سودانيون بمصر.. محاولات للاندماج في سوق العمل
اضطر مواطنون سودانيون للبحث كثيراً من أجل الاندماج في سوق العمل وإيجاد مصادر للرزق في المصانع والمدارس أو إنشاء استثمارات صغيرة أو كبيرة.
القاهرة: التغيير
تزايدت أعداد السودانيين القادمين إلى مصر بصورة ملحوظة لا سيما بعد تمدد رقعة الحرب ليتجهوا إلى شمال الوادي بحثاً عن الاستقرار أو العمل أو العلاج أو التعليم.
ولاذ قرابة النصف مليون سوداني بالجارة مصر عقب اندلاع حرب 15 ابريل 2023م بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي لازالت تتمدد وتتزايد كلفتها يوما بعد آخر.
تجارب متنوعة
وقدم بعض السودانيين إلى الأراضي المصرية بخطة مدروسة ومشاريع واضحة لا سيما في مجالات “البزنس” وبرأس مال وتجارب سابقة لهم أو لاشخاص آخرين حسب متطلبات السوق.
فيما جاءت فئة أخرى بدون خطة واضحة وبدأت في البحث كثيراً عن مصادر الرزق في المصانع والمدارس أو إنشاء استثمارات صغيرة أو كبيرة.
ووجد كثيرون ضالتهم على وسائل التواصل الاجتماعي في الاستفسار عن البزنس المناسب ورأس المال المطلوب والمشاريع الناجحة ومتطلبات قيامها.
ويعد الاستثمار في إنشاء المخابز السودانية التي تنتج الرغيف البلدي من أنجح المشاريع نسبة للعدد الكبير من السودانيين في مصر والذين يتركزون بكثافة في مناطق محددة أشهرها فيصل وعابدين والعجمي وغيرها.
ويغلب العنصر الرجالي على ملكية وإدارة المخابز والعمل فيها بطبيعة المهنة التي تتطلب مجهوداً بدنياً ومواصفات خاصة.
وتقتصر بالطبع أعمال البناء على الشباب، فيما يشترك الجنسان في العمل بالمصانع والبوتيكات ومزارع الدواجن والألبان وما يشبهها من أنشطة.
مجالات مشتركة
ويشترك الرجال والنساء في مجال آخر هو المطاعم السودانية على امتداد محافظات مصر حيث تديرها أحياناً سيدات وأحيانا رجال مع وجود عمال مشتركين من الجنسين.
وتسيطر السيدات على سوق مستحضرات التجميل ومحلات الكريمات والعطور، مع وجود نسبة أقل من الرجال في هذا المجال.
ومن منازلهن تعمل بعض السيدات والآنسات في مجال الوجبات السودانية البلدية والأكلات الشعبية أو الحلويات.
وتنشط الكثير من الطالبات السودانيات والخريجات في مجال التسويق الإلكتروني لتوفير بعض المصروفات حيث لا يتطلب هذا المجال سوى الوجود المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعمل بعض السيدات في الحضانة المنزلية للأطفال أو مراعاة المرضى أو كبار السن المحتاجين للرعاية.
وفي المجال الأكاديمي يشتغل البعض من الجنسين في التدريس بالمدارس السودانية، وينشط آخرون في التدريس “أون لاين” لمجموعات أو أفراد من الطلاب السودانيين في مصر او في السودان لا سيما في مناطق الحرب حال توفر شبكه الانترنت هناك.
ومن أبرز المجالات في العمل بمصر للعنصر النسائي هو حقل الكوافير أو المكياج والحناء والرسم والمشاط سواء في المنازل أو في محلات الكوافير.
مشروع مصغر
وفي حديثها لـ(التغيير)، كشفت إيلاف وهي سودانية مقيمة بالقاهرة تعمل في مجال صناعة صابون خاص للعناية بالبشرة ومستحضرات التجميل أنها بدأت البزنس منذ فترة بسيطة جداً بأقل من شهر، وأشارت إلى أن الفكرة كانت موجودة، وأنها تمنت أن يكبر مشروعها غير أن رأس المال كان قليلاً جداً.
وقالت: “بدأت بمبلغ 7 آلاف جنيه سوداني فقط وآلان عدد الزبائن قليل”.
وأضافت: “معظم الناس هنا لا يثقون في المنتجات التي تعرض من خلال الميديا”. وتابعت: “أفكر بالتوسع في البزنس وأن أضيف له أشياء أخرى حتى أصل لمرحلة امتلاك براند كبير خاص بي”.
المصدر: صحيفة التغيير