اخبار الكويت

«الراي» تنشر تفاصيل تسريب اختبار «التربية الإسلامية»

الاختبار المسرّب تم تداوله فجر الإثنين قبل وصول الصناديق إلى اللجان

الحدث دفع «التربية» للمرة الأولى في تاريخها إلى تأجيل الاختبار

لم يكن يوم الإثنين عادياً في وزارة التربية، بعد أن أقدمت على خطوة هي الأولى في تاريخ اختبارات الثانوية العامة في البلاد، بقرار سحب اختبار مادة التربية الإسلامية وإلغائه، بعد أن تم توزيعه على لجان الاختبارات وفتح الصندوق وتوزيع مغلفاته على الفصول ووصوله إلى أيدي الطلبة في بعض اللجان، بعد اكتشاف تسريب الاختبار قبل ساعات من بدايته، وهي الخطوة التي تعتبر الأولى من نوعها في التعامل مع تسريب الاختبارات أو تداول نماذج منها.

وأمام هذا الأمر الطارئ وغير المسبوق، شهدت الوزارة حالة استنفار في مختلف القطاعات والكنترول المركزي، حيث تبين أن تسريب اختبار مادة التربية الإسلامية تم بثلاثة أشكال مختلفة، قبل موعد انطلاقه بساعات، الأول نموذج من أسئلة الاختبار الأصلي، والثاني نسخة أخرى مدون بها الإجابات، والثالث إجابات نموذجية للأسئلة مكتوبة بخط اليد، ما يعد جريمة متكاملة الأركان بحق النظام التعليمي ومستقبل الطلبة.

فريق جمعية النزاهة خلال زيارته للكنترول

تفاصيل جريمة التسريب، بحسب مصادر مسؤولة ومطلعة في وزارة التربية لـ«الراي» بدأت مع تداول أوراق فجراً وعلى نطاق واسع، قبل وصول الصناديق إلى اللجان، حيث صدرت تعليمات فورية بتأجيل الامتحان لمدة ساعتين واعتماد الاختبار البديل للمادة، إلا أن المسؤولين في الوزارة أبلغوا بأنه تم تسريبه أيضاً، ما دفعها إلى ترحيل الامتحان إلى الأسبوع المقبل.

وذكرت المصادر أن نسخ الاختبارات مع إجاباتها النموذجية كانت تتداول على تطبيق «تيلغرام» وفق نطاق واسع، وقد وصلت إلى الإدارات المدرسية في هذا التطبيق قبل وصول صناديقها إلى اللجان.

ما حدث في اللجان… خطوة بخطوة

• ما بين 6.45 و7.00 صباحاً وصول صناديق الاختبارات للمدارس

• 7.50 وصول الرقم السري للصناديق

• 7.55 توزيع أوراق الأسئلة على اللجان الفرعية

• 8.00 وصول تعليمات بسحب الاختبارات وإعادتها إلى الصناديق وإرجاعها للكنترول

• 8.10 الطلب من الطلبة البقاء في المدارس حتى الساعة 10 لوصول الاختبار البديل

• 9.45 إخبار الطلبة بتأجيل الاختبار والطلب منهم مغادرة المدارس

أعضاء الغرفة السرية إلى التحقيق

ذكرت مصادر تربوية مطلعة أن وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل العدواني ألغى سفره إلى دولة قطر أمس الذي كان مقرراً لحضور اجتماع مكتب التربية العربي لوزراء التربية ووزراء التعليم العالي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث توجه إلى الوزارة ومن ثم إلى المطبعة السرية، وعقد اجتماعاً مع المسؤولين وقرر إعفاء ووقف جميع أعضاء المطبعة السرية عن العمل البالغ عددهم نحو 25 عضواً، وإحالتهم للتحقيق، مع تكليف أعضاء جدد وتقليص العدد.

اختبارات جديدة

كشفت المصادر أن الوزير العدواني كلف التواجيه الفنية المختصة بإعداد نماذج جديدة، وفي سرية تامة، لجميع الامتحانات المتبقية المقبلة للقسمين العلمي والأدبي، ووقف جميع النماذج الحالية سواء الأساسية أو البديلة، وسحبها من المطبعة السرية وطباعة النماذج المستحدثة مع تغيير آلية العمل بها، إضافة الى التواصل مباشرة مع وزارة الداخلية، والتنسيق معها لضبط كل المتورطين في تسريب هذه الامتحانات.

إعادة جدولة الاختبارات

بعد تأجيل اختبار التربية الإسلامية، قامت الوزارة بجدولة ما تبقى من مواد الاختبارات، حيث أبقت جدول أيام غد الأربعاء والخميس والأحد المقبل، كما هي، فيما تم التغيير في يوم الاثنين والثلاثاء.

فحسب الجدول القديم كان طلبة العلمي سيختتمون اختباراتهم يوم الأحد، فيما يختتمها طلبة الأدبي الاثنين بمادة الإحصاء. وبعد تأجيل اختبار الإسلامية، تم ترحيل اختبار الإحصاء ليوم الثلاثاء المقبل، ليكون يوم الاثنين قبله موعد اختبار التربية الإسلامية للقسمين.

إجراءات المطبعة

1 لا يدخلها إلا أعضاؤها و3 أشخاص الوزير والوكيل ووكيل التعليم العام

2 تعهدات خطية على العاملين فيها بتحمّل المسؤولية الجنائية الكاملة في حال التسريب

3 حظر استخدام أي أجهزة إلكترونية أو هواتف أثناء العمل داخل المطبعة

4 توافر إجراءات الأمن والسلامة فيها بكاميرات تعمل على مدار الساعة

«المعلمين»: مطلوب إجراءات صارمة

دعت جمعية المعلمين إلى ضرورة أن تُبادر وزارة التربية باتخاذ الإجراءات اللازمة والصارمة، حول قضية تسريب اختبار مادة التربية الإسلامية للصف الثاني عشر التي حدثت أمس، واضطرتها إلى تأجيل موعد بدء الاختبار لساعتين ثم إلغائه. وأعربت الجمعية عن أسفها البالغ «لحدوث هذه الظاهرة والقضية المؤسفة والتي تُشكّل تحدياً أمام وزير التربية الدكتور عادل العدواني، لما لها من انعكاسات سلبية واسعة تضع الوزارة على المحك، ومحل تشكيك في قدراتها ومصداقيتها، إلى جانب ما تمثله من مساس مؤسف للثقة والأمانة التي يتحلى بها العاملون في القطاع التربوي، ومن وجود قلة من النفوس الضعيفة أساءت لهذه الأمانة والثقة وللمسؤوليات المنوطة بها».

المصدر: الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *