بنيس يناقش التحولات القيمية في العالم الرقمي اليوم 24
اعتبر سعيد بنيس أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الانتقال من المجتمع الواقعي إلى المجتمع الافتراضي كان له تأثير على طبيعة التحولات القيمية داخل المجتمع المغربي، في ظل التغير غير المكتمل والانتقال الاضطراري من مجتمع التواصل والمعرفة إلى مجتمع الاتصال والسيولة.
هذا الوضع نتج عنه بروز « قيم ديجتالية » جديدة صاعدة من العالم الافتراضي انتشرت بطريقة غير مسبوقة بفعل التقنية الرقمية وخواريزميات التشارك.
واعتبر بنيس في ندوة أمس برواق جامعة محمد الخامس بالمعرض الدولي للكتاب والنشر، حول « العوالم الرقمية وتحولات القيم »، بمشاركة الأستاذة زهور اكرام، وعبد الغني منديب، وتسيير الأستاذ عبد الرحيم العطري، أن هذه القيم منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي. القيم الإيجابية حسب بنيس تقوي عناصر العيش المشترك والرابط الاجتماعي وتكاد تكون نسخة طبق الأصل للقيم الواقعية
ومنها قيم التضامن والرقابة المواطنة والفاعلية والانخراط المدني والتعبئة الاحتجاجية والإنسية والشعور بالوطنية والانتماء…
أما القيم السلبية فهي تنخر مقومات العيش المشترك وركائز الرابط الاجتماعي
مثل الكراهية والتنمر و »البوز » و »السيلفي » و »أثننة » (الإثنية) الاختلاف الثقافي والشوفينية الهوياتية والعنصرية والقوميات القاتلة ( الموريش…) والتطرف والعنف الرقمي والتشهير…
ولفهم تمفصلات هذه القيم في أفق الانتقال من مجتمع التواصل إلى مجتمع الاتصال، يقول بنيس إنه يبدو أساسيا الجواب عن أسئلة من قبيل:
كيف يمكن فهم وتوصيف « القيم الديجتالية » الجديدة الناتجة عن مواطنة افتراضية؟
وإلى أي حد تتأثر وتعمل القيم الديجتالية في الممارسات والتمثلات الواقعية للأفراد؟
للإجابة عن هذا السؤال انتهج بنيس مقاربة من داخل علوم اجتماعية افتراضية لا سيما منها كما يسميه الأنثروبولوجيا الديجيتالية والإثنوغرافية الافتراضية:
ورصد بنيس الممارسات الديجيتالية من قبيل بلوكي ديبلوكي، السوق اللغوية الديجيتالية التي تعتمد لغة هجينة بين الكتابي والمصور والعددي … واعتماد معجم خصوصي: هارب بروماكس مون بيبي دامور الي سي براهيم … خطير …/ هل هناك من محبي …
أما المتن القيمي الديجيتالي فيعتمد بودكاست الهاشتاك، الطاك، الإيتموكون.
أما الجانب الثاني من السؤال حول تمفصلات القيم الديجيتالية وعلاقته بالممارسات والتمثلات الواقعية هي تمفصلات أدت إلى المرور من البراديغمات إلى الخواريزميات سواء لتشكيل وعاء للعنف أو كجسر للاحتجاج الواقعي والتعبئة الديجيتالية، ثم ظاهرة روتيني اليومي كشكل من أشكال الإباحية.
كما برزت ظاهرة الحظوة الديجيتالية وانكماش هامش القدوة المجتمعية الغرائبية والثقافية ( مثل الموسيقى الكورية)…
كما أظهرت الممارسة بروز التوحد والانعزالية الشخصية، وعدم احترام حرمة الميت والمريض.
المصدر: اليوم 24