اخبار المغرب

الأمطار تنعش الإنتاجية الربيعية بالشمال.. ومناطق أخرى تواجه الجفاف

مكنت التساقطات المطرية التي شهدها المغرب خلال نهاية مارس الماضي وبداية أبريل الجاري، خصوصا بمدن الشمال، من الرفع من الإنتاجية الغابوية بشكل مختلف عن السابق، خصوصا بعد تراجع منسوب هذه التساقطات خلال السنوات الماضية.

وحسب الصور التي وفرها القمر الاصطناعي “Sentinel 3” التابع للمنظومة القمرية الأوروبية “كوبرنيكوس”، فإن هذه التساقطات ساهمت، بفعل تزامنها مع فصل الربيع تحديدا، في توفير الشروط الملائمة للرفع من إنتاجية الغطاء الغابوي والأراضي الفلاحية البورية، وذلك بفارق واضح عن باقي التراب الوطني الذي يظل جافا ومفتقدا للغطاء النباتي.

واستفادت المناطق الشمالية للبلاد خلال الفترة الأخيرة من تساقطات مهمة تجاوزت 100 ملمتر، مما مكّن من ملء عدد مهم من سدود المنطقة، إلى درجة أن كميات كبيرة من أمطار التساقطات كان مصيرها المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط بفعل عدم وجود بنية تحتية تسعُها، وفقا لما رصدته صور سابقة للقمر الصناعي الأوروبي نفسه.

في هذا الصدد، قال مصطفى بنرامل، خبير بيئي، إن “التساقطات المطرية الأخيرة كانت لها تداعيات إيجابية على الفرشة المائية وعلى الغطاء النباتي كذلك، خصوصا إذا ما استحضرنا حاجة المملكة إليها بعد توالي الجفاف خلال السنوات الست الأخيرة. وبالتالي، فهذه التساقطات جاءت في وقتها ومكنت من تجنب إجراءات وتدابير كان من الممكن اللجوء إليها”.

وأضاف بنرامل، في تصريح لهسبريس، أن “كمية التساقطات كانت أكثر من المتوقع وأدت إلى ملء عدد من السدود بالأقاليم الشمالية، مما جنب المملكة الوصول إلى درجة إجهاد مائي حاد، خصوصا بعد أن وصل ملء السدود إلى حوالي 26 في المائة”.

ولفت المتحدث إلى أن “ما هو حاصل اليوم من غطاء أخضر بالأقاليم الشمالية أمر طبيعي بعد التساقطات المطرية التي تلتها درجات حرارة مهمة ساعدت على توفير مناخ صحي لنمو الغطاء النباتي، في ظل تزامنها مع فصل الربيع ذي المناخ المعتدل”، مشيرا إلى أن “التساقطات المطرية الأخيرة مهمة كذلك للغطاء الغابوي والأراضي المزروعة”.

وبخصوص التركز المستمر للغطاء الأخضر بالربع الشمالي للمملكة، أوضح المتحدث أن “ذلك جاء بفعل تراجع منسوب الغابات نظير التوسع العمراني وكون الجهات الوسطى ذات مناخ جاف أساسا لا يساعد على ارتفاع منسوب الاخضرار، وهو أمر معروف منذ مدة، غير أنه عاد ليبرز بشكل حاد”.

من جهته، قال محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء، إن “المنطقة الشمالية في الأصل تظل دائما متميزة بغطائها النباتي عن باقي مناطق المملكة، حيث تظل أقل جفافا عن باقي المناطق التي عانت من الإجهاد المائي وتداعيات الجفاف خلال السنوات الست الأخيرة”.

وأضاف قروق، في تصريح لهسبريس، أن “ما ساعد كذلك على استعادة الغطاء النباتي بشمال المملكة اخضراره المعهود، هو تزامن التساقطات الأخيرة مع فصل الربيع الذي يوفر الظروف الصحية والمناخية السليمة للنمو، خصوصا مع درجات الحرارة المعتدلة”، لافتا إلى أن “المنطقة الشمالية وحدها لم تتأثر بتبعات الجفاف بشكل حاد خلال الفترة الأخيرة”.

وذكر الأستاذ الجامعي أن “التساقطات المطرية التي كانت استثنائية مكنت بالفعل من رفع الإنتاجية الربيعية الغابوية، غير أن هذه الإنتاجية سرعان ما ستتأثر بتبعات ارتفاع درجات حرارة فصل الصيف وضعف الرطوبة، مما يوفر في عمقه شروط الاحتراق الغابوي”، خالصا إلى أن “المساحة الغابوية بالشمال عادة ما تتأثر بالحرائق كل سنة، وهو ما يجب الالتفات إليه مبكرا لتجنبه، خصوصا وأننا على أعتاب فصل الصيف”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *