الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع
تحجَّرت في مآقي الإنسانية الدموع ، وأضْرَب نور صُبْحِ جزء من دُنَا على الطلوع ، لتَسودَ كثافة ظُلمةٍ تحتل مواقع المسموح (ذات بارحة) بالممنوع ، وغاص الضمير المُغلَّف بالقَسوة في مستنقع المُكَرَّر الوُقوع ، في جل مساحة غَزَّة مَنْ ذابت داخل دكاكين أحيائها (بالتّمام محروقة) الشموع ، لتغيب الرؤية ويرحل حتى قبس البصيرة مع ضُعف كل مُقصِّرٍ موجوع ، تميل بهم ساحات أغلب العواصم العربية كل حاكم عليها من مُخلَّفات الظَّاهرة مَفزوع ، يخشى على الولايات المتحدة الأمريكية دوام الغضب من دين محمد وموسى ويسوع ، مهما توقَّفت عربدة بني صهيون أو استمرت قالَب الحساب النهائي بالجزاء المُسْتَحَقِّ حيالها مَصنوع ، وتلك إرادة الباري الحي القيوم ذي الجلال والإكرام عدله كامل النُّصُوع . القوّة زائلة مهما استبدَّت وطغت على يدي مَن ظن نفسه عن الحق الإنساني بدرجات مرفوع ، فأين أدلف هتلر وكل مُغتَسِل بدم الابرياء أضف عليهم فرعون مَنْ لقعر عذاب الآخرة مدفوع ، خلدتهم اللعنة كلما نطق الناطقون بأسمائهم التعيسة بالتحاق “نتنياهو” مَن وسطهم كنبات مذموم منبوذ مزروع ، في تربة لا تفارقها زرقة لهيب قصاص في انتظاره موضوع ، بكل ما يخص مراسم زعماء الإبادات وفظاعات جرائم الحروب وقتلة البشر بكل الأصناف المحرَّمة ومنها الجوع . ترى السكوت عمَّا يحصل في فلسطين عامة من ورائه شيء أسوأ من الخنوع ، أو مجرَّد توطئة قاتلة للنخوة العربية حتَّى إجبارها على الخضوع ، لما هو آت من تفتيت الجسد العربي المُفَتَّت أصلا بإضافة تكسير ما بقيت عالقة به كضلوع ، لن تسعفها عوامل التطبيع مع الكيان الصهيوني من ملحقات ضغوط تذيقها (لمن هبَّ ودبَّ) الركوع ، لمرحلة شمس حرية قراراتها مجرَّد معادلة التابع المتبوع ، بتقبُّل مخطَّطٍ إسرائيلي مُكَرِّس عاقبة كل شيء بالمجان مَبْيُوع ، وتيك قمّة السيطرة وما بعدها كلّ أمر صادر مهما خالف الحقوق والقوانين دون نقاش مسموع ، ولا خيار لمن تخلَّى عن مبادئه الطبيعية مرة أن يتوقَّف خلال أخري لصعوبة تنفيذ استرداد الصفة الخالية تماماً من التنازلات المُجحفة فالتشبث بأي مشروع ، قائم على سيادة السيادة والأخذ بالاختيارات المنطقية المسايرة لارتقاء الرَّاقي الأرقى والسموّ بالسَّامي للأسمى مهما كان المجال سياسياً فكرياً أو استقلالاً مُزدهراً عن أصالة أصيلة الصافية اليَنبوع ، موقعها الريادة للدفاع عن الحق بالحق في الحياة الكريمة المرفرفة عليها راية الأمن والاطمئنان ودوام السلام بلا جازع أو مجزوع .
… فلسطين ضائعة وسط تخبّط اتجاهات جل دول عربية مِن زمان ليس بالقليل كوضعية أوصلتها لأعقد صُدُوع ، تُبعِد القريب منها إلى أبْعَد مِن بُعد بعيدها أما التضامن فيما بينها هو الآخر من تصرفاتها الآنية مَخْلُوع ، لينعكس نفس التشرذم على المعنية بهذا الحديث نفسها حيث منظمة فتح معادية لحماس لانسياق الأولى مصدِّقة الأطروحة الإسرائيلية حيث البقاء على نافع غير مَنفُوع ، لعبة مغلفة بأكاذيب صهيونية توهم الواهمين بوهم استقلال ذات يوم لا حد لزمنه ولا رجاء في وصوله خيالي الوقوع ، تتربَّع تلك المنظمة ودستورها المعتمد سرياً اتفاقات أوسلو لتحيا بما يصب فيها من ميزانيات بكيفية مباشرة أو غير مباشرة كالحاصل مع صندوق القدس الممتلئ بصدقات المحسنين قد يكون منهم العجم دون العجب مخصص للقدس عمارة وأهالي فهل يصل منه نصيب مهما قلّ لحماس العلم بذلك عند الرئيس المقنع برئاسته هوى إسرائيل ” عباس ” ، ومهما حاولت الصين جمع المنظمتين (فتح حماس) لن تتمكن من تحقيق أي التحام حقيقي بينهما لعمق الخلاف السائد بين المستسلم عن طواعية والمقاوم عن قناعة ، ثمة تفاوض تقوده تلك الدولة داخل عاصمتها ، لكن البون شاسع والتناقض سيد الموقف ، أما النتيجة فمعروفة مسبقاً تجعل الحال معلق بما بعد غزة ، إن كان خيراً بانتصار المقاومة أو شرا باستئصال مشعال الانعتاق من العبودية وتكريس الضياع الكلي لفلسطين أرضاً وشعباً.
المصدر: العمق المغربي