انقسامات داخل معسكر الجيش السوداني بشأن استئناف “منبر جدة”
ودخل بعد ذلك حليف الجيش السوداني، مبارك الفاضل، على الخط منتقدًا مالك عقار وموقفه من رفض الذهاب إلى منبر جدة، واعتبره مضرًا بالعلاقات الخارجية للبلاد، ويعتبر إهانة لأمريكا والسعودية، بينما اقترح تشكيل مجموعة عمل استشارية من مخضرمين أصحاب خبرة لوضع إستراتيجية للتحرك الخارجي، وتقديم المشورة للبرهان.
من جانبه، دخل مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق ياسر العطا في حلبة المواجهات، معلنًا تأييده الكامل لموقف مالك عقار الذي رفض فيه الذهاب إلى منبر جدة، قائلًا إن عقار أعطى رأي الدولة فيما يتعلق بالمفاوضات مع قوات الدعم السريع.
اختلاف الأهداف
ويرى القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، أن تباين الآراء والمواقف داخل معسكر الجيش السوداني والقوى المتحاربة الأخرى، أمر متوقع وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدة عوامل منها الاختلاف في الأهداف والقيم والمصالح بين الأطراف المتحاربة، بالإضافة إلى وجود خلافات سياسية، واختلالات مصالح.
وأضاف عروة في تصريح لـ”إرم نيوز”، “أنه قد يكون الخلاف ناتجًا عن صراع حقيقي بين الأطراف يقود للقطيعة والتباين في اتخاذ القرار، أو ربما قد يكون نتيجة لتبادل أدوار أو إستراتيجيات”.
وفي تعليقه على تطابق وجهة نظر “ياسر العطا ومالك عقار، مقابل توافق البرهان ومبارك الفاضل قال عروة الصادق، “هذه معسكرات تحركها مصالح فعقار ومن معه يخشون على مكاسبهم التي حازوا عليها عن طريق انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وحرب نيسان/ أبريل 2023.
وتابع “يجب أن تسعى القوى السياسية والمجتمعية السودانية لتوحيد معسكرات القوى المتحاربة جميعها والوصول إلى حل سلمي، وذلك بالسعي الدؤوب والتواصل المستمر لفهم الجذور الحقيقية للنزاع وتحديد نقاط الاتفاق الممكنة التي يمكن السعي بها بين الأطراف المتنازعة وجعلها مشتركات وطنية للتوافق، ومن ثم يمكن تبني حوار جاد وشامل ومفاوضات عملية تقود إلى إيجاد حلول مقبولة للجميع”.
ودعا عروة إلى تحقيق التفاهم المتبادل وبناء الثقة بين الأطراف ما يمكن أن يسهم بتحقيق حل سلمي عاجل وعادل للصراع، وتحقيق وحدة البلاد، مؤكدًا أن منبر جدة هو الأقدر للوصول إلى هذه المعادلة الإيجابية، وفق قوله.
وحول انقسام وتباين المواقف داخل مجموعة الجيش السوداني حيال دعوة القاهرة للقوى السياسية السودانية للقاء موسع، في أواخر يونيو/ حزيران الجاري، قال عروة الصادق، “إنه يتوقع أن يعلن الجميع استجابتهم لملتقى القاهرة دون اشتراطات”، داعيًا السلطات المصرية إلى إظهار حيادها وشفافيتها ووقوفها على مسافة واحدة من كل أطراف النزاع، لضمان نجاح المبادرة.
وأشار إلى أن “الانقسام داخل الجيش دوافعه نابعة من تأثير عناصر التنظيم المحلول والحركة الإخوانية في وزارة الخارجية السودانية وعلى قيادة القوات المسلحة، وما لم يتم التخلص من هذا التأثير لن تنجح القاهرة، ولا جدة، ولا المنامة، بتخليص السودان من حرب الإخوان”، وفق قوله.
سيناريو التدخل الدولي
من جهته يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، أن سيناريو التدخل العسكري الدولي في السودان بات قريبًا إزاء تصدع معسكر الجيش واختلافه حيال وقف الحرب بالتفاوض مع قوات الدعم السريع في منبر جدة.
وقال برغوث لـ”إرم نيوز”، إن واشنطن غالبًا ما تكون قد أبلغت البرهان بعواقب رفض الذهاب إلى منبر جدة وهي التدخل العسكري لقوات متعددة الجنسيات قد تكون تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأشار إلى أن تباين المواقف داخل معسكر الجيش السوداني يدل على عدم وجود إرادة حيال الذهاب إلى منبر جدة، موضحًا أن جميع الأطراف في معسكر الجيش وضعت الشعب السوداني رهينة مقابل ضمان وجودها ومشاركتها في السلطة مستقبلًا حتى ولو أدى ذلك إلى تقسيم السودان.
وأشار إلى أن الجيش السوداني لا يريد الذهاب إلى منبر جدة لأنه ليس له ما يفاوض عليه في ظل تراجعه عسكريًا وفشل كل التحركات لتحقيق نصر على الأرض، كما أنه يفتقر لصداقات وسط المجتمع الدولي.
وأضاف أن “قادة الجيش السوداني يعملون وفق نظرية “عليَّ وعلى أعدائي”، ما يجعل التدخل الدولي في السودان، خلال الأيام المقبلة، هو السيناريو الأرجح، متوقعًا أن يتحرك العالم عبر مظلة الاتحاد الافريقي لنشر قوات دولية لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار، ومرور المساعدات الإنسانية.
إرم نيوز
المصدر: صحيفة الراكوبة