موسكو ضللت العالم… القوات التي تقاتل مع الجيش السوداني “روسية” وليست “أوكرانية”
فجر مصدر موثوق مفاجأة من العيار الثقيل عن حقيقة وطبيعة القوات التي تقاتل مع الجيش السوداني والتي اشارت تقارير اخبارية عالمية خلال الأسابيع الماضية إلى أنها قوات أوكرانية. وقال المصدر إن تلك القوات ليست اوكرانية انما هي خليط من مرتزقة من شرق أوروبا يعملون ضمن خلية سرية على علاقة مباشرة بالمخابرات الروسية وبالرئيس فلاديمير بوتين.
واوضح المصدر أن المخابرات الروسية روّجت لتلك القوات على أساس انها قوات اوكرانية لكنها في الواقع هي قوات مكوّنة من مجموعات تديرها شبكة واسعة تعمل تحت مظلة مؤسسة ضخمة تتبع لامبراطور المال الأوكراني الأصل فيكتور ميدفيدتشوك المقرب جدا من فلاديمير بوتين.
ومن خلال شبكات تضليل ودعاية وشركات أمن وتسليح يمتلكها ويساهم فيها يعمل ميدفيدتشوك، على نقل أطروحات الدولة الروسية حول أوكرانيا والحرب.
ومن بين الشبكات التي يستخدمها ميدفيدتشوك بوابة”أوكرانيا الأخرى”، وهي شبكة ناطقة بالروسية تشرف عليها فنيا “وكالة التصميم الاجتماعي” إحدى اهم اذرع الاستخبارات الروسية التي تنشط بقوة في مجال تضليل الرأي العام العالمي.
واشار المصدر إلى ان شبكات المخابرات الروسية هدفت إلى الترويج للمجموعة المقاتلة في السودان باعتبار انها اوكرانية لتحقيق هدفين يتمثل الأول في تضليل المخابرات الغربية من أجل عكس صورة سالبة عن أوكرانيا باعتبار انها ترسل مرتزقة للقتال في حرب السودان التي ترتكب فيها انتهاكات كبيرة وجرائم ضد الحرب، اما الهدف الثاني فهو مساعدة الجيش السوداني بالفعل في إطار صفقة متفق عليها لتمرير مشروع القاعدة الروسية على البحر الأحمر بعد انتهاء الحرب وسيطرة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على مقاليد السلطة بالكامل بعد التخلص من القوى المدنية.
وتشير تقارير إلى ان عدد القوات المثيرة للجدل هذه يقدر بنحو 650 فردا وتتخذ من قاعدة جبلية قرب مدينة الجيلي في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم مقرا لعملياتها التدريبة واللوجستية.
وتتوزع مهام تلك القوات بين العمليات التدريبة لوحدات خاصة تابعة للجيش مكلفة بالإسناد البرمائي إضافة إلى برمجة المسيرات الإيرانية والإشراف على تشغيلها من خلال غرفتي تحكم احداهما في القاعدة الجبلية والثانية في قاعدة وادي سيدنا العسكرية في شمال مدينة ام درمان من خلال فريق خبراء وفنيين مصغر يقدر عدده بنحو 20 فردا.
وبدا ان الكثير من أجهزة الاستخبارات الغربية قد بلعت طعم عملية التضليل الروسية، حيث اشارت تقارير إلى ان دوائر غربية حذرت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطورة الزج باسم بلاده في الحرب الحالية في السودان، خصوصا بعد ربط المجموعات التي تقاتل إلى جانب الجيش بأفعال ارهابية خطيرة شملت قطع رؤوس وتمثيل بالجثث.
وفي حين لم يصدر اي تصريح رسمي من السلطات الأوكرانية ينفي او يؤكد تلك التقارير، إلا أن مسالة مشاركة اوكرانيا في الحرب الحالية في السودان بدت غريبة للكثير من المراقبين وذلك لسببين يتمثل الأول في عدم وجود مصالح مشتركة مباشرة لأوكرانيا في السودان سوى مطاردة قوات فاغنر الروسية التي لم يسجل لها اي وجود ظاهر سواء مع الجيش او قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في منتصف ابريل، اما السبب الثاني فيتعلق بعلاقة اوكرانيا الجيدة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي ترفض الحرب السودانية وتطالب بايقافها ومعاقبة البلدان التي تدعمها بشكل او بآخر، لذلك فإن ربط اسم اوكرانيا باي انتهاكات للحرب في السودان سيؤدي إلى غضب المنظمات الحقوقية وبالتالي الضغط على حكومات البلدان الداعمة عسكريا وسياسيا لسحب دعمها.
المصدر: صحيفة الراكوبة