الاشتباكات السودانية تحاصر المستشفى الوحيد في «الفاشر»
أجبر مئات المرضى والجرحى على إخلاء مستشفى الفاشر الوحيد الذي يعمل في المدينة، جراء الاشتباكات التي جرت بين الأطراف المتحاربة واستمرت على مدى ساعات، وفق مصادر طبية تحدثت عن «تهديدات جدية لأرواح النزلاء بسبب القصف العشوائي المتبادل».
وأفادت المصادر وشهود عيان «الشرق الأوسط»، بأن أعداداً كبيرة من الأسر المرافقة اضطرت لإجلاء مرضاها قسرياً خوفاً على حياتهم، بعد أن وصلت القذائف المدفعية إلى أسوار المستشفى.
ووفق الشهود، فإن المستشفى أصبح في مرمى الاشتباكات المستمرة منذ قرابة الشهر بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه ضد «قوات الدعم السريع».
وخروج المستشفى عن العمل، يهدد حياة مئات الآلاف من السكان في الفاشر، في وقت يعاني المرفق الطبي الوحيد من نقص كبير في الإمداد الدوائي، بعد سحب منظمة «أطباء بلا حدود» بعض طواقمها الطبية والإدارية بسبب تدهور الوضع الأمني بشكل غير مسبوق، على حد وصفها.
وقال مقيمون في الفاشر إن «الدعم السريع» بدأت ليل الأحد الاثنين قصفاً مكثفاً بالمدفعية الثقيلة للأحياء السكنية حول المستشفى، استمر حتى ساعات الفجر، وردّ عليه الجيش وقوات الحركات المتحالفة معه.
وأضاف هؤلاء أن «قذائف سقطت على منازل متجاورة أدت إلى مقتل 8 مواطنين وجرح آخرين».
بدوره، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الصحة بولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، إن حصيلة الضحايا خلال اليومين الماضيين، ارتفعت إلى 45 قتيلاً وأكثر من 84 جريحاً جراء العمليات العسكرية.
وأكد نشطاء متطوعون، أن إدارة المستشفى اضطرت للحديث عن إخلاء جميع المرضى والجرحى والكوادر الصحية بسبب تخوفاتها من وقوع المزيد من الضحايا وسط النزلاء.
بدورها، قالت «الدعم السريع» إن قواتها بولاية شمال دارفور «تصدت الأحد لهجوم من ميليشيا البرهان ومرتزقة الحركات المسلحة» بمنطقة «أم بعر في محاولة يائسة للتسلل» إلى الفاشر عاصمة الولاية.
وذكر المتحدث الرسمي باسمها الفاتح قرشي، في بيان على منصة «إكس»، الاثنين: «تمكنت قواتنا من سحق كامل المتحرك والاستيلاء على 113 عربة (لاندكروزر) بكامل عتادها العسكري وعدد كبير من الأسلحة والذخائر وقتل المئات منهم».
وقال: «كبّد الأشاوس مرتزقة حركات مني وجبريل وتمبور خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد؛ إذ استولوا على المتحرك بالكامل».
وأضاف أن «انحياز حركات الارتزاق للقتال إلى جانب ميليشيا البرهان والإرهابيين والمتطرفين، سيمنح شعبنا فرصة تاريخية للقضاء على الفاسدين للأبد».
ومن جانبه، قال المتحدث باسم «منسقية النازحين واللاجئين»، آدم رجال، إن ما يشهده إقليم دارفور، وعلى وجه الخصوص مدينة الفاشر، هو «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعقاب جماعي للمدنيين».
وعلق في منشور على صفحته في «فيسبوك»: «الجميع محكوم عليهم بالموت جوعاً أو بسبب القصف العشوائي المتعمد من قبل أطراف النزاع». ودعا إلى وقف القتال فوراً وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للعالقين في مناطق القتال «الذين أنهكهم الجوع ويعيشون في ظروف مروعة لا توصف».
الشرق الأوسط
المصدر: صحيفة الراكوبة