بعد مقال “العمق”.. إرسال كميات مهمة من أمصال “داء الكلب” لمراكز الصحة بجهة كلميم
تفاعلت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة كلميم وادنون، مع الخبر الذي سبق أن نشرته جريدة “”، والمتعلق بالانتشار المتزايد للكلاب الضالة الذي يوازيه غياب الأمصال والحقن المضادة لـ”داء الكلب” بالمراكز الصحية بإقليم طانطان، ما يشكل خطرا على صحة وسلامة المواطنين.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “العمق” من مصدر مسؤول، فقد أشرفت السلطات الصحية صباح يوم أمس الأربعاء، على إيصال كميات مهمة من هذه الأمصال إلى مختلف المستشفيات والمراكز الصحية الواقعة على مستوى النفود الترابي لإقليم طانطان وعموم جهة كلميم وادنون، ما من شأنه أن يسد الخصاص الذي كشفته واقعة نهش كلاب ضالة لجسد شخص في الستينيات من عمره أمام منزله بالوطية مطلع الأسبوع الجاري.
جدير بالذكر أن انتشار الكلاب الضالة، أصبح مصدر قلق كبير لساكنة مختلف الجماعات الترابية بكلميم وادنون، لما تشكله من خطر على صحة وسلامة المواطنين، فضلا عن تأثيراتها السلبية على عيشهم، ما دفع بالعديد من الأصوات إلى دق ناقوس الخطر، و مطالبة المسؤولين، بضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات الرامية إلى التقليص من مخاطر هذه الظاهرة.
النمودج من جماعة الوطية التابعة ترابيا لإقليم طانطان، التي سُجلت فيها عدد من الحوادث المؤكدة للخطر الكبير الذي أضحت تشكله هذه الحيوانات المشردة، كان آخرها إصابة ستيني بجروح خطيرة نتيجة عضات كلاب ضالة صباح يوم يوم الإثنين الماضي.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها جريدة ، فإن المعني الذي يدعى ب.الركيبي، والبالغ من عمره حوالي 68 سنة، قد تعرض لهجوم شرس من قبل الكلاب الضالة، وذلك حينما كان يجلس أمام بيته في حي المخيم بالوطية، ما تسبب له في جروح خطيرة على مستوى الأذن والظهر ومناطق أخرى متفرقة من جسده، الأمر الذي تطلب نقله صوب المركز الصحي الحضري الوطية، إلا أنه تفاجأ كغيره من الضحايا السابقين بعدم توفر المرفق الصحي المذكور على مصل وحقن ضد داء الكلب، الأمر الذي أثار استياء عائلة وأقارب الضحية.
وكان المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة كلميم واد نون، بونان إبراهيم، أن الواقعة، قد أكد في تصريح خص به لجريدة “العمق”، أن الواقعة تزامنت فعلا مع نفاذ مخزون الأمصال المضادة للسعار أو “داء الكلب” في المركز الصحي الحضري بالوطية خلال الأيام الماضية، موضحا أن توفير هذا النوع من اللقاحات، يدخل ضمن اختصاصات مصلحة حفظ الصحة التابعة للجماعة.
وشدد بونان، على أن “صحة المواطنين تبقى فوق كل اعتبار، فلا يمكن رهن إنقاذ أرواح الأشخاص الذين تعرضوا لعضات الكلاب أو القطط أو غيرها، فقط لأن بعض المجالس الجماعية لم تقتن مصل ولقاح داء السعار لأسباب مختلفة”.
وأكد المدير الجهوي أن مديرية الصحة والحماية الاجتماعية، لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا الوضع، بل عملت على توفير مخزون من اللقاح والمصل السالفين الذكر، بمركز الوطية الصحي وغيره من المراكز الصحية والمستشفيات التي نفذ فيها على مستوى كلميم واد نون ابتداء من الأربعاء، تنفيذا لاستراتيجية الوزارة الوصية وخدمة وحفاظا على السلامة الصحية للمواطنين”.
الوعبان نافع، رئيس مجلس جماعة الوطية، أوضح بدوره، أن انتشار الكلاب المشردة، ظاهرة وطنية، وهي قاسم مشترك بين جميع مدن وقرى المملكة دون استثناء، وذلك راجع بالأساس إلى فرض تدابير جديدة تتطلب موارد مادية وبشرية لوجستيكية متخصصة.
وأبرز ذات المسؤول الجماعي في حديثه للجريدة، أن مجلسه الجماعي، اتخذ عددا من الإجراءات بتنسيق مع مع الشركاء المعنيين، رغم الإكراهات والعراقيل، قصد التحكّم في انتشار الكلاب الضالة على مستوى النفوذ الترابي للجماعة، وآخرها كانت المصادقة على اتفاقية شراكة مع جمعية مدنية خلال الدورة الاستثنائية المنعقدة في الثامن من أبريل الماضي، لمحاربة هذه الظاهرة المشينة.
وكانت وزارة الداخلية قد قررت منع إعدام الكلاب الضالة باستعمال الأسلحة النارية أو المواد السامة، استجابة لمطالب عدد من جمعيات الرفق بالحيوانات، داعية الجماعات الترابية إلى ضرورة اللجوء إلى حلول بديلة غير القتل، مثل الإخصاء لمحاصرة انتشار هذه الظاهرة.
المصدر: العمق المغربي