رئيس سابق للشاباك: “إسرائيل” سقطت في الهاوية وإذا لم تستبدل حكومتها الآن فهي ذاهبة للفناء والهلاك
بعد يومين من تحذير “نبي الغضب” الإسرائيلي الجنرال في الاحتياط يتسحاك بريك، من هلاك وغرق إسرائيل، ومن دعوته الإسرائيليين للاستيقاظ والقيام ضد نتنياهو الذي يقودهم على متن سفينة “تايتنك” إسرائيلية، يؤكد الرئيس السابق لـ”الشاباك” أن إسرائيل في السابع من أكتوبر سقطت في الهاوية، وإذا لم تسارع لاستبدال حكومتها ورئيسها، فإنها ستسقط في الضياع والفناء، داعيا للإفراج عن المختطفين الإسرائيليين حتى بثمن إنهاء الحرب على غزة.
في حديث صريح وساخط تحدث نداف أرغمان (رئيس الشاباك بين 2016 إلى 2021) لأهم البرامج في القناة 12 العبرية (برنامج عوفداه- الحقيقة) وتطرق لكل التطورات الحاصلة منذ “طوفان الأقصى” حتى اليوم.
وأوضح أن هناك أمورا لا يستطيع التطرق لها لكنه بدا غاضبا في استعراض ما حصل وما يحصل لإسرائيل في السنوات الأخيرة تحت زعامة نتنياهو. ويشّدد على أن حكومة نتنياهو الحالية هي التي سببّت “السابع من أكتوبر” لأن “الانقلاب القضائي” هو الذي قاد لضعف إسرائيل بعيون أعدائها، كما يشدد على أنها تقوم بتخريب المجتمع الإسرائيلي عمدا من أجل المواصلة بقائها في سدة الحكم، فهي تعمل ما هو مفيد لها لا للدولة.
وكي تخرج إسرائيل من الهاوية، يرى أرغمان أن على إسرائيل استبدال حكومتها “حكومة الخراب” وبالنسبة له كل شيء يبدأ وينتهي بشخص واحد. فنتنياهو هو المسؤول من البداية للنهاية. ويعلل ذلك بالقول إنه يتمثّل بسماح نتنياهو لوزير القضاء ياريف لافين بقيادة الانقلاب الأهوج في نظام الحكم خلال 2023، ومن خلال وزراء غيبيين غريبي الأطوار قام هو بتعيينهم: عيّن سموتريتش وبن غفير، أحدهما دمّر الاقتصاد، والآخر دمّر الأمن الداخلي.
ويرى أرغمان أن مَن كان رئيس حكومة عندما وقع “طوفان الأقصى” لا يستطيع أخلاقيا مواصلة ترشيح نفسه أو البقاء في الحكم، فهو المسؤول عن الفشل المريع ولا أحد سواه، مضيفا: “مَن لا يتحمل مسؤولية خلل جلل كهذا، فهو غير جدير أن يكون قائدا للشعب اليهودي، فإسرائيل اليوم موجودة في الهاوية، وفي حال لم ينهِ نتنياهو وظيفته، سنكون في حالة هلاك. ينبغي أن تذهب إسرائيل لانتخابات عامة الآن”.
إضعاف عباس وتقوية حماس
يكشف أرغمان أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وضعت أمام الحكومة خطة لاغتيال قادة حماس من خلال هجمة مباغتة تضرب قادتها بمن فيهم يحيى السنوار ومحمد الضيف وكل مَن يمكن بلوغه، بدلا من التورط في وحل غزة، لكنها جمدّتها وقالت لنا: “كونوا مستعدين، قوموا بتجهيزات.. وبذلك انتهت القصة”. ويضيف: “مارسنا الضغوط وقدمّنا خطة عملياتية، ولا أريد القول أكثر من ذلك”.
