من ينتصر لوقف الحرب ؟
فالقوى السياسية في تراشقها وفي سجالها اليومي منصب فيما بعد الحرب اكثر من ايجاد سبيل لوقفها بالرغم من شعارها الذي تبنته منذ اليوم الاول
خريطة الحراك الدبلوماسي لهذه القوى السياسية لم يحقق اي اختراق حقيقي بعد عام ونيف ولم يحقق اي انتصار ملموس يحسب لها مع الدول التي يُتهم انها ممولة للحرب ولم نسمع عن ان (تقدم) او (تخطي) او غيرها في تواصلها مع الامارات او طهران او اسنطبول او أنجمينا ولم نقرأ عن زيارات للقوى الجذرية في موسكو
كانت وما زالت هذه القوى السياسية في انقسامها وفي تشظيها ومشغولة تدافع عن نفسها احيانا وعن تبنيها لبيانات بعض مواقف الدول العربية والغربية والدعوة لمنبر جدة واصبح شعارها مجرد شعار بلا اي خطوات عملية تمخضت عنه حتى هدن إنسانية غير هشة او ممرات انسانية لإغاثة النازحين في مناطق الحرب التي تدور رحاها الآن
والحرب تدخل عامها الثاني مما يكشف ضعف هذه القوى السياسية وتآكلها من الداخل ومن انها غير جديرة في لعب اي دور سياسي فاعل في سودان ما بعد الحرب
وللتدليل على ذلك اكثر ، كانت للقوى السياسية والتي تنادي بوقف الحرب فرص أخرى على الصعيد الداخلي في ان تلعب دوراً وطنياً آخر بعد تعثر المفاوضات بمنبر جدة وعندما كانت العلاقة محتشمة بينها وبين قوى الكفاح المسلح المحايدة قبل ان تنزلق وتخرج عن الحياد وتأجج نيران الحرب اكثر مما هو عليه الآن ، ثم ان علاقتها بالدعم السريع لم توظف ولم تسثمر في إيصال المساعدات في اقليم دارفور او ولاية الجزيرة التي يسيطر عليها حميدتي ، ولم تنتهز اي فرصة في تجاوز خلافاتها
وآخرها كان مؤتمر باريس
نجد ان هذه القوى السياسية التي تنادي بلا للحرب والتي استحسنت اتفاق (الكباشي الحلو) كان لها ان تلعب هذا الدور بمنبر سوداني بجوبا طالما ان جوبا الشقيقة وسيط مقبول لطرفا الحرب وحركات الكفاح المسلح المحايدة في ذلك الوقت
وان تساهم في تهدئة نيران هذا الصراع وفي إيصال المساعدات او الإغاثة للمتضررين في اقليم دارفور وتطور اي تفاهمات لها من الانساني الي سياسي وإلي حل يساهم او يمهّد في ايقاف الحرب لاحقاً
يمكننا القول ايضاً ان تعويل هذه القوى السياسية على منبر جدة وتغافلها او تخوفها من تعدد المنابر عن تكوين منبر سوداني بجوبا الشقيقة وكأنها ترهن نفسها للخارج بأجندته والمتهم بتقاعسه في ايقاف الحرب في السودان وانشغاله بصراعات اخرى اكثر دموية وسخونة من الصراع الدائر في السودان
والمراقب لمواقف هذه القوى السياسية والتي تنادي بلا للحرب والتي انفقت كثير من وقتها وهي تتحدث عن اعوان النظام السابق
والمؤتمر الوطني يتبين له إخفاقها السياسي
والدبلوماسي من انها لم تفلح حتى في اختيار الوسيط الوفاقي الذي يساعد في تقريب وجهات النظر بين طرفا الحرب ولم توفق في إدانة الانتهاكات التي تؤجج الغضب الشعبي منذ البداية حتى أضحت متهمة من انها الجناح السياسي للدعم السريع ومن انها طرف غير محايد وغير موثوق به
ويبقى السؤال من ينتصر لوقف الحرب في السودان ؟ أهي القوى الاقليمية
والدولية التي تحج إلى بورتسودان وتفرض العقوبات على طرف دون آخر
والدفاع عن دول البلطيق ام القوى السياسية السودانية التي تتخبط في عواصم دول لا تملك اي أوراق ضغط على طرفا الحرب ؟
المصدر: صحيفة الراكوبة