبر ذلك المنبر وحده والابتعاد عن المحافل الثنائية أو التي تعالج السلام بالقطاعي.
وشدد على أن تقرير المصير للأقاليم والمجموعات السودانية، وفصل الدين عن الدولة، وإقامة قواعد عسكرية قضايا خلافية، ينبغي أن تعرض على مؤتمر المائدة المستديرة للوصول إلى توافق قومي حولها تقره الجمعية التأسيسية المنتخبة.
الحياد الإيجابي
وشجب الحزب كل ما يتعرض له المدنيون داخل مناطق النزاع من انتهاكات تشمل القصف العشوائي والتصفيات الجسدية والاعتقالات التعسفية والعنف الجنسي والاعتداءات على الأملاك الخاصة، والمحاكمات التي بلغت حد الحكم بالإعدام، وطالب أطراف الحرب باستبعاد المدنيين عن دائرة مواجهاتهم.
وناشد الشعب السوداني عامة وكوادره على وجه الخصوص بعدم الاستجابة لبروباغاندا الحرب وأطرافها العديدة، وتأكيد الحياد الإيجابي بينها بالابتعاد عن لغة الكراهية والتأجيج والاتهامات والالتزام الصارم باعتزال العدائيات وخطابها بالجملة.وقال إن دور الحزب الذي يسعى لتحقيقه هو وقف الحرب والتوسط بين أطرافها لإنهاء القتال فورًا والاندراج في العملية السياسية التي تخلص البلاد من ويلات الحرب وتبني السلام والعدالة والديمقراطية.
وأكد ضرورة كشف الحقائق حول مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019م وتحقيق العدالة، وشدد على أنها جريمة “لن تسقط بالتقادم ولا مجال لطي ملفات المظالم بدون مساءلة فلا سلام بلا عدالة”.
وأكد الدومة ترحيب الحزب بالمبادرة المصرية، وكافة الجهات الساعية للسلام السوداني، ونوه إلى ضرورة الاستناد على مخرجات منبر جدة في مايو 2023م وتنسيق المبادرات الإقليمية والدولية، وأن تكون شاملة وفاعلة في الوصول للسلام، وشدد على مشاركة الحزب برؤاه ومجهوداته السياسية لدفع كل المساعي لوقف الحرب التي فتحت الباب مشرعًا للضياع الوطني.
المصدر: صحيفة التغيير