وردا على سؤال قال أرغمان: “نعم، كان هناك خلاف بين الشاباك والجيش في بعض الأمور، فأنا كرئيس للشاباك، اعتقدت أن حماس غير مرتدعة، بخلاف رؤية الاستخبارات العسكرية وقائد الأركان”. و”هل تناقشتم حول هذه النقطة أمام نتنياهو؟”، أجاب أرغمان: “نعم. وهناك مذكّرة مكتوبة قدمتها حول هذا الموضوع للمستوى السياسي. طيلة عملي كرئيس للشاباك، كانت الحكومة تفضّل إضعاف السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وتعزيز قوة حماس في قطاع غزة. لولا اتّباع نتنياهو هذه السياسة، لكان من الممكن منع السابع من أكتوبر. ما قادنا للسابع من أكتوبر، ليس نقطة واحدة على محور الزمن، بل هي مسيرة. لقد سمحنا بدخول المال القطري لقطاع غزة، وتمويل تعاظم قوة حماس”.
استعادة المحتجزين الآن
يؤكد أرغمان أن على نتنياهو ورؤساء المؤسسة الأمنية الاستقالة مع انتهاء الحرب، لكن على نتنياهو أن يكون أوّل المغادرين، منبها لضرورة بقاء رئيس الشاباك في منصبه حتى يستقيل نتنياهو أولا؛ لأنه من المحظور أن يقوم الأخير بتعيين رئيس للشاباك وقائد للجيش.
ويتابع: “تعيين رؤساء جدد للمؤسسة الأمنية هي مهمة الحكومة المنتخبة القادمة؛ لأن هناك خوفا كبيرا من أن يقوم نتنياهو بتعيين رئيس جديد للشاباك يكون مريحا له شخصيا، بل سيقوم بتعيين مسؤولين كبار من شأنهم المساس بالديمقراطية. وأنا شخصيا أشك في أن نتنياهو يعمل على ضرب الديمقراطية ولا أثق أنه سيعتمد معايير مهنية عند تعيينه موظفين كبارا، بل سيعين رئيسا للشاباك يكون مريحا له في مواصلة الانقلاب على النظام الذي شرع به في 2023”.
وتوضح القناة 12 العبرية، أن نداف أرغمان أيضا يدرك أن الوقت ينفد، وأصرّ خلال الشهور الأخيرة على تحاشي قول أي كلمة في موضوع المحتجزين كي لا يمس بالمفاوضات مع حماس. ويقول أرغمان: “على إسرائيل أن تعيد المحتجزين من غزة في أقرب فرصة ممكنة، وينبغي أن تكون هذه هي الأولوية”.
الحرب انتهت
وردا على سؤال حول الحرب على غزة، يقول أرغمان إنه حتى بعد التغلب على الكتائب الأربعة لحماس في رفح، لن تنتهي الحرب. ويرى أنه من أجل الانتصار على حماس فعلا، علينا العمل داخل القطاع لعدة سنوات.
ويضيف: “الحرب قد انتهت، وإسرائيل عليها التوجّه لانتخابات عامة مبكّرة بالأمس قبل اليوم. استمرار نتنياهو في الحكم ينطوي على ضربة حقيقية للنظام الديمقراطي. سلطة خدمات السجون سقطت (بيد بن غفير) وكذلك الشرطة، وأخشى أن يتم استغلال السابع من أكتوبر للمساس بالجيش والشاباك”.
ويرى أرغمان أن الشريك الوحيد القادر على دخول قطاع غزة وتشكيل بديل لحماس، هو السلطة الفلسطينية بقيادة حركة “فتح”.
وسبق أرغمان عدد من خريجي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الذين أن رسموا صورة سوداء لمستقبل إسرائيل، أبرزهم الجنرال في الاحتياك يتسحاك بريك الذي نبّه عدة مرات أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب، وقال قبل يومين في مقال جديد نشرته “هآرتس” إنه على “الإسرائيليين الاستفاقة من سباتهم قبل أن يغرقهم نتنياهو وهو يقودهم على متن سفينة تايتنك إسرائيلية” داعيا للإطاحة بكل ساسة إسرائيل وقادتها العسكريين كي تتمكن الدولة من النجاة، وفق تعبيره.