نظام المهداوي يكتب: التاريخ يعيد نفسه.. ومظاهرات الجامعات الأمريكية ليست أقل قدراً من زلزال السابع من أكتوبر وطن
وطن نعم يعيد التاريخ نفسه، ورايات الحرية والعدالة يتسلمها جيل جامعي من جيل قبله. وإن كانت هجمات السابع من أكتوبر قد كسرت صورة الجيش الإسرائيلي الأقوى ومنظومة دولة الاحتلال الأمنية المتفوقة، فإن مظاهرات الجامعات الأمريكية تفكك رواية الصهيونية وتستبدلها بمعاناة فلسطينيين من احتلال نازي فاشي استعماري يمارس حرب الإبادة الجماعية.
لماذا آقول هذا؟ اقرأ معي:
عام 1968 وبسبب الحرب في فيتنام، استخدم طلاب جامعة كولومبيا تكتيكًا احتجاجيًّا للمطالبة بإلغاء جامعتهم لعقد يربطها مع مركز أبحاث للأسلحة ومنع خطط لبناء صالة رياضية في حديقة عامة في حي هارلم، الذي تقطنه غالبية من الأمريكيين من أصل إفريقي.
استمرت الاحتجاجات لبقية الفصل الدراسي، مما شل الجامعة التي قررت في الأخير إنهاء علاقاتها مع مركز الأبحاث الدفاعي، وإيقاف خطة لبناء صالة الألعاب المتنازع عليها.
اليوم، يطالب طلاب جامعة كولومبيا بقطع كل العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
في 7 مايو 1970، في جامعة ولاية كينت بولاية أوهايو، قتلت قوات الأمن أربعة طلاب وجرح تسعة آخرون. وأدى الحدث إلى إضراب وطني للطلاب، وتصاعدت الاحتجاجات وجذبت اهتمام الإعلام الوطني بشكل أكبر نحو الحركة المناهضة للحرب في فيتنام.
في جامعة كاليفورنيا وعام 1985، تجمع آلاف الطلاب في ساحة سبرول في حرم جامعة كاليفورنيا بيركلي احتجاجًا على علاقات الجامعة التجارية مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
تمرد طلاب أمريكا واتساع رقعة غضب الجامعات.. هبّة من أجل غزة (شاهد)
وأدت الاحتجاجات في جامعة كاليفورنيا في النهاية إلى سحب استثمارات مليارية من حكومة الفصل العنصري في يوليو من عام 1986.
مجلة “التايم” وصفت الحركات الاحتجاجية الطلابية خلال السبعينيات، بأنها ساهمت في تغيير رسالة التعليم العالي ككل، مشيرة إلى أن الجامعات الأمريكية في تفاعلها مع الاحتجاجات، أدركت أن مهمتها ليست مجرد دراسة العالم من حولها والتدريس عنه فحسب، بل أيضًا خلق بيئة خالية من العنصرية والتمييز الجنسي، وتعزيز أفكار تتمحور على العدالة والتقدم.
وبالطبع هذه الأفكار تتناقض تناقضًا تامًا مع الدعم غير المحدود لدولة تنظر محكمة العدالة الدولية في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها.