ثلاث فرص للسلام!! السودانية , اخبار السودان
صباح محمد الحسن
طيف أول:
ستهتف مدن الموت الغاضبة
في مواكب إنتفاضة الحياة
على كل حلم مبثوث
مشت على أشلائه الظنون
فاستيقظ ليمسك بأيادي
الأمل واليقين
أن حيا على السلام ياوطن .
وتتمسك الوساطة السعودية الأمريكية بفرص نجاح مفاوضات جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع وتعول هذه المرة علي ثلاث أوراق جديدة تحاول من خلالها تلافي إنهيار المفاوضات ولتطمئن على الإلتزام بالموعد من قبل طرفي الصراع التي تعج صحائفهما بعدم الوفاء بالعهود والتي تكررت أكثر من مرة حتى فقد العالم فيهما الثقة.
أولها: إن الوساطة إستبقت موعد التفاوض بممارسة الضغط علي الدول التي تقدم الدعم لطرفي الصراع الذي فاقم من الأزمة وأطال أمد الحرب وجعل سلسال الدم لا يتوقف نتج عن ذلك حصاد الأرواح التي بلغت 15 ألفا من المدنيين في حرب شردت نحو 9 ملايين وطالبت الولايات المتحدة جميع الدول بالتوقف عن تقديم الدعم لطرفي الحرب في السودان بعد أن تأكدت أن كلا الجانبين يتلقيان الدعم سوا بالأسلحة أو غيرها من المعينات.
الورقة الثانية: هي تكثيف الإهتمام من قبل الادارة الأمريكية بمحاصرة القيادات العسكرية وحثهم على ضرورة العودة إلى التفاوض وأجرت أمريكا في هذا الأسبوع اتصالات مكثفة مع الحكومة السعودية لتعزيز سبل الوصول إلى طاولة التفاوض وبحث وزير الخارجية أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان استئناف مفاوضات جدة لإنهاء الصراع في السودان.
ولم تتوقف الوساطة عن جهودها وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس اتصالين هاتفيين، مع كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لمناقشة مستجدات الأوضاع الراهنة في السودان وتداعياتها على الشعب السوداني وفق ما أورد في بيان الخارجية السعودية.
وكشفت مصادر مطلعة بالأمس أن الطرفين لم يبديا أي رغبة أو تحفظ علي عدم المشاركة في المفاوضات حسب موعدها المضروب.
وإنهما لم يقدما أي شروط لعدم العودة إلى الطاولة من جديد وإن الجيش هذه المرة كشف عن مرونة وإيجابية في الأخذ والعطاء فيما يتعلق بعملية التفاوض أكثر من قبل.
ثالث الأوراق هي إستجابة الجيش لمطالب الوساطة بضرورة فك الإرتباط بينه والقيادات الإسلامية والتي كان لها دور سلبي سابق في ثقب إطارات عربة التفاوض هذا الجانب الأهم الذي تقدم فيه الجيش بخطوات واضحة لتخليه عن الكتائب الإسلامية وصعد الفريق الكباشي منبر الأحداث وانتقد هذه الكتائب لحقه الفريق البرهان، وعزز رغبة الجيش في إبعاد هذه الكتائب عن ميدان القتال.
يأتي فوق ذلك نية طرفي الصراع بتمثيل أعلى على طاولة التفاوض لتحصينه من الإنهيار .
وارتفاع وزيادة الفوضى التي يشهدها الميدان تؤكد أن القيادات الإسلامية أصبحت أقل تأثيرا على القرار العسكري.
ويبقى الأخطر على المواطن هو الهجمات العكسية علي مناطق سيطرة الطرفين الأمر الذي يجعل عدد من المواطنين يواجهون الموت والخطر تارة بقصفهم من قبل قوات الدعم السريع وتارة بقصفهم من قبل طيران الجيش.
ليبقى الذهاب إلى التفاوض هو يقظة ضمير لإنقاذ شعب من قبضة عصابات متمردة وأخرى مهووسة كلاهما تدفعه روح متعطشة لسفك الدماء ليصبح الشعب أسيرا تحت رحمة الموت إما جوعا أو قتلا أو قصفا.
وقيمة الحوار هي ليست مجرد إلتزام وعدمه من طرفي الصراع هي رغبة في الحقيقة لنفوس تتوق للحياة وتريد فقط أن تعيش.
طيف أخير:
المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان يؤكد لمجلس الشيوخ أهمية تكوين جيش واحد محترف ضمن نظام ديمقراطي.
مدنية بالمكشوف!!.
نقلا عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير