استطلاع يزكي استعمال غالبية المغاربة لحوم الأضاحي في الاستهلاك الأسري
زكّت نتائج استطلاع رأي أنجزه “المركز المغربي للمواطنة”، حول انطباعات وتصورات المغاربة بشأن عيد الأضحى، غياب ثقافة التصدق بلحم الأضاحي في المجتمع المغربي، إذ صرّح 55 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يستعملون كل الأضحية للاستهلاك الأسري، بينما صرح 37 بالمائة بأنهم يتقاسمون جزءا من لحم الأضحية مع المحتاجين، في حين فضل 8 بالمائة عدم الإدلاء بأي جواب.
ورغم توسع انتشار الخطاب الذي يرى أن الاحتفال بعيد الأضحى أصبح يتخذ بُعدا اجتماعيا، وأنه ينسلخ شيئا فشيئا عن البُعد الديني، بسبب الدينامية التحديثية التي يعرفها المجتمع المغربي، فإن نتائج الاستطلاع تفيد بعكس هذا الانطباع تماما، إذ اعتبر 82 بالمائة من المشاركين فيه أن العامل الديني هو الذي يدفعهم إلى الالتزام بعيد الأضحى، بينما لا تتعدى نسبة الذين ربطوا الاحتفال بهذه المناسبة بالبعد الاجتماعي 12 بالمائة.
وإذا كان الاحتفال بالعيد بالنسبة لـ82 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع مرتبطا بالعامل الديني فإن 61 بالمائة من المشاركين يتفقون على أن اقتناء أضحية العيد لدى غالبية الأسر المغربية دافعُه اجتماعي وليس دينيا.
وصرّح 63 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يشعرون بارتباط كبير بعيد الأضحى، و23 بالمائة يشعرون بـ”ارتباط إلى حد ما”، بهذه المناسبة، بينما صرح 5 بالمائة فقط بأنهم لا يشعرون بأي ارتباط بالعيد.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي تم إنجازه خلال الفترة من 21 إلى 31 ماي الماضي، عبر استمارة إلكترونية نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك فيه 1007 أشخاص من مختلف الشرائح العمرية، يمثلون جميع جهات المملكة، أن 75 بالمائة من المشاركين يعتبرون عيد الأضحى “أهم مناسبة لتعزيز الروابط العائلية بين المغاربة في الوقت الحالي”.
ورغم الارتباط الكبير للمغاربة بعيد الأضحى فإن 48 بالمائة من المشاركين في استطلاع المركز المغربي للمواطنة صرّحوا بأنهم يفضلون عدم الاحتفال بالعيد هذه السنة، بسبب الضغوطات المالية، في حين يرغب 44 بالمائة في ذلك؛ غير أن 60 بالمائة من مجموع المشاركين يعتقدون أن الأسر المغربية لا تستطيع التخلي عن اقتناء الأضحية حتى لا تحرم أطفالها من العيد.
وصرح 49.7 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يوفرون مصاريف العيد من خلال الأجر الشهري، و29.6 بالمائة من خلال مدخراتهم المالية، و5.3 بالمائة يلجؤون إلى السلف من المعارف.
وصرح 3.7 بالمائة بأنهم يعتمدون على الدعم العائلي، و3 بالمائة يحصلون على منحة من المشّغل، وحوالي 2 بالمائة يحصلون على الأضحية من خلال العائلة أو من خلال السلف من مؤسسات القروض أو من المحسنين.
وقال 55 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يجدون صعوبة في توفير مصاريف العيد، بينما صرح 23 بالمائة بأنهم يجدون ذلك صعبا نسبيا، و17 بالمائة لا يجدون أي صعوبة.
وشدد المركز على أن “المشاركة في الاستطلاع تمت على أساس اختياري، وبالتالي فإن نتائجه، من الناحية العلمية، لا تمثل سوى آراء الأشخاص الذين شاركوا فيه”، غير أنه نوّه إلى أن النتائج المتوصل إليها “يمكن اعتبارها تعبيرا عن توجه الرأي العام”.
المصدر: هسبريس