هيئات حقوقية ونقابية تستعجل إنقاذ حياة أستاذ مضرب عن الطعام لمدة 19 يوما
يخوض مصطفى معهود، أستاذ مادة الرياضيات بثانوية مولاي علي الشريف بالريش إعتصاما مفتوحا وإضرابا عن الطعام أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالراشيدية منذ حوالي تسعة عشر يوما، احتجاجا على ما تعرض له من “عقوبات تأديبية” التي يصفها بالجائرة وللمطالبة بإزالتها من ملفه الإداري كما يطالب بإيفاد لجنة تحقيق مركزية.
وفي رسالة مفتوحة لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالراشيدية، موجهة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حصلت “” على نسخة منها، طالبت الجمعية الوزارة الوصية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة وسلامة الأستاذ معهود باتخاذ قرارات لإنصافه وحفظ كرامته وحريته.
وحسب نص الرسالة فقد سبق للأستاذ مصطفى معهود أن خاض إضرابا عن الطعام خلال شهر ماي من الموسم الدراسي المنصرم ،بلغت مدته 14يوما،وتدخل حينها المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالراشيدية وعقد لقاء مع إدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين درعة تافيلالت.
وتعهدت الإدارة، وفق نفس الوثيقة، بعدة التزامات مقابل رفع الإضراب عن الطعام “وتتجلى هذه الالتزامات في “حذف العقوبات التأديبية من الملف، حسم تخصص الرياضيات كمادة تدريس الأستاذ وتيسير عودته إلى مقر عمله” وتضيف نفس الرسالة على أنه ” وبعد حوالي سنة تبين أن الإدارة لم تلتزم بتلك التعهدات”.
ومن جهة أخرى، دعت النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية للشغل بجهة درعة تافيلالت، الوزارة إلى التدخل العاجل لحل ملف الأستاذ مصطفى معهود المضرب عن الطعام بما يضمن إنصافه وعودته إلى العمل.
وأكد بلاغ النقابة الوطنية للتعليم على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأستاذ معهود لأن حياته في خطر، وحملت الأكاديمية والمديرية والوزارة المسؤولية لإنصاف الأستاذ وتمكينه من كافة الوثائق الخاصة به وإرجاعه إلى العمل، كما جددت النقابة “الاحتجاج بشدة ضد سياسة تدبير التعيينات والتكليفات بشكل لا يُراعي استقرار الشغيلة المادي والنفسي”.
ويؤكذ الأستاذ مصطفى معهود، أنه تم تعيينه سنة 2010، أستاذا للتعليم الثانوي التأهيلي توظيف مباشرلمادة الفيزياء وكُلف بتدريس مادة الرياضيات التي اجتاز فيها امتحان الكفاءة التربوية وظل يشغل هذه المهمة بثانوية مولاي علي الشريف التأهيلية في الريش إلى أن قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بميدلت إسناده تدريس مادة الفيزياء إثر تغيير البنية التربوية بالمؤسسة.
واستنكر الأستاذ معهود في تصريحه لجريدة “العمق”، ما يصفه بـ”فبركة التهم والإحالة مرتين على المجلس التأديبي” بسبب ” تصفية حسابات شخصية من طرف مدير المؤسسة والمدير الإقليمي السابق لميدلت” إثر فضحه لما يعتبرها “تجاوزات وخروقات في المؤسسة بصفته عضوا في مجلس التدبير”.
وأشار الأستاذ إلى أن فتيل التوتر، بدا منذ 2018 حينما تقدم مدير المؤسسة بعدة شكايات في حقه إلى النيابة العامة متهما الأستاذ بعرقلة السير العام والسب والشتم، وأصدرت النيابة العامة قرارات الحفظ وعدم المتابعة، فيما أصدر المجلس التأديبي مرتين قرارات التوقيف في حقه، ويطالب برد الاعتبار وإزالة هذه العقوبات من ملفه الإداري.
وتعليقا على الاعتصام الذي خاضه الأستاذ أمام مقر الأكاديمية خلال الموسم الدراسي المنصرم، أكد مولاي عبد العاطي الأصفر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت، أن “الإدارة وجهت إليه رسالة إنذار بوجوب العودة إلى العمل وذلك بالاستعانة بمفوض قضائي واعتبرته منقطعا عن العمل بدون سابق إعلام أو إنذار”.
وأوضح مدير الأكاديمية في تصريح لوسائل الإعلام أنه”تم استقباله بمقر الأكاديمية والاستماع إليه بحضور لجنة جهوية ، فتبين أنه يناقش قضايا تعود إلى سنة 2018 قال فيها القضاء كلمته ابتدائيا واستئنافيا وكانت لصالح الإدارة”.
واعتبر مدير الأكاديمية أن “الأستاذ المعني بالأمر مازال في وضعية انقطاع عن العمل”، وأن “ما يطالب به مجانب لما تنص عليه النصوص القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل”، محذرا من أن “استمراره في الوضع الحالي سيؤدي إلى تطبيق مسطرة العزل من الوظيفة في حقه، والإدارة تتعامل مع الجميع بكامل الحياد وباحترام المساطر القانونية”، وفق تعبيره
المصدر: العمق المغربي