كاتب فلسطيني: هكذا وجه وزير خارجية قطر الضربة القاضية لنتنياهو بعد تبليغ الأمريكيين بهذا الأمر وطن
وطن علق الإعلامي والكاتب الفلسطيني نظام المهداوي، رئيس تحرير صحيفة (وطن)، على التطورات الأخيرة بشأن الوساطة القطرية بين حماس وإسرائيل، عقب إعلان الدوحة عزمها القيام بإعادة تقييم شامل لدور الوساطة الذي تقوم به، بسبب ما وصفه وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بمخاوف من تقويض جهود قطر من قبل من يسعون إلى “مصالح سياسية ضيقة”.
وسبق أن رفضت قطر مرارا انتقادات واتهامات إسرائيلية لها بهذا الخصوص، ولا سيما من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. كما استنكرت سفارة قطر في واشنطن، الثلاثاء، تصريحات للنائب الديمقراطي الأميركي ستيني هوير دعا فيها أمريكا إلى مراجعة علاقاتها مع قطر.
كيف وجه وزير الخارجية القطري “ضربة قاضية” لنتنياهو؟
تلويح قطر بالتخلي عن الوساطة بين حماس وإسرائيل، اعتبره الكاتب الفلسطيني نظام المهداوي “ضربة قاضية لنتنياهو”، حسب وصفه.
#نتنياهو فرض عضلاته على #قطر. مرة يتهمها بتمويل الإرهاب وهو الذي كان ينسق المساعدات المالية تحت اشراف الأمم المتحدة.
ومرة يرمي فشله واحباطه من المقاومة على الدوحة ويطالبها أن تضغط على قادة حماس كي يرضخوا.ومرة يتهمها أنها تأوي الارهابيين ويهدد باغتيالهم أينما كانوا.
وما ترك… pic.twitter.com/bUtLY9BcPL— Nezam Mahdawi نظام المهداوي (@NezamMahdawi) April 21, 2024
وأوضح أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ضرب بتصريحاته الأخيرة والتي قال فيها إن “المفاوضات تمر بمرحلة حساسة، وأن قطر تعيد تقييم دورها كوسيط”، نتنياهو الهارب للأمام الضربة القاضية “وقال للأمريكيين بما معناه:ابحثوا عن وسيط آخر وحلوا عنا”، بحسب مأ أورده المهداوي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس.
ولفت إلى أن هذه الضربة ستؤثر بشدة على نتنياهو الذي كان ـ كما قال ـ يفرد عضلاته على قطر “مرة يتهمها بتمويل الإرهاب وهو الذي كان ينسق المساعدات المالية تحت إشراف الأمم المتحدة. ومرة يرمي فشله وإحباطه من المقاومة على الدوحة ويطالبها أن تضغط على قادة حماس كي يرضخوا. ومرة يتهمها أنها تأوي الإرهابيين ويهدد باغتيالهم أينما كانوا.
وما ترك سيناتور صهيوني إلا وحرضه على قطر.”
“لا حل بدون الوساطة القطرية”
وعن احتمالية تخلي قطر عن دور الوسيط وتنفيذ تهديدها الموجه لأمريكا وحكومة الاحتلال، رأى الكاتب الفلسطيني أنه لا حل بدون قطر ووساطتها، لافتا إلى أن هذا “دور لا تستطيع أي عاصمة أن تقوم به بما فيهم القاهرة التي تعتبرها المقاومة تضغط دائما لصالح الصهاينة.”
“قطر لن تطلب من حماس المغادرة”
كما علق نظام المهداوي على التقارير المزعومة المتداولة بشأن بحث قادة المكتب السياسي لحماس، إمكانية خروجهم من قطر لدولة أخرى.
وقال إن ما حدث كان “رسالة بليغة للأمريكيين الحريصيين على قناة اتصال مع حماس.”
وأكد أن حركة المقاومة لن يعجزها المكان وهي قادرة على الخروج وحدها، لأن قطر لن تطلب منها يوماً المغادرة. لكنها ـ أي المقاومة ـ لن ترضخ ولن تنكسر، حسب قوله.
ويشار إلى أنه طيلة الأشهر الماضية، أدت الدوحة دورا محوريا في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل إلى جانب أمريكا ومصر.
مغرّد قطري شهير يكشف هدف نشر مزاعم عن “طرد” قيادة حماس من الدوحة
الوساطة القطرية في حرب غزة
ونجحت قطر في تحقيق هدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال لأسبوع في أواخر نوفمبر الماضي، نتج عنها دخول بعض المساعدات من معبر رفح وتبادل للأسرى بالمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بالإضافة لوقف إطلاق النار المؤقت والذي لم يدم طويلا.
لكن كل المساعي لإحلال هدنة ثانية فشلت منذ ذلك الحين رغم المحاولات القطرية الحثيثة لتحقيق ذلك. وإزاء الانتقادات الصادرة بصورة خاصة عن الاحتلال ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قبل أيام أن الدوحة “تقوم بعملية تقييم شامل لدور” الوساطة الذي تقوم به.
وندد وزير الخارجية القطري بما وصفه باستغلال وإساءة مرفوضة ومزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية، من خلال الإساءة لدور الدوحة في الوساطة بين الاحتلال وحماس.
وأكد “آل ثاني” في تصريحاته التي أحدثت ضجة كبيرة ودفعت واشنطن لإصدار تصريحات رسمية تؤكد فيها حرصها على علاقة قوية مع قطر، أن “الدوحة ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب” بشأن مواصلة جهود الوساطة أو وقفها.