قتل الجيش الجزائري لـ3 مدنيين.. منظمات صحراوية تدين صمت وتحيز المنتظم الدولي
عبّر تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية عن “بالغ قلقه” إثر تعرض مجموعة من الشبان الصحراويين لقصف جوي من مسيرة تابعة للجيش الجزائري، بمنطقة إيكيدي القريبة من مخيم تيندوف، الواقعة على الحدود الجزائرية الموريتانية، مستنكرا صمت وتحيز المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة للأمم المتحدة على مثل هذه الحوادث.
وقال التحالف المذكور، في بيان له، توصلت “العمق” بنسخة منه، إن “الهجوم الوحشي لم يفاجئه”، مشيرا إلى أن الاستهداف طال “مدنيين عزل يمتهنون التنقيب عن الذهب في مناطق حدودية لضمان مصادر دخل لأسرهم، أمام انسداد الأفق في مخيمات تندوف وإحكام قبضة السلطات الجزائرية على المخيمات”.
وأضاف التحالف، أن إقدام الجيش الجزائري على إعدام شباب صحراويين عزل يبحثون عن آفاق جديدة للعمل، بعيدا عن استجداء مساعدات إنسانية، ليس أمرا جديدا”.
وتابع أن عناصر من الجيش الجزائري قامت في وقت سابق بـ”حرق صحراويين داخل آبار للتنقيب عن الذهب، مع سبق الإصرار والترصد، واستهدفت شبان بذخيرة حية على مستوى الرأس والصدر والبطن، لم ينفع مع إصابتهم أي تدخل طبي لعلاجهم”.
وعبر تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، عن خيبة أمله إزاء صمت المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة للأمم المتحدة، لما يتعرض له الصحراويون بمخيمات تندوف من انتهاكات جسيمة، دون حماية دولية تذكر، أو تحرك دولي لحث دولة الجزائر على احترام التزاماتها الدولية بموجب الاتفاقيات الأساسية لحقوق الإنسان والتي تعد طرفا فيها.
وأشار إلى أنه يتم إحاطة لجان الأمم المتحدة التعاهدية، وتوجه بلاغات من الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان إلى السلطات الجزائرية قصد فتح تحقيقات مستقلة في هذه الحوادث، إلا أن تلك الدعوات ظلت دون رد يذكر، بل وازدادت حدة الاستهدافات.
كما استنكر التحالف “تحيز العديد من المنظمات الدولية إلى تصريحات المسؤولين الجزائريين وقيادة البوليساريو بشأن ما يحدث في المنطقة، والتي تركز على أحداث مختلقة لتهييج الرأي العام الدولي بمناسبة موعد استحقاقات دولية للأمم المتحدة، في تجاهل كامل وغياب إدانة صريحة لقتل المدنيين الصحراويين بالمخيمات من قبل أفراد الجيش الجزائري وعناصر أمن البوليساريو.
هذا، وكشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا باسم منتدى “فورساتين”، عن وقوع ما أسماها بـ”مجزرة جزائرية جديدة” بحق مدنيين في مخيمات تندوف، بعدما قصفت طائرة جزائرية سيارة مدنية بضواحي المخيمات.
وقال منتدى “فورساتين” إن طائرة جزائرية أقدمت، صباح اليوم الثلاثاء، على قصف مجموعة كبيرة من الصحراويين العزل بمنطقة “اكيدي” قرب مخيمات تندوف، وبالتحديد مخيم الداخلة.
وأشار إلى أن القصف استهدف سيارة مدنية وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، موضحة أن الأمر يتعلق بكل من “مجيدي ولد ادة ولد إبراهيم ولد احميم”، و”البوهالي ولد حيداس”، وطفل أزوادي.
ونشر منتدى “فورساتين” على صفحته بموقع “فيسبوك” مقطع فيديو يظهر السيارة المستهدفة وجثث القتلى، فيما لم يتسنى لجريدة “العمق” التأكد من صحة الفيديو من مصادر رسمية.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الضحايا كانوا رفقة مجموعات أخرى ينقبون عن الذهب في المنطقة، في محاولة لسد رمق العيش، والتغلب على ظروف الحياة الصعبة بالمخيمات، وانتشار البطالة وسط تضييق أمني جزائري.
وأوضح “فورساتين” أن الحادث يأتي في وقت تفرض فيه ميليشيات جبهة البوليساريو حصارا على المخيمات وتمنع التنقل خارجها دون ترخيص، بالموازاة مع حصار آخر تفرضه قوات تابعة للجيش الجزائري تحيط بالمخيمات من جميع الجوانب.
واعتبر المنتدى أن “التضييق على الصحراويين زادت حدته في السنوات الأخيرة، وعانت منه الساكنة وتأثرت به كثيرا، ما حذا بأبناءها للبحث عن وسائل بديلة، من بينها التهريب والتنقيب عن الذهب”.
وأضاف: “لكن الجيش الجزائري كان دائما بالمرصاد ، ويقصف دون هوادة ولا تردد، ما تسبب في مقتل عشرات الشباب الصحراويين، وسط صمت مطبق من طرف عصابة البوليساريو التي تفرض على أتباعها الصمت حيال التقتيل الممنهج الذي يمارسه النظام الجزائري في حق مئات الشباب الصحراوي”.
ووفق ذات المصدر، فـ”حتى الأقارب ومعارف الضحايا يكتفون بتدوينات تعزية بسيطة دون ذكر أسباب الوفاة ولا المسؤول عنها، لأن الكل يخشى على نفسه”.
المصدر: العمق المغربي