اخبار المغرب

جماعة المزامزة الجنوبية.. حزام التهميش والبؤس يلف عاصمة الشاوية

تقع الجماعة الترابية المزامزة الجنوبية في أكبر جهة ترابية بالمغرب، حيث من الصعب ضبط حدودها، خاصة أن قبائل المزامزة تحيط بمدينة سطات من جميع الجهات، بعد اندماج جماعتي تمدروست وعين نزاع في جماعة ترابية واحدة. ويبلغ عدد سكانها 20802 نسمة، منهم 4 أجانب، موزعين على 3485 كانونا، حسب إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014.

هسبريس قامت بجولة في أرجاء جماعة المزامزة الجنوبية للاطلاع على الواقع التنموي بهذه المنطقة مترامية الأطراف، التي تمثل حزاما لعاصمة الشاوية، وتضمّ ما يقارب 24 تجمّعا سكنيا، ضمنها أولاد حمدون وبئر باعوش والزاوية النزاغية ودواوير أخرى.

عند وصولنا إلى أحد الدواوير كان من المفروض التحقق من حدود المنطقة.. أطفال يمارسون كرة القدم، وشبان عاطلون بجانب الطريق المتجهة إلى رأس العين الشاوية، يطالعون الرائحين والعائدين، وأضواء إنارة عمومية مشتعلة نهارا، ومصابيح أخرى معطلة أو مكسرة أصلا، وأطلال سقايات ومسالك محفّرة..

“اسمع أولدي هاذ الضو كيشعل بالنهار وكيطفى بالليل.. الماء الصالح للشرب معندناش والسبيطار ماكينش.. الحياة عندنا هنا بالمقلوب”، يقول أحد السكان في عقده الخامس بنبرة حادة.

غضب ومطالب تنموية توحّد الساكنة

لاحظت هسبريس الغضب البادي على وجوه أغلب السكان، الذين صادفتهم قرب أحد المتاجر البسيطة، وغير بعيد عنه سقايات معطّلة وبرك مياه الأمطار تسير نحو التبخّر، في حين وضع أحد المواطنين براميل تحت مزاريب بيوته التقليدية لتجميع مياه الأمطار للعودة إليها عند الحاجة، في حين كان آخرون متجمّعين قرب مقطع طرقي عبر السكة الحديدية، ويتساءلون عن طريقة بناء قنطرة من قبل الجهات المعنية مستقبلا، دون الاستماع إلى آراء السكان، وهو ما سيضر بمنافذ عدة يسلكها السكان، فضلا عن رداءة البنية التحتية أصلا.

وفي تصريح لهسبريس، قالت الكبيرة، وهي من ساكنة منطقة موالين الواد التابعة إداريا لجماعة المزامزة الجنوبية، إن المطلب الرئيس هو توفير الماء الصالح للشرب. واستعرضت معاناة الساكنة مع الماء، مشيرة إلى أن عددا من المواطنين أصبحوا يقطعون ما يفوق 10 كيلومترات على متن دراجاتهم النارية لملء قنينة بلاستيكية بالماء.

ولخصت الكبيرة باقي المشاكل التنموية بالمنطقة في غياب الإنارة العمومية، وانعدام انطلاقة النقل العمومي لتيسير قضاء أشغال المواطنين المختلفة، نظرا لكون التجمع السكني يقع في منتصف الطريق الرابطة بين رأس العين الشاوية وسطات، فضلا عن غياب مستوصف صحي لتمكين المواطنين من الإسعافات الأولية على الأقل، خاصة بالنسبة إلى الأطفال.

وأشارت المتحدثة إلى الركود التجاري الذي تعرفه المنطقة، باعتبارها تسير دكانا صغيرا، بسبب هجرة أغلب السكان جراء انعدام ظروف العيش كالماء. وطالبت عبر هسبريس الجهات المختصة بتوفير الخدمات المنعدمة سالفة الذكر. وأضافت متسائلة “واش تقدر تكون شي حاجة بعد هذا المقال في الجورنال؟”.

علي غابا، أحد ساكنة المزامزة موالين الواد، الذي التقته هسبريس بجانب إحدى السقايات المعطلة، وهو من مواليد 1964، أوضح أن المنطقة تعاني من غياب الماء الصالح للشرب، رغم وجود صهريج عمومي فارغ في غياب للبئر. وأضاف أن المواطنين توجهوا بشكايات إلى رئاسة الجماعة الترابية، فقدمت لهم وعود لكن دون جدوى، مشيرا إلى أنهم يتسولون الماء في حدود الإمكان من المؤسسة التعليمية المجاورة.

وطالب غابا الجهات المعنية بربط التجمعات السكنية بمنطقة سيدي قاسم موالين الواد المزامزة بالماء الشروب للحد من معاناة الساكنة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة واقتراب فصل الصيف، وتوفير مستوصف ونقطة انطلاق للنقل قصد إنقاذ الحوامل والأطفال، وتسهيل تنقل السكان إلى المدينة قصد البحث عن لقمة العيش.

في السياق ذاته قال فريد بن لحمر، النائب الأول لرئيس جماعة المزامزة الجنوبية، وهو يتأسف على الأوضاع بهذه الجماعة، إنه طبقا للتشريعات التنظيمية من المفروض على كل جماعة ترابية أن تعدّ برنامج عمل منذ السنة الأولى من الولاية التشريعية لوضع خطة تنموية مدروسة وهادفة.

وتأسف المتحدث لكون برنامج العمل الخاص بجماعة المزامزة عرض متأخرا في دورة استثنائية هذه السنة، رغم أنها السنة الثالثة من الولاية التشريعية، قصد دراسته والمصادقة النهائية عليه، متسائلا عن فائدة البرنامج في هذا الوقت، وكيفية تنفيذه في بداية نصف الولاية الأخير، وهو ما يكشف وجود تسيير عشوائي وغياب رؤية تنموية واضحة بالجماعة الترابية، يضيف المتحدث.

 

للمجلس الجماعي رأي

أمام هذه التساؤلات وكثرة المطالب التنموية من قبل الساكنة، والتعبير عن الغضب والتذمر والأسف من قبل مستشارين جماعيين، منهم من ينتمي إلى أغلبية المجلس الجماعي، ربطنا الاتصال برئيس المجلس، الذي رحّب باتصالنا في بداية الأمر، لكنه اعتذر بسبب انشغاله بشؤون الساكنة، ووعدنا بتقديم جميع المعطيات لاحقا.

انتظرنا اتصال الرئيس دون جدوى، وحين أعدنا مهاتفته مرة ثانية اعتذر منذ الوهلة الأولى دون توضيح، وقال إنه يفضّل إجابة الجهات المسؤولة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو المركزي، على إجابة وسائل الإعلام، لتبقى أسئلة المواطنين وطموحاتهم معلّقة إلى وقت غير مسمّى.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *