“البيجيدي” نسى أنه لم يعد يدبر الحكومة وأصر على تقديم الحصيلة الحكومية قبل الحكومة
في محاولة للفت الانتباه، والبحث عن تسجيل أهداف غير شرعية في مرمى الحكومة، نظم حزب العدالة والتنمية اليوم الثلاثاء بالرباط، ندوة لتقييم حصيلة المرحلية للحكومة، أو بالأحرى انتقادها قبل عرضها.
الأمين العام لحزب المصباح عبد الإله ابن كيران، اعترف خلال هذه الندوة أنه صاحب البدعة الجديدة المتعلقة بتقييم العدالة والتنمية للحصيلة الحكومية، قبل عرض رئيس الحكومة، رغم أنه يتعارض مع الأعراف السياسية.
وبهذه الخطوة يواصل البيجيدي الذي لا يملك مشروعا سياسيا تغريده خارج السرب، لاسيما وأن انتقاداته للحكومة يتسم بطابع تقني، ويكرر بشكل فج التعبيرات المتعلقة بتغول الحكومة ومظلومية المعارضة، دون طرح أي تصور واضح للمسار التدبيري للدولة، واقتراح استراتيجيات تنموية وأجندات اقتصادية بديلة عن تلك التي تباشرها الحكومة بنجاح.
ففي بلادنا، لا تعطي العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة بشكل عام أي تصور واضح لمشروع تنموي، بل تكتفي بالنقد الميكانيكي، رغم أنها تمرست لسنوات في تدبير عدة قطاعات، معلنة بشكل غير مباشر موتها السريري ورهانها الفاشل على النخب الانتهازية وافتقادها للكفاءات.
المتتبع للشأن السياسي بالمغرب يرصد كيف أن العمل الحزبي يسير بسرعتين مختلفتين و في منحنيين متناقضين، في الوقت الذي تنخرط فيه المملكة في أوراش و تحديات تنموية كبرى. ففي الوقت الذي ركزت فيه الأغلبية على تنفيذ البرامج الملكية وحرصت على الاستمرار في برنامجها الحكومي رغم سوء الأحوال الجيوسياسية، الوبائية والاقتصادية، نجد أحزاب المعارضة تغرد خارج إطارها الدستوري ولا تعطي تلك الاضافة النوعية التي يتوخاها الدستور. الاضافة المتمثلة في مراقبة عمل الحكومة و نجاعة مقاربتها سواء قطاعيا أو في سياساتها العامة.
وهذا هو حال حزب “العدالة والتنمية” الذي فقد الكثير من بريقه، وأصبح يعيش اليوم حالة نفسية مستعصية، وهو ما دفعه ليعقد صباح اليوم الأربعاء ندوة صحفية لـ “تبخيس” حصيلة الحكومة بعد مرور نصف ولايتها الأولى
استباق الأحداث هذا من طرف “البيجيدي” دفع الكثيرين إلى التساؤل: كيف لحزب سياسي خبر الحكومة وأعرافها، أن يخرج لانتقاد الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة حتى قبل عرضها ؟
الحالة التي أصبح يعيشها “البيجيدي” أصبحت تقلق اليوم حتى المتعاطفين معه، ممن يتساؤلون عن القيمة المضافة التي أصبح يقدمها للمشهد الحزبي والسياسي ببلادنا، بعدما انطفئت شمعة المصباح ودخل في متاهات أبعد ما تكون عن متطلبات المرحلة.
المصدر: العمق المغربي