اخبار المغرب

يقظة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تواصل التصدي لمخططات الإرهاب بالمغرب

“حرب بلا هوادة”؛ هكذا يبدو حال المغرب وأجهزته الأمنية في مواجهة الإرهاب وخلاياه النائمة، إذ لا تكاد تمر أسابيع حتى يتم الإعلان عن تفكيك خلية هنا أو هناك، والهدف دائما التخطيط لضرب الأمن والاستقرار بالمملكة من قبل الخلايا الإرهابية وعناصرها الذين تتكسر مخططاتهم على صخرة الأجهزة الأمنية ويقظتها الدائمة وعيون عناصرها التي لا تنام.

وخلال النصف الأول من ماي الجاري، أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تفكيك خليتين إرهابيتين مواليتين لتنظيم “داعش”، آخرهما اليوم الثلاثاء، ينشط أعضاؤها الأربعة بمدينتي تزنيت وسيدي سليمان.

وتندرج هذه العملية، كما سابقاتها، في إطار الجهود المتواصلة لمواجهة مخاطر التطرف العنيف وتحييد التهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكة وسلامة المواطنين.

في تعليقه على الموضوع، اعتبر محمد شقير، خبير ومحلل أمني، أن تفكيك خليتين إرهابيتين في ظرف أقل من 10 أيام، “يعكس إلى حد كبير توسع وامتداد نشاط الخلايا الإرهابية”، وأن هذا التعاقب الزمني لتفكيك الخليتين، “يدل على أن هناك امتدادا وتحركا لنشاط الخلايا”.

وقال شقير، في تصريح لهسبريس، إن “هذا التسارع يعكس مخطط هذه الخلايا ومحاولة تنفيذ عملياتها بشكل أسرع ومخطط له ومتواصل”، لافتا إلى أن “هذه المسألة عكستها بلاغات المكتب المركزي للأبحاث القضائية بما يدل على أن هذه الخلايا تستهدف الاستقرار الأمني بالمغرب، وهذا رهان كبير ليس فقط للخلايا التي توجد في المغرب، وإنما للتنظيمات الإرهابية ككل”.

وأشار الخبير الأمني إلى أنه بالنظر إلى السمعة التي يحظى بها المغرب وتحالفه مع الولايات المتحدة في استراتيجيتها لمواجهة الإرهاب، ونظرا لنقل الحركات الإرهابية ثقلها من بلاد الرافدين إلى بلاد الساحل، فإن “تحقيق أي هدف من أهداف هذه الخلايا، على شكل ما وقع في مراكش، سيعكس انتصارا كبيرا للمخططين وهذه الخلايا، وسيضرب أحد النماذج التي تحظى بسمعة دولية وهالة خاصة من طرف كل الدول”.

وأكد المتحدث أن “الطلب على الخبرة الأمنية المغربية يعكس إلى حد ما طموح الخلايا الإرهابية المتواصل لزعزعة الاستقرار الأمني في المغرب”، مسجلا في المقابل أن “التفكيك يمثل نجاعة المقاربة التي تنهجها الأجهزة الأمنية في المغرب، لأنها تستطيع أن تشل وتمنع حدوث أي عملية من العمليات التي تخطط لها هذه الخلايا الإرهابية”.

وشدد شقير على أن محاربة الإرهاب تكمن في “منعه من القيام بعملياته وتنفيذها، أما عندما يقوم بتنفيذ العملية ويحقق الهدف، أظن أن المسألة تشكل انتصارا لهذه الخلايا رغم اعتقال المنفذين”، منوها بنجاعة المقاربة الاستباقية التي مازالت تنهجها السلطات الأمنية والتي تظهر “الإصرار على التحرك داخل المناطق المغربية من قبل الخلايا الإرهابية”.

من جهته، قال محمد قمر، رئيس المرصد الوطني لنبذ الإرهاب والتطرف، إن تفكيك الخلايا الإرهابية “دليل على يقظة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المغربية، وتأكيد على أن المملكة ما تزال غير آمنة من الخلايا الإرهابية المتربصة بأمن البلاد”.

وأضاف قمر في تصريح لهسبريس: “نحن في تفجيرات 16 ماي الإرهابية، ونحرص على الاشتغال في شق التوعية والتحسيس، في كل الفضاءات، باعتبار أن هذا الأمر أساسي في كبح هذه الخلايا، وتسرب الفكر المتطرف في صفوف شبابنا”.

وأكد المتحدث على أن الجهاز الأمني “يعمل بجهد كبير ويقوم بدوره على أحسن وجه، لكن حان الوقت كذلك لخلق جبهة مدنية لمواجهة التطرف، بالإضافة إلى جميع المتدخلين، قصد رسم خريطة مدنية استباقية لمحاربة كل أشكال الإرهاب والتطرف”.

ودعا رئيس المرصد الوطني لنبذ الإرهاب والتطرف إلى تعزيز كل القيم الإنسانية التي يحملها شباب المغرب، والتذكير بأن أفكار التطرف “ما تزال موجودة، وهو ما يستدعي جبهة مدنية قوية لمواجهة هذا الأمر، خاصة في جنوب المملكة”، وذلك بهدف تحصين الشباب وحمايتهم من الفكر “الإرهابي الانفصالي”، حسب تعبيره.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *