“أكدز الصفحة الأخيرة” تصدر بالعربية
الأربعاء 24 أبريل 2024 05:26
صدرت عن دار نشر “كراس المتوحد” ترجمة عربية من إعداد المترجم المبارك الغروسي لرواية ”أكدز، الصفحة الأخيرة” التي تدور أحداثها في المغرب، وتستلهم تجربة صاحبها في المملكة في طابع روائي، لا تخفى عنه مظاهر الاتصال القريب بالواقع الحقيقي، دون إمكان تبين حدود الواقعي والمتخيل في النص الإبداعي الرفيع.
ويعتبر دانييل صوال، صاحب الرواية الأصلية، كاتبا وروائيا بلجيكا، اشتغل مندوبا لفيدرالية والونيبروكسيل في المغرب، وفي تونس، حيث تكلف بالثقافة وبالعلاقة مع المجتمع المدني، وهي التجربة التي فتحت شهيته للتأليف، ومن مؤلفاته رواية أكدز التي تقع في 110 صفحات من القطع المتوسط.
وتروي أحداث القصة، حسب معطيات توصلت بها جريدة هسبريس، تفاصيل جريمة وحشية جرى التخطيط لها وارتكابها على شاكلة عمليات التعذيب البطيء، كان ضحيتها يوهانيس ف، الخبير المشتغل لفائدة الأمم المتحدة في المغرب، والمهتم بالمهاجرين والمضطهدين، الذي يُقتل ويُقَطًّع جسده بسكين داخل مسكنه بالفيلا الواقعة في حي الرياض بالرباط. وكان القاتل نحيفا، ومن خلال القليل من الكلام الذي أدلى به عند تسليم نفسه للشرطة لم يبدُ أن ثمة دافعا يتعلق بمسألة سياسية، ولا حتى ما يشير إلى أن هناك دافعَ حقدٍ شخصي.
وتوضح الرواية أن الجريمة تظهر كأنها مجرد علامة من بين علامات أخرى لموجة يعرفها العالم وطابعها صدام حضارات لا مفر منه؛ وتم خلالها استحضار عدد من الأشخاص من محيط يوهانيس ف، وقضية الهوة القائمة على مستوى الكرة الأرضية بين ضمور وهزال أبدان البعض وتخمة وسُمنة أبدان البعض الآخر.
وتحكي الرواية عن خلفيات تعيين الأمم المتحدة، بتعاون مع السلطات البلجيكية، محققا سريا يتخفى في صفة “ملحق ثقافي” بلجيكي، يُفترض أن يحقق بشكل غير رسمي، ومن دون لفت الانتباه أو إثارة الأنظار، وترافقه في مهمته صحافية مغربية كانت رفيقة يوهانس.
وبالتوازي مع مسار داخلي لافتتان شبقي برفيقة تحقيقه الصحافية المغربية سيقود السارد الملحق الثقافي البلجيكي في رحلة بحث لفك خيوط اللغز عبر المغرب، بين الدار البيضاء، طنجة، والريف، ووزارات، وبالاقتراب من الشخصيات الدبلوماسية، والمدنية، والمجتمعية؛ فيغوص في عوالم المجتمع المدني والثقافي، ويقترب من المناضلين السابقين والحاليين، ذوي الهم المجتمعي والسياسي، ويعري سر تنظيم سري فرنسي يقترب من السلطة، ويحن إلى عهد الحماية والاستعمار، ويخفي تحت غطاء العمل الخيري أنشطة ذات نزوع استعماري عنصري.
وتختتم رواية دانييل صوال أحداثها بفك خيوط لغز الجريمة وارتباطاتها بالوصول إلى رمال أكدز، بلدة المعتقل الرهيب.
المصدر: هسبريس