اعتداء سائق طاكسي على راكبة يستفسر الشروط المطلوبة لمنح “رخصة الثقة”
“تنديد” و”استنكار واسع” عبر عنه مجموعة من مهنيي سيارات الأجرة بالمغرب عقب إقدام أحد السائقين بمدينة طنجة على الاعتداء بالضرب على مواطنة، ما عرض سلامتها الجسدية للخطر، وفق شريط تم تداوله على نطاق واسع.
الواقعة التي ألقت الضوء من جديد على “العنف داخل سيارات الأجرة بالمغرب”، ونقاش رخص الثقة الممنوحة للسائقين، دفعت المهنيين من جديد إلى التبرؤ من هاته الأفعال، وحصرها في زاوية “أفعال شاذة لا تعبر عن القطاع”.
وتمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن طنجة المدينة من توقيف سائق سيارة أجرة يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بالضرب والجرح في حق راكبة.
ويعتبر مهنيو قطاع سيارات الأجرة بالمغرب أن الوقت حان لمراجعة شروط الحصول على رخصة الثقة، بما يمنع حصول مثل هاته الممارسات الشاذة، التي تهدد الأمن العام.
إبراهيم مقبول، سائق مهني بمدينة تمارة ونقابي في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قال: “إن واقعة طنجة غير مقبولة تماما، ونستنكرها بشكل كبير”.
وأضاف مقبول لهسبريس أن “الواقعة تبرز أهمية إعادة النظر في شروط الحصول على رخصة الثقة، إذ لا يعقل أن تبقى بالشروط الحالية، وتسمح بدخول أشخاص غير مؤهلين للميدان”.
وبحسب المتحدث ذاته فإن “الواقعة لا يجب أن تخفي أيضا تعرض بعض سائقي الأجرة بالمغرب للعنف الجسدي واللفظي من قبل الركاب، وذلك بشكل يومي”، موضحا أن “بقاء حادثة طنجة في خانة الحالات الخاصة دليلها هو محدودية الشكايات التي يضعها المواطنون”، وتابع: “هذا السلوك لا يعبر عن سائقي سيارات الأجرة بالمغرب، ويبقى تصرفا شخصيا لهذا السائق، وغير مقبول، خاصة ضد المرأة المغربية التي يتم تقديرها من قبل جميع المغاربة”.
ويطالب مقبول بأن تتخذ السلطات إجراءاتها القانونية، من خلال تحقيق منصف لكلا الطرفين، مع الاستماع لحججهما التي أدت إلى هذا الفعل غير المقبول، لافتا إلى أن “هاته المهنة تتطلب الصبر وعدم التسرع والغضب؛ رغم أن هذا الوسط يعيش احتقانا كبيرا يسهل مثل هاته التصرفات”.
الاستنكار ذاته عبر عنه خالد لغميش، الكاتب المحلي لنقابة سيارات الأجرة من الصنف الثاني بمدينة طنجة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، قائلا: “ما قام به السائق سلوك إجرامي”.
وأوضح لغميش لهسبريس أن “هذا السلوك غير مقبول تماما، ولا يعبر عن قطاع سيارات الأجرة بطنجة والمغرب، وإنما هو تجسيد لظاهرة قديمة تعرف العنف في الشارع المغربي عموما”.
ومخاوف المهنيين في طنجة بعد الواقعة تتمثل في “تشويه صورة القطاع والمهنيين في أذهان المواطنين، خاصة أن مقطع الفيديو لقي انتشارا واسعا، ما يهدد بالفعل سمعة هاته المهنة”، وفق المتحدث ذاته.
وأبرز الكاتب المحلي لنقابة سيارات الأجرة من الصنف الثاني بمدينة طنجة أهمية “إعادة النظر في شروط الحصول على رخصة الثقة، التي يجب أن تساهم في تغيير عقلية السائق، من خلال تكوين يوضح له قواعد التعامل مع الزبائن”.
“التغيير يجب أن يكون جذريا، ولا يجب أن نحصر صورة القطاع في ما حدث أمس، فهذا أمر غير مقبول”، يتابع لغميش، وزاد مستدركا: “السلطات تقوم بتحقيقها؛ كما أن المجلس التأديبي للقطاع بالمدينة سيقول كلمته وفق القرار العاملي، ويجب أن ننتظر حتى تتضح الصورة، ونسمع مبررات السائق”.
المصدر: هسبريس