حرب السودان.. الفاشر كرة لهب والمدنيون يواجهون المجهول
خسائر بشرية ومادية مع استمرار النزاع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، تفتح الباب أمام سيناريوهات عدة في البلد الأفريقي.
وأفادت مصادر عسكرية “العين الإخبارية”، اليوم الجمعة، بـ”اندلاع اشتباكات عنيفة بمدينة الفاشر، من الناحية الشرقية والشمالية للمدينة، استمرت لأكثر من 6 ساعات”.
ووفق المصادر، فإن الرصاص والدانات تساقطت بشكل عشوائي على الأحياء الشرقية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
المصادر ذاتها أفادت بتلقي المصابين الإسعافات في مستشفى المدينة.
ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات، يواجه نحو مليون مدني داخل الفاشر مصيرا مجهولا لعدم استطاعتهم مغادرتها إلى المناطق الآمنة، في ظل صعوبة الحصول على الغذاء إثر غلق الطرق ومنع شاحنات المواد الغذائية من دخول المدينة.
ولا يمكن التثبت من مواقع الاشتباكات والأوضاع الميدانية بصفة عامة بسبب غياب المصادر المستقلة على الأرض وتبادل طرفي القتال إعلانات السيطرة والاتهامات بارتكاب جرائم.
اتهامات
وتعليقا على الاشتباكات المستمرة في الفاشر، اتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، قوات “الدعم السريع”، بـ”اتباع سياسة الأرض المحروقة في الفاشر بدءا بقصف عشوائي متعمد على مواقع المواطنين وإحراق المؤسسات”.
وأوضح مناوي عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”، “لقد استبسل شبابنا في القوة المشتركة ومعهم الأجهزة النظامية في دحرهم وإحراق عدد من عرباتهم القتالية وأجبروهم على التقهقر بعيدا عن الفاشر.”
وأضاف، “بهذا، لقد تم استرداد كل مواقع حيوية أولها الكهرباء التي دخلوها وخربوها جزئيا.”
ولم يتسن لـ”العين الإخبارية” على الفور، الحصول على تعليق فوري من المتحدث الرسمي باسم قوات “الدعم السريع”، حول اتهامات مناوي والاشتباكات الدائرة في الفاشر.
في المقابل، يقول المواطن، عبد الله يوسف، إن الاشتباكات في الفاشر، “تسببت في موجة نزوح جديدة إلى خارج المدينة”.
وأوضح يوسف في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “القصف العشوائي، أسفر عن أضرار بالغة في المنازل الخاصة بالمواطنين”.
مسيرات في القضارف
في جبهة أخرى، أفادت مصادر عسكرية “العين الإخبارية”، بأن منظومة الدفاع الجوي بمدينة القضارف شرقي السودان، تصدت لليوم الثاني على التوالي، لطائرات مسيرة فوق سماء المدينة.
وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي، كثفت طائرات مسيرة من هجماتها على مواقع عسكرية في القضارف شرقي السودان، علاوة على عطبرة وشندي بولاية نهر النيل “شمال”.
ومنذ فترة، تتحدث قوات “الدعم السريع” عن هدف الوصول إلى مدن شندي وعطبرة وسنار والقضارف وبورتسودان، واستهداف مواقع الجيش السوداني، في إطار تبادل التهديدات والتصريحات بين الطرفين المتحاربين.
وتعتبر ولايات الشمالية ونهر النيل (شمال) وكسلا والقضارف وبورتسودان (شرق) من المناطق الأكثر نشاطا في تجنيد العناصر الشعبية في حملة “المقاومة الشعبية” المرتبطة بالحركات الإسلاموية، وتأسست لقتال ومواجهة قوات “الدعم السريع”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.
العين
المصدر: صحيفة الراكوبة