عادات أصيلة في عيد الفطر تصمد أمام زحف التكنولوجيا في المجتمع المغربي
مع حلول عيد الفطر المبارك تعود إلى الواجهة مجموعة من القيم والعادات الأصيلة في المجتمع المغربي، التي تؤكد ارتباط المجتمع بقيمه وثقافته الدينية المتأصلة والصامدة في وجه التغيرات المتسارعة التي تزحف على المجتمعات في زمن التكنولوجيا والعولمة.
ويحرص العديد من المغاربة على التنقل في هذه المناسبة الدينية التي تتوج شهر الصيام، إذ يقطع الكثير منهم المسافات من أجل تجديد الوصل وإحياء العلاقة مع الأهل والأحباب في مسقط الرأس وجغرافيا الأصل.
مصطفى الطويل، موظف في القطاع العام بمدينة مراكش، تتحدر أصوله من مدينة وزان ويصر في كل عيد للفطر على الذهاب إلى مسقط رأسه لقضاء العيد هناك، معتبرا ذلك من “الأمور الضرورية التي لا يمكن التخلي عنها”.
وقال الطويل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، “لا عيد إلا في وزان، فهي مسقط الرأس ومقام العائلة، ولا يحلو العيد بعيدا عنها”، مؤكدا أنه رغم بعد المسافة يكابد كل سنة التعب ويسافر إلى وزان لقضاء العيد وتجديد الوصل مع العائلة والأصحاب.
وتابع الرجل، الذي فاق عمره الخمسين عاما، قائلا: “خلال العيد، سواء الفطر أو الأضحى، أزور وزان لقضائه في منزل الوالدين الذي تربيت فيه رفقة إخوتي الخمسة”، مضيفا أن المناسبة تكون فرصة لزيارة باقي الأهل والأحباب بعد شهور من الغياب بسبب البعد والارتباط بالعمل.
وفي قراءته للموضوع، يرى أسامة خضراوي، الباحث في الثقافة والعلوم الاجتماعية، أن الأسر المغربية “تحافظ على موروثها الديني والثقافي من خلال إحياء بعض الشعائر الدينية، منها عيدا الفطر والأضحى”.
وأضاف خضراوي، في تصريح لهسبريس، أن في مثل هذه المناسبات تكون “صلة الرحم وتبادل الزيارة بين الناس والأصدقاء والأحباب، وهي تعيد لنا تماسكنا الأسري ومفهوم العيد كطقس وشعيرة من الشعائر الدينية التي تبث الفرحة في قلوب المسلمين”.
وتابع مبينا أن “تشبث المجتمع المغربي بموروثه الثقافي يتجلى في أداء صلاة العيد وإحياء صلة الرحم بين الجيران وبين الأصدقاء وبين العائلات”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على هذه العادات والتقاليد وتوريثها للأجيال الصاعدة”.
وأبرز الباحث ذاته الأثر الجميل الذي تتركه هذه المناسبات في نفوس المواطنين بـ”كظم الغيظ بين الناس والصلح فيما بينهم، إذ يمثل العيد فرصة للتصالح مع الذات واستعادة آصرة التواصل بيننا وبين مكونات المجتمع”.
وأشار إلى أن العيد يمثل أيضا فرصة لـ”زيارة القبور والترحم على الأموات، وتذكر من كانوا معنا قبل سنوات، والترحم على الوالدين والأجداد وكل عزيز رحل عن الدنيا الفانية”، لافتا إلى أن هذه القيم تحفظ للأسر والمجتمع المغربي تميزه وتماسكه.
المصدر: هسبريس