في الحروب نعيش ونموت.. والكتابة هي كل ما يحفظ الذاكرة اليوم 24
قال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، « إن للكتابة مهام مختلفة ولا تكون من أجل المتعة فقط، مشددا على أن الكتابة في زمن الحرب تكون مكلفة جدا ».
في حديث مع « اليوم 24″، الأربعاء، على هامش تقديم كتابه حول « يوميات الحرب في غزة » بالمعرض الدولي للكتاب، مضى الوزير الفلسطيني يحكي معاناته مع الكتابة عندما قضى 90 يوما عالقا في غزة حيث باغثته الحرب وهو في زيارة لأهله في القطاع. « الكتابة في الحرب مكلفة ومكلفة جدا، كنت في البداية أكتب مذكرات الحرب في مقر بيت الصحافة في غزة، المزود بلوحات الطاقة الشمسية، وحين قصفها الاحتلال، كنت أضطر للمشي ساعتين نحو منزل شقيقتي لأشحن الحاسوب ثم أعود لبيت الصحافة ».
يشدد الوزير على أنه « حتى وإن كانت الكتابة عملية شاقة ومركبة ومعقدة خلال الحرب، فإنها السبيل الوحيد لحفظ الذاكرة »، مشيرا إلى أن « الكتابة هي ديوان عن حياة الناس، لكن في الحرب هي أداة لحفظ الذاكرة ».
وخلال ندوة تقديم كتابه، التي حضرتها شخصيات ثقافية وأكاديمية بالإضافة إلى السفير الفلسطيني في الرباط، قال الوزير الفلسطيني، « اليوم ذكرى النكبة، ومن المهم أن نتذكر أن النكبة جريمة مستمرة لم تتوقف يوميا، واستمرار لما جرى منذ 67 سنة، ودائما الاحتلال الاسرائيلي ارتكب جرائم إبادة في حق الشعب الفلسطيني ».
وأضاف أبو سيف، « الحرب اندلعت وأنا في جباليا، وبالضبط في يوم التراث الوطني الفلسطيني، الذي نخلده في يوم 7 أكتوبر من كل سنة »، مشيرا إلى أنه لا يملك الجرأة على قراءة الكتاب، لوجود تفاصيل تؤلمني، مضياف، « إنها تعني أسرتي وأقاربي، أذكرهم في بداية الكتاب ثم يختفون تباعا بعد ذلك لأنهم يستشهدون ».
يذكر أن وزير الثقافة الفلسطيني كان شاهدا على بعض فظائع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث فقد ما يزيد عن 130 فردا من عائلته، قبل أن يعود إلى رام الله، وهو واحد من ثلاثة وزراء في الحكومة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقراً، يتحدّرون من قطاع غزة، وله 14 شقيقاً وشقيقة كانوا يعيشون في أنحاء مختلفة من القطاع.
المصدر: اليوم 24