رفاعة: ندرة في الغذاء والأدوية وتفلتات محدودة من مسلحين مجهولين
متابعة: عمر عبد العزيز
أشهر عديدة مرت منذ أن استولت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، وسط السودان، ومن بينها مدينة رفاعة الواقعة على تخوم البطانة شرقي الولاية.
واكد مواطنون من رفاعة لراديو دبنقا صعوبة الحصول على المواد الغذائية والمعاناة الكبيرة التي يواجهونها في سبيل ذلك.
وقالت مواطنة، حجبنا اسمها لأسباب أمنية، إن اسعار غالبية المواد زادت زيادة كبيرة في ظل ندرتها في الأسواق.
واشارت على سبيل المثال إلى ارتفاع سعر كيلو العدس إلى أربعة آلاف جنيه، وجوال السكر زنة 50 كيلو إلى 130 ألف جنيه، وزنة عشرة كيلو إلى 28 ألف جنيه.
“مبادرة شعبية”
وظلت الانباء تتوالى بين الفينة والأخرى عن تعثر الحصول على الدواء والعلاج في مدينة رفاعة، الواقعة على ضفة النيل الأزرق.
وفي هذا الصدد، أشارت المواطنة إلى صعوبة كبيرة في الحصول على الأدوية بصورة عامة، وخاصة أدوية الضغط والسكري، مما دفع بعض كبار السن وعائلاتهم إلى النزوح من المدينة.
وأضافت أن مما فاقم الأزمة توقف رواتب موظفي الدولة لأشهر طويلة.
وقالت إن اعيان المدينة أطلقوا مبادرة شعبية، حيث استقطبوا الدعم المادي من بعض ابناء رفاعة العاملين في الخارج لتأمين علاج المواطنين.
“أسلحة بيضاء”
وعن الأوضاع الأمنية، قالت إن هناك بعض التفلتات من قبل مسلحين مجهولين، لكنهم لا يعلمون عن هويتهم شيئا، مشيرة إلى أن البعض منهم مسلحون بعصى أو سواطير وما شابه ذلك من أسلحة بيضاء.
لكنها شددت على أن تلك الحوادث لم تصلهم في المناطق التي يقيمون فيها، لكنها ظلت محصورة في بعض المناطق فقط.
واضافت أنه حتى هذه الحالات تراجعت الآن إلى درجة كبيرة.
ارتفاع أجرة الرقشة
وأكدت المواطنة، لراديو دبنقا، أن وسائل النقل لا تزال تعمل بين الأحياء المختلفة داخل رفاعة إضافة إلى توفرها بين رفاعة وقرى أخرى قريبة مثل الحصاحيصا، بانت، الشرفة، تمبول وغيرها.
لكنها أشارت إلى ارتفاع كبير في الأجرة التي يدفعها الركاب، وخاصة من يرغبون الذهاب إلى مدن أخرى، حيث ارتفعت تذكرة الحافلات إلى مدينة القضارف من ثلاثين ألف جنيه إلى خمسين ألف، حسبما ذكرت.
وأضافت أن أجرة التنقل بين رفاعة والقرى القريبة منها بلغت ما بين أربعة آلاف إلى ستة آلاف جنيه.
وعن النقل الداخلي بين أحياء ومناطق رفاعة، أشارت إلى أن الوسيلة الوحيدة تقريبا هي موتر “الرقشة” التي تضاعف سعرها، مشيرة إلى أن المسافة التي اعتادت أن تدفع مقابلها ألفي جنيه، صارت تدفع لها أربعة آلاف.
“ستار لينك”
واشتكت المواطنة من معاناتهم مع شبكات الاتصالات، حيث اشارت إلى انقطاع قارب ستة أشهر.
وأضافت أنهم يضطرون للذهاب إلى السوق لإجراء محادثاتهم عبر أجهزة “ستار لينك”، مشيرة إلى أن تكلفة الساعة الواحدة تبلغ ثلاثة آلاف جنيه.
وشددت على توقف كل الشبكات في رفاعة من دون استثناء، مؤكدة أنهم كانوا سينقطعون تماما لولا أجهزة “ستار لينك”.
كما أشارت إلى أن المدينة تشهد نزوحا كبيرا إلى عدة وجهات داخل السودان، من أبرزها ولايتي القضارف ونهر النيل.
يذكر أن سكان العديد من مناطق السودان كانت انتابتهم مخاوف من أنباء عن قرب توقف شبكة “ستار لينك” بنهاية شهر أبريل الماضي، لكن الخدمة استمرت بعد هذا التاريخ، مما شكل مصدر ارتياح لملايين السودانيين الذين صاروا يعتمدون على هذه الشبكة في الاتصال بذويهم داخل السودان وخارجه.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة