نظام المهداوي يكتب: يدفعون الشباب العربي نحو أحضان الإخوان ثم يحاربونهم ويعتقلونهم! وطن
وطن لا يطرحون بديلاً، وحتى في ثوراتهم المضادة كان هدفهم فقط قمع الإسلام السياسي، والبديل له عودة الدولة العميقة أو عودة العسكر للحكم وتغافلوا عن أسباب قيام الثورات، من قمع وفساد وغياب الحريات والعدالة الاجتماعية وانتشار البطالة والفقر، مقابل ثراء متزايد لرجال السلطة.
في مصر تم رعاية الانقلاب الذي أشرفت عليه إسرائيل بأداة إماراتية. وكان البديل عن تطلعات الشعب نظام عسكري ديكتاتوري، فاقم القضايا التي ثار من أجلها المصريون فامتلأت السجون بنحو 100 ألف معتقل مصري، وانهار الجنيه وتم تدمير الاقتصاد بعد احتكار الجيش له.
وباع رئيسها الانقلابي مؤسساتها وتنازل عن “تيران وصنافير“، ووقع على وثيقة التنازل عن مياه النيل.
كل هذا تم برعاية محمد بن زايد “عراب الثورات المضادة والوكيل المعتمد للصهاينة”.. فماذا كان بديل ابن زايد عن الإسلام السياسي؟
اختراع دين جديد أسماه “الإبراهيمي” وبنى له المعابد، ثم قام بإنشاء مركز “تكوين” لينفي كل البديهيات التي يعتنقها المسلمون، ومنها التشكيك بالإسراء والمعراج ووجود الأقصى في أرض فلسطين.
البديل إذن عن الإسلام السياسي هو التسليم للمشروع الصهيوني والتخلي عن مفاهيم الإسلام، وتحويله إلى “دين كهنوتي” لا علاقة له بشؤون الحكم والسياسة، حتى تصل إلى نتيجة مفادها أن معظم الأنظمة العربية الديكتاتورية باتت مشكلتها مع الله وما أنزله في كتابه. وليس فقط بمن يعتنق هذا الدين ويصبح عنده حمية ألا يكون خاضعا للاستعمار أو يقف متفرجاً على مذابح أشقائه في دولة مجاورة.
جماعة الإخوان قدمت مشروعاً مختلفاً اتفقت معه أم اختلفت فلا يوجد أي مشروع غيره، يقابل مشروع الأنظمة المستبدة التي تدفع شبابها دفعاً نحو أحضان الإخوان وجماعات الإسلام السياسي.
“انفجار قادم”.. إيكونوميست تحذر من حدوث “ربيع عربي” جديد شرارته غزة
فلا بديل ولا مشروع لتلك الأنظمة سوى البقاء في الحكم ومواصلة نهب خيرات الوطن، ولو كان ذلك سيسبب حروباً أهلية تأكل ألأخضر واليابس، كما حدث باليمن وليبيا والسودان.
وجاءت حرب الإبادة في غزة وكانت القشة التي فشلت الأنظمة في التعلق بها، واتخاذ مواقف وطنية تبيض صورها عند الشعوب وتنقذ نفسها.
وبدل من مناصرة الفلسطينيين تآمروا ومنعوا التعاطف معهم وبعضهم هرع لمناصرة دولة الاحتلال، وأطلق ذبابه وإعلامييه لتجريم المقاومة وتحميلها مسؤولية إبادة الفلسطينيين.
في وقت يرى فيه الشباب العربي بوضوح تام: من فعلاً يحارب المشروع الصهيوني، ومن يحارب الله ويحاول تغيير دينه ويعتقل ويقتل ويفسد في الأرض.