اضطراب الساعة البيولوجية يؤثر سلباً في التحصيل الدراسي
تستقبل مدارس الدولة غداً، طلبتها ليستأنفوا الدراسة في الفصل الدراسي الثالث بعد إجازة الربيع وإجازة عيد الفطر المبارك، اللتين تغيرت خلالهما مواعيد نومهم واستيقاظهم.
ويؤكد مختصون أن الساعة البيولوجية الخاصة بالنوم تتبدل كلياً عند الطلبة، بعد فترات الإجازة الطويلة، خصوصاً صغار السن منهم، حيث يستغلون ساعات الليل للسهر ويقضون جزءاً كبيراً من النهار في النوم، وما يحدث خللاً في الجهاز العصبي ويؤثر سلباً في اتزان البدن، وهو ما يُلقي بظله على قدرة الطلبة على استيعاب الدروس وتعزيز تحصيلهم الدراسي.
وأكدت المستشارة الأسرية، الدكتورة هيام أبومشعل، ضرورة التزام الطلبة بمواعيد نوم ويقظة ثابتة، سواء خلال أيام الدراسة أو الإجازة، الأمر الذي يساعد على تنظيم ساعة نوم الطالب ويعزز نمط نوم صحي، لافتة إلى أهمية أن يكون أولياء أمور الطلبة قدوة في هذا النشاط اليومي، بحيث يحددون توقيتاً معيناً للنوم، ما يجعل الأطفال يعتادون على ذلك.
ودعت إلى إنشاء روتين للنوم يشمل أنشطة مهدئة قبله، مثل الاستحمام الدافئ والقراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، ما يعزز الراحة والاسترخاء، مع تقليل استخدام الشاشات قبل النوم، «لأن الضوء الأزرق الناتج عنها يمكن أن يعيق إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم الجيد».
وتختلف أفضل مدة للنوم من طفل إلى آخر، وتعتمد على عوامل مثل العمر ونمط النوم السابق، ومدى التأثر بتغييرات الجدول الزمني خلال الإجازة الصيفية.
من جانبها، أفادت أخصائية التوعية الصحية، الدكتورة هند عبدالله، بأن تغير الساعة البيولوجية يرتبط بالعديد من التحديات الصحية، مثل أمراض العصر المزمنة، لا سيما السمنة والسكري من النوع الثاني الذي ينتشر بسهولة بين فئات الطلبة، إضافة إلى اضطرابات عمل الهرمونات، وارتفاع مستويات القلق والتوتر والاكتئاب.
وأشارت إلى أن الدراسات تؤكد حقيقة علمية مفادها أن زيادة ساعات السهر لدى الطلبة، أو الجلوس أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر، يؤدي إلى إرباك الساعة البيولوجية للجسم، ما ينجم عنه ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول الضار، والسكري من النوع الثاني.
من جانبه، حثّ المعلم خالد عبدالله، وهو أخصائي اجتماعي في مدرسة خاصة، أولياء أمور الطلبة على تعديل الساعة البيولوجية لأبنائهم، لتعود عليهم بالإيجاب من ناحية الدراسة والحياة العملية، مؤكداً أن الدراسات تشير إلى أننا جميعاً نحتاج إلى أن ننام ثماني ساعات، حتى لا نُعرّض أنفسنا للإصابة بالقلق.
وذكر أن هناك شخصين من بين كل عشرة أشخاص ينامون أقل من ست ساعات كل ليلة، وشخص واحد من بين كل عشرة أشخاص ينام تسع ساعات أو أكثر ليلاً. وقال إن الخبراء يوصون بأن ينام البالغون ما بين سبع وتسع ساعات في الليلة، ويؤكدون أن البالغين الذين ينامون أقل من سبع ساعات في الليل يعانون مشكلات صحية أكثر من أولئك الذين ينامون سبع ساعات أو أكثر في الليل، داعياً ذوي الطلبة إلى تحديد مواعيد ثابتة لنوم أبنائهم ويقظتهم، حتى لا تضطرب لديهم الساعة البيولوجية، فيؤثر ذلك سلباً في تحصيلهم الدراسي.
ساعات النوم الموصى بها يومياً (بما فيها القيلولة)
يلعب النوم دوراً حيوياً في التمتع بصحة جيدة، فهو يساعد الأطفال والمراهقين على دعم النمو والتطور، كما أن عدم الحصول على قسط كافٍ منه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة (طويلة الأمد)، ويؤثر سلباً في مدى جودة التفكير ورد الفعل والتعلم، والتوافق مع الآخرين.
تعرّف إلى كيفية تأثير النوم في القلب والدورة الدموية، والتمثيل الغذائي، والجهاز التنفسي، والجهاز المناعي، ومقدار النوم الكافي.
من أربعة أشهر إلى سنة واحدة: ما بين 12 و16 ساعة.
. من سنة إلى سنتين: ما بين 11 و14 ساعة.
. من ثلاث إلى خمس سنوات: ما بين 10 و13 ساعة.
. من ستة إلى 12 عاماً: ما بين 9 و12 ساعة.
. من 13 إلى 18 عاماً: ما بين 8 و10 ساعات.
الساعة البيولوجية
يُطلق على النظام الذي ينظّم الإحساس الفطري بالوقت لدى الجسم ويتحكم في إيقاعات الساعة البيولوجية، اسم «الساعة البيولوجية».
ويتألف هذا النظام من بروتينات مشفرة بواسطة آلاف الجينات التي تعمل وتتوقف بترتيب معيّن.
وتقوم الساعة الرئيسة بتنسيق جميع الساعات البيولوجية في الجسم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم