الناس هجرت الكتاب لأنه تحول إلى سوق للشراهة والجشع

أرجع الباحث في الفكر الإسلامي والكاتب المغربي، إدريس الكنبوري، هجرة الكتب إلى ما سماه بـ”الشراهة والجشع في سوق الكتاب، وتحويل الثقافة إلى سلعة”،منتقدا تواطؤ دور النشر مع بعض الكتاب و”نهب جيوب الفقراء”.
وقال الكنبوري، في تدوينة مطولة على حسابه الخاص فيسبوك، إنه لاحظ في معرض الكتاب بالرباط لسنة 2024، “غلاء أسعار الكتب في بعض الأروقة لدور النشر العربية”، مردفا أن “الشراهة لدى الناشرين الذين يحولون هذه المناسبة إلى مناسبة لنهب جيوب القراء؛ وتواطؤ بعض الكتاب مع دور النشر.
ازدحام “المُسلم”
وفي تعليق له على واقعة الازدحام الشديد بالمعرض، بمناسبة حفل توقيع كتب لصاحبها الروائي السعودي، أسامة المُسلم، قال الكنبوري إنه زار الرواق الذي عرضت فيه تلك مزال الروايات، ووجد أن سعر رواياته التي كانت بمبلغ 200 درهم، أصبحت بعد مرور 24 ساعة على حالة الازدحام، بمبلغ 300 درهم.
وأِشار الكاتب المغربي إلى أن سعر هذه الروايات مرتفع رغم أنها مطبوعة طبعات عادية جدا، مضيفا أن “حتى الروايات الأكثر قيمة لا يتجاوز سعرها 120 درهم بطبعات فاخرة وورق جيد”.
وأضاف الكنبوري أن “مثل هذه الشراهة والجشع في سوق الكتاب، حول الثقافة إلى سلعة حتى هجرها الناس”.
وتساءل بالقول: “كيف يجوز لدار نشر أن تبيع روايات خرافية للأطفال بـ 200 أو 300 درهما؛ مع أن المفروض في المعارض تقريب الكتاب من القراء بأثمان تشجيعية لتحفيز القراءة التي باتت نادرة؟”
إغراق السوق بكتب الخليج
واعتبر دخول دور نشر خليجبة إلى سوق الكتاب في السنوات الأخيرة “مشكلة أكبر”، لأنها “زادت من رفع أسعار الكتاب، مع أنها دور خليجية نفطية غنية وهي دور مدعومة؛ مع ذلك تضع أسعارا باهظة؛ لا نجدها حتى في الكتب الصادرة عن دور نشر غير خليجية كالدور المصرية أو اللبنانية”.
وقال الكنبوري إن دور النشر الخليجية “ورغم غلاء أسعارها، فهي لا تحترم حتى القارئ؛ لأنك تجد كتبها أحيانا فاخرة الطباعة وغالية الثمن لكنها غير مصححة ومليئة بالأخطاء الطباعية واللغوية؛ حتى عملية التصحيح لا يقومون بها”.
وأضاف أن هذا الوضع يأتي في ظل تنامي دور النشر العربية في السنوات الأخيرة حتى أصبحت بالمئات؛ لكنها كسرت القاعدة الذهبية المعروفة في علم الاقتصاد، وهي أن كثرة العرض والتنافسية تخفض الأسعار.
وأنهى الكنبوري تدوينته بالقول: “العرب فعلا ليسوا قوم ثقافة بل قوم تجارة؛ حتى لو كثر التجار فإنهم يتحولون إلى النصب والاحتيال؛ وصدق ابن خلدون حين وصفهم بأنهم قوم انتهاب”.
المصدر: العمق المغربي