هل يعيد التاريخ نفسه؟.. انتفاضة الطلاب تتوسع بالجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين
يخوض طلاب الجامعات الأمريكية احتجاجات واعتصامات يتوسع نطاقها يوما بعد يوم، في دعوة منهم إلى وقف العدوان الإسرائيلية على غزة والقطع مع كل ما يشكل دعما أمريكيا لإسرائيل في عدوانها.
وفي الوقت الذي تسارع فيه السلطات الأمريكية إلى قمع الحركة الطلابية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على فلسطين، وأمام تزايد تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين المنتقدة للفعل الطلابي، يزداد يوما بعد يوم عدد الجامعات والمعاهد الحاضنة للاعتصامات.
نطاق يتسع
وكان طلاب جامعة كولومبيا، قد أعلنوا الأسبوع الماضي الدخول في اعتصام مفتوح، مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإنهاء جميع أشكال التعاون مع إسرائيل، الأمر الذي قوبل من رئيسة الجامعة “نعمة شفيق” بأالن استدعت الشرطة المدنية لفض الاعتصام.
وعقب اعتقال أزيد من 100 طالب، اتسع نطاق الغضب والاحتجاجات ليشمل جامعة ييل، وجامعة هارفرد العريقة، إلى جامعة بوسطن، ثم جامعة كالفورنيا التي اعتقل بها أزيد من 90 شخصا. فجامعة تكساس، إلى جامعات أخرى خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المنتظر أن تنتهي المهلة التي منحتها إدارة جامعة كولومبيا، مساء اليوم الجمعة لإنهاء الاعتصام، بعد أسبوع على المحاولة الأولى من قوات الأمن، فيما يواصل الطلاب اعتصامهم المفتوح داخل الجامعة.
القمع الذي تعرضت له الاعتصامات بمختلف الجامعات الأمريكية، وفق ما تظهره عدد من مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يسلم منه حتى المدرسون الذين أعلنوا تأييدهم للحراك الطلابي.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة، التقطت من جامعة إيموري في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا، اعتداء الشرطة واعتقالها لكل من رئيسة قسم الفلسفة “نويل مكافي” وأستاذة الاقتصاد “كارولين فوهلين”، على خلفية مشاركتهما ضمن مظاهرة طلابية تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبدعم الإدارة الأمريكية له.
دعوى معاداة السامية
رئيس مجلس النواب” مايك جونسون” من جانبه هدد طلاب جامعة كولمبيا إثر زيارته للمعتصم الأربعاء الماضي، بتعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني مما أسماه “فيروس معاداة السامية”، قائلا “في حال لم يتم احتواء هذا بسرعة، وفي حال لم يتوقف التهديد والترهيب، سيكون من اللازم استدعاء الحرس الوطني”، وهي التصريحات التي قوبلت باستهجان من قبل الطلاب.
وفيما أكد الرئيس الأميركي “جو بايدن” بإيمانه بأن حرية التعبير وعدم التمييز هي أمور لازمة بالجامعات، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في مقطع فيديو، الحراك الطلابي بكونه “معادي للسامية، وشبيه بالنازية الألمانية خلال ثلاثينيات القرن الماضي”.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ، في تغريدة له على منصة “إكس” أن “المظاهرات التي تجري في الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضًا تحريض على الإرهاب”، داعيا “السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحرك من أجل حماية اليهود ووقف المظاهرات في الجامعات”.
تاريخ يتكرر
يذكر أنه في فبراير 1960، نظم أربعة طلاب جامعيين أمريكيين من أصل أفريقي في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، اعتصامًا في طاولة غداء منفصلة في أحد متاجر الولاية، وأثار احتجاجهم السلمي أعمالا مماثلة في جميع أنحاء الجنوب، مما ساعد في نهاية المطاف على إلغاء الفصل العنصري في المرافق العامة.
وفي 1964 قاد طلاب جامعة كاليفورنيا، حركة، ضد القيود المفروضة على النشاط السياسي وحرية التعبير في الحرم الجامعي. اكتسبت الحركة اهتمامًا وطنيًا وساعدت في تشكيل الخطاب حول حرية التعبير في الحرم الجامعي.
وفي السنة ذاتها، كان طلاب الجامعات في طليعة الحركة المناهضة لحرب فيتنام، حيث قاموا بتنظيم احتجاجات ومسيرات ومراوغات في محاولة لإنهاء الحرب. لعبت هذه الاحتجاجات دورًا في تشكيل الرأي العام وأدت في النهاية إلى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام.
وفي مايو 1970، فتحت قوات الحرس الوطني بولاية أوهايو النار على حشد من المتظاهرين المناهضين للحرب في جامعة ولاية كينت، مما أسفر عن مقتل أربعة طلاب وإصابة تسعة آخرين. وأثارت حادثة إطلاق النار الغضب والاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
المصدر: العمق المغربي