العداء للمغرب يرفع ميزانية التسليح بالجزائر.. والرباط تختار عقلنة الإنفاق العسكري
دفع تنامي العداء للمغرب، النظام العسكري بالجزائر إلى زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 76 بالمائة، وهي أكبر زيادة في البلاد منذ 50 عاما.
وأكد تقرير لمعهد “ستوكهولم” الدولي لأبحاث السلام المعروف اختصارا بـ”سيبري”، حصول انفجار غير مسبوق في الإنفاق العسكري على الجانب الجزائري، مقابل توجّه الرباط إلى خفض مشترياتها قليلا.
التقرير الذي نقلت مضامينه صحيفة “جون أفريك”، أشار إلى أن الجزائر أنفقت 18,3 مليار دولار عام 2023 على الأسلحة والمعدات العسكرية، أي بزيادة قدرها 76% مقارنة بعام 2022.
وبحسب المصدر ذاته، يُعدّ هذا أعلى مستوى إنفاق تسجله الجزائر على الإطلاق وأكبر زيادة سنوية في إنفاقها العسكري منذ عام 1974.
وفسر معهد “ستوكهولم” هذا الارتفاع بـ“الزيادة الحادة في عائدات صادرات الغاز الجزائري إلى الدول الأوروبية، التي امتنعت عن الإمدادات الروسية”، ويحدث في سياق دولي لسباق التسلح.
فقد سجل الإنفاق العسكري العالمي أكبر زيادة له منذ عقد من الزمن، حيث وصل إلى أكثر من 2.4 تريليون دولار في عام 2023 بسبب الصراعات العديدة المستمرة، مع زيادات ملحوظة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
ونقلت “جون أفريك” عن أحد المختصين، لم تذكر اسمه، قوله إن “هذه الزيادة المذهلة في الإنفاق العسكري الجزائري ترتبط أساسا بالتوتر المتجدد في منطقة المغرب العربي، مع انهيار العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والجمود التام لقضية الصحراء في الأمم المتحدة”.
واعتبر هذا المختص أن “الجزائر، التي ما تزال ترفض عملية المائدة المستديرة، وتؤكد أنها ليست طرفا في الصراع بين الرباط وجبهة البوليساريو، تبالغ في الوقت نفسه بجانب التسلح وتقلب الآليات”.
ومضت “جون أفريك” قائلة إن هذه المقاربة الجزائرية تتناقض مع ما يجري خلال هذه الفترة على الجانب المغربي، حيث انخفض الإنفاق العسكري بنسبة 25% عام 2023، ليصل إلى 5.2 مليار دولار.
وتنقل المجلة الفرنسية عمّا يقدره محلل عسكري مغربي، لم تذكر اسمه، قوله: “ما يجب أن نتذكره ليس الانخفاض النسبي بقدر ما هو حقيقة أن المغرب اختار إدارة عقلانية لإنفاقه”.
وتابع أن المغرب “يقوم بعمليات شراء مستهدفة للمعدات المتطورة لمواصلة تحديث طائراته المقاتلة، من خلال تجديد طائرات الهليكوبتر وشراء المعدات المتطورة مثل الطائرات بدون طيار. ويعمل أيضا على تعزيز الغطاء المضاد للطائرات للدفاع الإقليمي”.
ونفذ الجيش الجزائري، في اليومين الأخيرين، مناورات عسكرية ليلية بالذخيرة الحية تحت إشراف رئيس الأركان العامة، سعيد شنقريحة، بالمنطقة الثالثة القريبة من الحدود الشرقية للمغرب، حيث شاركت فيها عدة فرق عسكرية.
المصدر: العمق المغربي