حزب فدرالية اليسار في مسعى لتعزيز وحدته خلال اجتماع مجلسه الوطني بعد استقالات اليوم 24
يدخل حزب فدرالية اليسار الديمقراطي، مرحلة جديدة من مساره مع بدء أعمال اجتماع مجلسه الوطني غدا السبت، حيث ينبغي على أعضائه تقييم المرحلة الانتقالية التي حُددت في سنتين، بهدف استكمال عملية الاندماج بين المكونات المؤسسة لهذا الكيان السياسي.
والشهر الماضي، قدمت زينب إحسان، استقالتها، وهي التي كانت كاتبة عامة للشبيبة التقدمية (الحزب الاشتراكي الموحد) قبل انضمامها إلى فيدرالية اليسار. فتحت هذه الاستقالة كوة في هذا الكيان الساعي إلى تعزيز وحدته مع تزايد الشكوك بشأن مستقبله، فأمينه العام، عبد السلام العزيز، يعاني أزمة صحية منذ شهور تاركا الحزب في يدي زميله علي بوطوالة، الأمين العام السابق لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
يتحدث أعضاء في الحزب عن « ظروف مشحونة » ينعقد فيها اجتماع المجلس الوطني الرابع على التوالي منذ المؤتمر التأسيسي للحزب. ينتقد هؤلاء « تدبير المكتب السياسي للحزب لهيكلة قطاعات أبرزها الشبيبة والتنظيم النسائي ».
تحدث المشاكل دوما في مثل هذه الحالات بسبب الميراث الثقيل من مرحلة قبل التوحيد، فالأعضاء المتشككون يرون أن القيادة « وبدلا عن التوافق بين المكونات السابقة في كل القطاعات، يجري الآن الاحتكام إلى الاصطفافات في حلّ المشاكل التنظيمية ». يتوقع هؤلاء أن تبرز هذه الإشكالات في المناقشات خلال اجتماع المجلس الوطني.
وطالما كانت الانتماءات المسبقة عاملا يعرقل الاندماج. نتذكر أن قادة الحزب الاشتراكي الموحد تراجعوا في الأنفاس الأخيرة، عن المضي قدما في هذه العملية. مع ذلك، أفضت هذه الخطوة إلى انشقاق جزئي في الحزب قاده محمد الساسي والقسط الأكبر من شبيبته.
يشعر بعض الأعضاء بالإحباط، متحدثين عن « الابتعاد التدريجي عن الأهداف المنتظرة من الاندماج ». لكن يقيس آخرون الخسائر من جانب « الحضور السياسي للفدرالية باعتبارها بديلا سياسيا تقدمياً ».
لكن قادة هذا الحزب لا يتفقون مع هذه التقييمات السلبية، فعلي بوطوالة الذي تحدث إلينا، لديه وجهة نظر مختلفة تماما. يقول « إن الحديث عن تعثر تنظيمي بعد المؤتمر الاندماجي غير دقيق، هناك ربما بطء في وتيرة تأسيس الهيكلة بالنظر للبرنامج الطموح المعتمد في المجلس الوطني منذ سنة تقريبا، ولكن تمت هيكلة قطاع الشبيبة بعقد مؤتمرها وانتخاب مكتبها الوطني وكاتبها العام، وتم تأسيس 46 فرعا لحد الآن، وهناك عدة فروع مبرمجة للتأسيس، كما تنظيم عدة أنشطة ».
موضحا ما حدث في قطاع الشبيبة، يجيب بوطوالة بالقول، « إن المسطرة المعتمدة لهيكلتها في لجنتها التحضيرية كانت محط إجماع، ولكن نتائج التصويت للأسف لم يتقبلها كل من قدم ترشيحه للمكتب الوطني، وخلفت ردود فعل وصلت حد انسحاب بعض الرفاق الشباب، الذين نقدر تضحياتهم وجهودهم في سبيل الاندماج، ونرفض في المكتب السياسي استقالاتهم، وسنعمل قدر المستطاع، على إقناعهم بالعدول عنها ». يعبر بوطوالة عن وعي قادة حزبه بـ »صعوبات المرحلة الانتقالية » فيما يتعلق بالملاحظات المرتبطة بالمكونات السابقة، يتحدث هذا القيادي عن هذه الصعوبات بدءا من « التحرر من انتماءات دامت عقودا »، فـ »العلاقات الرفاقية التي نسجتها المعارك والمحن »، لكن يشدد على أن « رهان إنجاح مشروع الحزب اليساري الكبير والمناضل، في أفق تحقيق مشروع مجتمعي يتطلب طاقات نضالية هائلة، أكبر وأهم من كل الطموحات الفردية، والانزلاقات الحلقية ».