الكشف عن محادثات سرية بين بريطانيا والدعم السريع.. لماذا أثارت كل هذه المخاوف؟ وطن
وطن كشفت صحيفة الغارديان، أن مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية يعقدون محادثات سرية مع قوات الدعم السريع السودانية، ما أثار مخاوف حول منحها الشرعية رغم الجرائم التي ترتكبها في البلاد.
وقالت الصحيفة إن الأنباء التي تشير إلى أن الحكومة البريطانية وقوات الدعم السريع ينخرطون في مفاوضات سرية، أثارت تحذيرات بأن مثل هذه المحادثات تحمل خطر منح الميليشيا سيئة السمعة التي تواصل ارتكاب كثير من جرائم الحرب، طابعاً شرعياً، كما تؤدي إلى تقويض المصداقية الأخلاقية للمملكة المتحدة في المنطقة.
ووصفت جماعة حقوقية رغبة المملكة المتحدة في التفاوض مع قوات الدعم السريع بالأمر “الصادم”.
يُشار إلى أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت الولايات المتحدة القوةَ شبه العسكرية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بسبب ارتكابها مذابح واسعة النطاق وعمليات اغتصاب ضد المدنيين، وكثير ممن ارتُكبت ضدهم هذه الجرائم كانوا من قبيلة المساليت.
تسببت الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع، إضافة إلى التقارير التي تفيد بارتكاب مقاتليها عمليات قتل خارج نطاق القضاء واغتصاب النساء والأطفال، في إضعاف شرعية المجموعة بين السودانيين.
المسؤولون البريطانيون لم يقابلوا حميدتي
بيد أن استجابةً بموجب قانون حرية المعلومات (FoI) البريطاني تكشف أن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية (FCDO) حثوا على عقد محادثات مع قوات الدعم السريع. وكانت أحدث هذه المحادثات بين المملكة المتحدة والدعم السريع في الشهر الماضي.
وذكرت استجابة قانون حرية المعلومات أن وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث حاولت ونجحت في التواصل مع ممثلين عن قوات الدعم السريع. وقع آخر اتصالٍ يوم الأربعاء 6 مارس/آذار، عندما التقى مسؤولون من وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث ممثلين من قوات الدعم السريع”.
عبودية جنسية.. أدلة موثقة وروايات مؤلمة لتورط عناصر الدعم السريع في اغتصاب السودانيات
وأضاف المسؤولون البريطانيون أنهم حتى الآن، لم يقابلوا زعيم قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي.
تأجيج للعنف
وقال المدير المشارك في مركز الحوكمة وحقوق الإنسان بجامعة كامبريدج شاراث سرينيفاسان، إنه رغم استيعابه لإغواء التحدث مع قوات الدعم السريع، فإنه نهجٌ لم يفعل شيئاً سوى أنه أجج العنف في السودان.
وأضاف أن الحديث مع الأشخاص الذين يحملون السلاح كان جزءاً من استمرار العنف والاستبدادية في السودان على مدى العقدين الماضيين أو العقود الثلاثة الماضية، وأضاف: “البراغماتية لم تصل بنا إلى أي مكان”.
وأشار سرينيفاسان، وهو الخبير في إخفاقات صنع السلام بالسودان: “فوق كل هذا، بينما ترتكب (قوات الدعم السريع) مستويات لا توصف من العنف الموجه ضد مجموعات عرقية، وضد النساء والأطفال، وعلى نطاق هو (الآن) مروع للغاية وكان كذلك، حتى قبل 20 عاماً، فإنك تخاطر بكثير من المصداقية الأخلاقية واللياقة”.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن المحادثات كانت محاولة لزيادة الوصول إلى المساعدات الإنسانية وإنهاء القتال ضد القوات المسلحة السودانية، التي ارتكبت هي الأخرى جرائم حرب.