“معجزة نهر الهان” تراهن على الشراكة مع المغرب للتموقع في الأسواق الإفريقية
طالب جيونغ إن كيو، وزير التجاري الكوري، على هامش لقاء جمعه في العاصمة سيول بالأمين العام لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية، وامكيلي مين، بدعم مساعي بلاده لإبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية مع مجموعة من بلدان القارة، على رأسها المغرب، حسب ما أفادت به وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية في بيان اطلعت عليه هسبريس في الموقع الإلكتروني للوزارة.
وأضاف المصدر ذاته أن المسؤولين ناقشا سبل توسيع العلاقات الاقتصادية ما بين إفريقيا وكوريا الجنوبية، حيث أشار جيونغ إن كيو، خلال هذا اللقاء، إلى أن القمة المقبلة بين كوريا والدول الإفريقية، المقرر عقدها في سيول في يونيو، ستمهد الطريق لجهود بلاده للبحث عن علاقة متبادلة المنفعة ومستدامة وطويلة الأمد مع إفريقيا.
في هذا السياق، قال ياسين اعليا، خبير اقتصادي، إن “انفتاح كوريا الجنوبية على الأسواق الإفريقية يأتي في إطار سعي هذا البلد الآسيوي للتموقع في القارة الإفريقية التي تعتبر مستقبل الاقتصاد العالمي وتشهد تنافسا اقتصاديا حادا ما بين القوى الاقتصادي الكبرى في العالم نتيجة المقومات التي تتوفر عليها، على غرار النمو الديمغرافي السريع وتوفر الموارد الطبيعية”.
وأضاف اعليا أن “كوريا لاعب اقتصادي ناشئ في إفريقيا وتولي أهمية متزايدة لهذه القارة، خاصة في ظل أهمية هذه الأخيرة من حيث التزود بالمواد الأولية لتعزيز الصناعات الكورية”، مشددا على أن “الشراكة الاقتصادية بين الرباط وسيول ستمكن المملكة من الاستفادة من الخبرات الكورية من أجل تسريع عملية الانتقال الرقمي والتكنولوجي ونقل المعارف التكنولوجية إلى المغرب، خاصة في مجال الموصلات وأشباه الموصلات المستعملة في صناعة بطاريات السيارات والسيارات الكهربائية”.
وأشار الخبير ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى “حاجة المملكة المغربية أيضا إلى التكنولوجيا الكورية لتطوير مشاريع الطاقات المتجددة وأيضا تكنولوجيا فصل الهيدروجين عن الماء، خاصة في ظل التوجه المغربي في هذا الإطار”، مشددا على أن “الشراكة الاقتصادية بين البلدين توفر لكليهما مجموعة من الفرص والإمكانيات، خاصة بالنسبة للمغرب لتنمية الصادرات الفلاحية إلى السوق الكورية والآسيوية، وجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات المتقدمة”.
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، إن “كوريا الجنوبية، التي يوصف تطورها الاقتصادي السريع الذي حققته في ظرف وجيز بأنه [معجزة نهر الهان]، من أكثر الدول تقدما على مستوى العالم، وتتمتع بقدرات تصديرة واستيرادية هائلة تجعل من الأهمية بمكان استفادة المغرب خاصة، وإفريقيا عموما، من الشراكات الاقتصادية معها”.
وأوضح المصرح لهسبريس أن “اهتمام سيول بتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع المغرب يجد له تفسيرا أولا في الموقع الاستراتيجي لهذا الأخير، والاستقرار السياسي وكذا الإقلاع الاقتصادي والتنموي الذي حققته البلاد في السنوات الأخيرة، وهذه كلها عوامل تجعل من صانع القرار الاقتصادي في كوريا يراهن بقوة على الدور المغربي من أجل التموقع اقتصاديا في القارة الإفريقية التي تعد الرباط بوابتها”.
وخلص العيساوي إلى أن “الدخول في شراكات اقتصادية مع هذا البلد، سيمكن المغرب من الاستفادة أولا من المعرفة التكنولوجية وتطوير حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما سيفتح المجال أمام الاستثمار الكوري في المغرب وتأمين واردات مستمرة ومستقرة لكلا البلدين، أضف إلى ذلك إمكانية استفادة المملكة من تطور بعض الصناعات في كوريا، على غرار صناعة السفن والبواخر، خاصة في ظل توجه الرباط إلى تحديث أسطولها البحري الوطني تماشيا مع أهداف المبادرة الأطلسية الأخيرة”.
المصدر: هسبريس