البكاء المر في رحيل شيخ الخضر السودانيين فتحي البحيري
أمل دنقل)
بقلوب يعتصرها الألم والحزن ، ننعى رحيل صديقنا وأخينا العزيز ، فتحي البحيري ، الذي وافته المنية تاركاً خلفه إرثاً من الإبداع والنضال والوطنية , كان فتحي رجلاً استثنائياً ، جمع بين طياته صفاتٍ نادرة جعلته رمزاً ملهماً للكثيرين. فقد كان كاتباً مبدعاً ، شاعراً فذاً ، روائياً مرموقاً، صحفياً شجاعاً ، ومناضلاً صلباً. لم يخشَ يوماً قول الحقيقة ، ولم يتردد في الدفاع عن قضايا شعبه ووطنه ولد فتحي ونشأ في السودان ، لكن حبه لوطنه جعله يعيش في المنفى لسنواتٍ قليلة . لكن حتى من بعيد ، ظلّ صوته صدىً قوياً يدافع عن حقوق شعبه ويطالب بالعدالة والحرية.
كانت كتابات فتحي البحيري سلاحاً قوياً في وجه الظلم والقهر. فقد استخدم قلمه لفضح الفساد ، ومقاومة الاستبداد ، وإلهام الأمل في نفوس المظلومين. لقد ترك لنا إرثاً أدبياً غنياً سيبقى خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة .
كان فتحي البحيري أستاذًا فاضلاً ، ومبدعًا لامعًا ، وصحفيًا مُخضرمًا ، وناشطًا سياسيًا مُلهماً ..”لقد كتب بقلمه الشجاع عن معاناة شعبه تحت نير أسوأ الأنظمة التي مرت على بلادنا. كان يقبل الرأي الآخر ويتحدث بصدق وشجاعة عن قضايا وطنه.
فتحي البحيري ، الصحفي والأديب والشاعر والمناضل السوداني ، وُلد في السودان وعاش في أوغندا. أسس حزب الخضر السوداني في العاصمة كمبالا.
روايته “اكفهرار” تناقش الواقع السياسي والاجتماعي من منظور روائي. استخدم فيها رموزًا سياسيةوشخصيات معروفة لتسليط الضوء على الأحداث التي شهدتها الجامعات السودانية في التسعينيات.
فتحي البحيري كان رجلاً ملهمًا ومؤثرًا ، وكلماته تظل تلهم الأجيال , بالفعل بعض أقواله الشهيرة:
“الكتابة هي السلاح الأقوى في العالم”
“الثقافة هي الجذور التي تنمو منها الأمم” .
“المناضل هو من يسعى لتحقيق العدالة والحرية للجميع” .
“الشعر هو لغة الروح والعاطفة”.
“التغيير يبدأ من الفرد ، ثم ينتقل إلى المجتمع”.
فتحي البحيري كان رجلاً ملهمًا ومؤثرًا ، وكلماته تظل تلهم الأجيال. نحن ننعي فقدانه بكل الحزن والأسى ، ونسأل الله أن يرحمه ويجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر بالفعل أثّر فتحي البحيري في أجيال من السودانيين ، وترك بصمةً خالدةً في تاريخ بلادنا. وهو من مؤسسي لجان المقاومة في مدنية أمدرمان ضاحية الفتيحاب
اليوم ، نُنعي بقلوبٍ يعتصرها الحزن رحيل هذا المناضل العظيم ، ونُؤكّد على أنّ ذكراه ستظل خالدةً في قلوبنا.
رحم الله فتحي البحيري وأسكنه فسيح جناته.
إليك أيها الصديق العزيز ، هذه كلماتي المُعتصرة من الحزن أكتبها إليك وأنا أبكي رحيلك.
كنتَ أخاً وصديقاً ومُعلّماً ومُرشداً ، وفقدانك خسارةٌ فادحةٌ لا تُعوّض.
لكنْ سأظلّ أتذكّرك دائماً ، وسأحملُ مشاعلَكَ عالياً ، وسأواصلُ النضالَ من أجل الحرية والعدالة.
إلى اللقاء أيها الصديق العزيز ، في جنان الخلد حيث لا حزن ولا ألم. وختاماً ؛ لا يسعُنا إلا أن نقول : إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا فتحي لمحزونون ، ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربنا ، فجزاك الله عنا خير الجزاء ، وغفر الله لك ، والله نسأل أن يُنزلك منازل الصالحين والشهداء ، وأن يرحمك وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لم نعرف بواسع رحمته ، وأن يجمعنا بك في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر
رثاء فتحي البحيري
على قمم الحزن ، يرقص قلمي ، يرسم لوحةً من ألم الفراق،
في رحيلك يا فتحي ، فاضت ينابيع الأسى ، وتلاطمت أمواج الحزن.
كنا نراك نجماً ساطعاً ، في سماء الوطن ،
تُضيء دروبنا بِكلماتك ، وتُلهمنا بِأفكارك.
كنتَ شاعراً مُبدعاً ، وقاصاً مُلهماً ، وصحفياً شجاعاً ،
لم تخشَ الظلم يوماً ولم تُسكت صوت الحقيقة.
دافعتَ عن قضايا شعبك ، ونَاضلتَ من أجل الحرية والعدالة ،
فكنتَ رمزاً للمقاومة وصوتاً للمظلومين.
رحلتَ يا فتحي ، تاركاً خلفك فراغاً عظيماً ، في قلوبنا ، وفي ساحة النضال.
لكن ذكراك ستظل خالدة ، في ذاكرة الوطن ،
وكلماتك ستبقى حيةً ، تُلهب مشاعر الأجيال القادمة.
فليرحمك الله يا فتحي ، ويُنزلُك منازل الصالحين ،
ويجمعنا بك في جنات النعيم.
وداعاً يا صديقي ، وداعاً يا رفيق درب،
ستبقى حياً في قلوبنا ، إلى الأبد.
فترقد بسلام ونحن بعدك نرفع رايات النضال .
المصدر: صحيفة الراكوبة