حراك الجامعات الغربية ينتقل للمغرب.. مظاهرات طلابية وأساتذة يرتدون الكوفيات خلال الامتحانات
تشهد الجامعات المغربية، منذ أيام، احتجاجات طلابية متصاعدة ضمن الحراك الطلابي العالمي المندد بحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتنظم الفصائل الطلابية مسيرات ووقفات متواصلة بمختلف المؤسسات الجامعية، فيما تحذر نقابات الأساتذة من خطورة استمرار اختراق التطبيع للجامعات المغربية، مطالبة بإلغاء كافة الاتفاقيات التي عقدتها مؤسسات جامعية مع نظيراتها بإسرائيل.
ومنذ أبريل الماضي، تشهد الجامعات الأمريكية والأوروبية احتجاجات عارمة تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة، فيما قررت 50 جامعة حكومية و26 جامعة خاصة بإسبانيا قطع علاقات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية.
انتفاضة طلابية
ورغم أن الفعاليات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية لم تتوقف منذ بداية العدوان على غزة، وتعتبر من أبرز سمات الفعل الطلاب بالمغرب على مر تاريخه، إلا أنها تعرف زخما لافتا في الأيام الجارية، تزامنا مع الحراك الطلابي بالجامعات الغربية.
وتعرف معظم الجامعات المغربية، مسيرات ووقفات وحلقات احتجاجية، تنظمها مختلف الهيئات والفصائل الطلابية، تنديدا بالصمت والتواطؤ العالمي تجاه مع يجري من مجازر بحق الفلسطينيين، مع استمرار مطلب إسقاط التطبيع بين المغرب وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، نظمت منظمة التجديد الطلابي مسيرات طلابية بمجموعة من الجامعات المغربية، ضمن “أسبوع الدعم والنصرة” الذي اختارت له شعار “الحراك الطلابي.. صوت الشعوب لتحرير فلسطين”، انخراطا في الحراك الطلابي العالمي المُطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة.
كما نظمت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي يسيره فصيل طلبة العدل والإحسان، مسيرات وفعاليات طلابية بعدة جامعات مغربية، ضمن حراك مستمر منذ بداية العدوان على غزة.
تحرك الأساتذة
بالموازاة مع ذلك، قررت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، حمل شارات ورموز موحدة لدعم القضية الفلسطينية داخل مؤسسات التعليم العالي والمراكز الجهوية، مع ارتداء الكوفية الفلسطينية أثناء الامتحانات المقبلة.
وقالت النقابة التي تضم طيفا واسعا من أساتذة الجامعات المغربية، إن هذه الخطوة تأتي “إسهاما في التعبير الرمزي عن التضامن العالمي مع غزة، وفي توعية الأجيال بهذه القضية العادلة، وإبقائها حية داخل الحرم الجامعي المغربي”.
ودعا بلاغ للمكتب الوطني للنقابة، تتوفر “العمق” على نسخة منه، إلى “إبقاء نفَس التضامن مع أهل غزة وفلسطين عموما، حيا ومستمرا ومستداما، عن طريق إصدار البيانات، وتنظيم التظاهرات والوقفات، ومختلف الفعاليات بشكل دوري ودائم”.
وحثت النقابة، الأساتذة الباحثين على تقديم الدعم المادي والطبي والغذائي إلى أهل غزة، من خلال المؤسسات القانونية الرسمية بالبلاد، “إبراء للذمة وإسهاما في رفع معاناة إخواننا في فلسطين”، داعية إلى إبداع وسائل عملية وإيجاد سبل ناجعة من أجل المشاركة في إعادة تشييد الجامعات الفلسطينية التي تم تدميرها، ودعم طلبة الجامعات بغزة.
وشددت على ضرورة التصدي للتطبيع بكافة أشكاله، داعية إلى “مقاطعة وفضح كل البرامج والشراكات المماثلة التي تتضمن تعاملا مع الكيان الصهيوني المجرم، وذلك من خلال يقظة الأساتذة الباحثين وممثليهم في مجالس المؤسسات ومجالس الجامعات ومجالس التدبير ومختلف هياكل التعليم العالي”.
وطالب النقابة البلاغ الوزارة الوصية بـ”إلغاء ورفض أي برامج أكاديمية أو شراكات للتعاون قد تربطها مع أي جهة تشترط إشراك اسم الكيان الصهيوني المحتل”، مشيدة بحراك الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بأمريكا والدول الأوربية.
رفضٌ للتطبيع
وبجامعة عبد المالك السعدي التي تتواجد مؤسساتها بخمس مدن في جهة طنجة تطوان الحسيمة، انتفض أساتذة ضد اتفاقية الشراكة التي وقعتها رئاسة الجامعة، سنة 2022، مع جامعة حيفا الإسرائيلية، حيث طالب المكتب الجهوي للنقابة المغربية للتعليم العالي بإلغاء تلك الشراكة بشكل نهائي.
وفي 12 شتنبر 2022، احتضنت كلية الطب والصيدلة بطنجة، مراسيم توقيع اتفاقية إطار عمل للتعاون الأكاديمي بين جامعتي السعدي وحيفا، تشمل تبادل الباحثين والطلبة وتنظيم ملتقيات علمية مشتركة، بجانب تطوير مشاريع بحث مشتركة في علوم الصحة والبيئة والماء وعلوم البحار وعلوم الزراعة.
وفي هذا الصدد، طالبت النقابة المغربية للتعليم العالي، كافة الأساتذة والأطر وممثليهم في مجالس المؤسسات، وبكل الفعاليات النقابية، إلى “العمل سويا لإبطال هذه الشراكة على الفور نظرا لما قد تجره علينا جميعا من تبعات سلبية وما قد تلحقه بالرمزية التاريخية لجامعتنا”.
ودعت النقابة لوقف كل أشكال التطبيع المماثلة، وخاصة الأكاديمية منها، مع المؤسسات الجامعية لدولة الاحتلال، معتبرة أن “كل الشراكات التي أقدم عليها هذا الكيان مع دول عربية مطبعة لم تقدم أي تميز يذكر، اللهم ما كان من تدمير مفتعل للزراعة والموارد الطبيعية والتجسس العلمي ومن تغيير للمناهج الدراسية”.
وخلال شهر مارس المنصرم، قامت رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بتوقيف الدراسة وإقفال الكليات، لمدة أربعة أيام، بسبب نشاط طلابي حول غزة، وهو الملف الذي أثار انتقادات وإدانات واسعة من طرف هيئات سياسية ونقابية وتعليمية، ووصل إلى قبة البرلمان.
المصدر: العمق المغربي