اخبار السودان

في مؤتمر القمة بالمنامة : لماذا رفض وزير خارجية نظام البرهان تقديم الشكر للدول المانحة؟!!

نشرت”وكالة أنباء البحرين” بتاريخ الخميس ١٦/ مايو الحالي خبر طويل تحت عنوان: “في كلمة بلاده أمام “قمة البحرين”.. وزير خارجية السودان: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ازدراء لكل المواثيق الدولية”، جاء فيه:
(… أكد وزير خارجية جمهورية السودان المكلف ، حسين علي عوض ، أن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة على قطاع غزة هي ازدراء صريح لكل المواثيق الدولية وتكريس لازدواجية المعايير الدولية المعروفة.
وقال عوض ، في كلمة بلاده بافتتاح أعمال مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية الدورة العادية الثالثة والثلاثين على مستوى القمة العربية ، قمة البحرين: “إن أمتنا معنية اليوم أكثر من أي وقت مضى بمفهوم الأمن الجماعي وحماية الأمن القومي العربي الذي يتطلب التوافق على سياق تعاون عربي يكفل الاستقرار السياسي في الإقليم ، سواء كان بتعزيز العمل المشترك لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل أو بعدم الاستقرار والأمن في بلاد السودان الذي يمثل حدود العالم العربي جنوبا أو بعدم السلام والمصالحات في كل من سوريا وليبيا واليمن غيرها”.
وجدد وزير الخارجية السوداني المكلف إدانة واستنكار حكومة السودان للهجوم الإسرائيلي الغاشم المستمر على الشعب الفلسطيني ، ورفضها للحصار الذي تفرضه إسرائيل على كامل قطاع غزة واستهداف رفح واستمرار حرمان الشعب الفلسطيني من الحصول على أبسط حقوقه من الماء والكهرباء والدواء والغذاء. ودعا الوزير السوداني إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مجددا في الوقت ذاته التأكيد على موقف الثابت من رفض محاولة تهجير الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه ودياره.
وفيما يخص الأزمة السودانية ؛ أوضح عوض أنه مر عام كامل على اندلاع الأزمة في السودان تسببت ذلك في أثار مدمرة على البلاد والإقليم ، ككل حيث السعي للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح سعيا لتنفيذ أجندة سياسية داخلية ملتوية وتحقيقا لأطماع إقليمية مشبوهة.
وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن القوات المسلحة السودانية واجهت هذا المخطط التآمري ببسالة وصمود مدعومة بالتفاف الشعب السوداني حولها ، في مشهد وطني غير مسبوق ، مشدداً على أن هذه الأعمال تستوجب إدانة واضحة من المجتمع الدولي وتأكيد الدعم للقوات المسلحة السودانية والحكومة الشرعية في البلاد). انتهي

من طالع بدقة خطاب الوزير/ علي حسين ، يجد الآتي:
اولا اهتم الوزير بالمشكلة الفلسطينية ومعاناة السكان في قطاع غزة ، وافرد جزء كبير من خطابه لهذه المشكلة ، وتجاهل عن عمد او غباء الكلام عن ما يقاسيه أهل السودان من جوع اوصلهم الي حد أكل أوراق الشجر!! ، ما قال الوزير ولا جملة واحدة عن ما يعانيه اللاجئين في معسكرات اللجوء تشاد واثيوبيا والسودان الجنوبي والذين وصل عددهم في أخر إحصائية بنحو (٥) مليون أغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن!! .

ثانيا ما جاء في خطاب الوزير عن حال السودان كان قليلا مقارنة بحديثه عن الأزمة الفلسطينية!! .

ثالثا لم يهتم الوزير في خطابه اطلاع رؤساء الدول الذين شاركوا في اجتماع المنامة عن سبب تخلف البرهان عن الاشتراك في مؤتمر القمة!!، ولا قدم اعتذار للحاضرين نيابة عن البرهان!! .

رابعاخطاب الوزير/ علي حسين ، خلا من تقديم الشكر للدول العربية التي وقفت مع السودان في محنته وبادرت بارسال المعونات العاجلة من غذاء ودواء وخيام ، ولا قال حتي كلمة عرفان واحدة للمنظمات العربية المدنية التي ساهمت بدور كبير وبارز في توصيل المعونات بالحاويات الضخمة لمناطق الفقر والجوع!! .

خامسا : في يوم ٢٩/ مارس ٢٠٢٤م ، نشرت الصحف السودانية والاجنبية خبر جاء فيه:
(… قدمت الحكومة السودانية بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تشاد تتهمهما فيها بتقديم الدعم العسكري والمالي والتسهيلات لقوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني منذ منتصف أبريل العام الماضي. وجاء في الشكوى التي قدمها سفير السودان لدى الأمم المتحدة ، الحارث ادريس ، ان دولة الامارات العربية تنفذ “مخططا آثما ضد السودان عبر مليشيا قوات الدعم السريع وغيرها من المليشيا المارقة المتحالفة معها وفرق المرتزقة من تسع دول مختلفة” من 15 أبريل 2023م . واتهمت المذكرة لمجلس الأمن قوات الدعم السريع بمحاولة اغتيال رئيس المجلس السيادي الانتقالي وقائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان. كما استهدفت قوات الدعم السريع هجماتها المتعددة والمتكررة والبالغة الفظاعة ضد المدنيين والعسكريين والمنشآت المدنية بدعم صريح وواضح من الإمارات العربية المتحدة. فضلاً عن رعاية الإمارات للمليشيات بالتمويل والإسناد الدبلوماسي والإعلامي والدعائي واللوجيستي والتدخل العلني في الحرب. وشكلت أفعال دولة الإمارات تهديداً جدياً السلم الإقليمي والدولي وضرباً من أعمال العدوان والإخلال المربع بالسلم وانتهاكاً لسيادة السودان ، كما مثلت أيضاً أفدح صور التدخلات غير المشروعة ، منتهكة قرار مجلس الأمن رقم 1591م الصادر في عام 2005م ، وهو قرار أضر بتوازن القوى العسكري في دارفور لصالح الجماعات المسلحة وأدى إلى إضعاف القدرات العسكرية للقوات المسلحة). انتهي

*** انتهي الخبر ، ولكن لم تنتهي دهشة كل من طالع خطاب الوزير/ علي حسين عن السبب الذي دعاه الي أن يرفض بشدة ولا يفرد في جزء من خطابه أمام الرؤساء العرب في مؤتمر قمة المنامة الحقائق عن علاقة الإمارات مع قوات “الدعم السريع”، وان هذه العلاقة هي التي إطالة مدة الحرب حتي دخلت عامها الثاني؟!!… هل تعمد الوزير عدم كشف الحقائق خوفا من هجوم وفد الإمارات الموجود في قاعة المؤتمر؟!!، أم لانه يعرف سلفا أنه لن يقوي علي هجوم الوفد الإماراتي خصوصا وانه (الوزير) لا يملك ادلة وبراهين يثبت بها حجته في التعاون الاماراتي مع الدعم السريع؟!!
هل تلقي الوزير/ علي حسين توجيهات من المسؤولين عن تنظيم وادارة مؤتمر القمة بعدم التطرق للمشاكل التي بين نظام البرهان مع الدعامة؟!! .

سادسا واخيرا
هل عدم زيارة البرهان والمشاركة في مؤتمر القمة وارساله مندوب الي هناك ، هي بمثابة رسالة الي الملوك والرؤساء العرب (ما عدا مصر!!) تحمل في مضمونها:
“ابعدوا عن نظامي .. لكم دينكم ولي دين!!.).. وأن الرسالة وصلت للرؤساء عبر علي حسين؟!! .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *