قبل أن تحل الذكرى الأولى للحرب اللعينة ،، الأولى إخمادها .. وكل عام وأنتم بخير 2/4 ..!!؟؟
د. عثمان الوجيه
إستكمالاً لمقال الأمس:عيدٌ منقوص (رحلةُ البحث عن البسمة !!؟؟) ، فمنذ ربع قرن ، تُلفّني غيمةُ حزنٍ خفيفة في كلّ عيد ، فرحةٌ ناقصةٌ لا تكتمل ، وهذا العام اضيف: حربٌ لعينةٌ اندلعت في وطني السودان، وشتّتتْ الأحبة ، وفرّقتْ الأسر ، وجعلتْ من العيد مجرّد ذكرى باهتة ، واليوم ، تجددتْ مشاعر الحزن، لكنّها اتخذتْ هذه المرّة شكلًا مختلفًا ، فمع تواصلِ الحرب لعام كامل ، وهذا هو العيد الثالث على التوالي ، يشاركني ملايين السودانيين نفس الشعور ، الألمُ يعتصرني وأنا أعايد عبر الهاتف أحد أقربائي الموجود معي في مصر ، وفجأة ، اكتشفتُ أنّ مئات الأسر من أهلي من الدرجة الأولى ، وآخرين من مسقط رأسي “أبو زبد”، موجودون معنا هنا منذ أشهر ، لم أكن أعلم بوجودهم! ، فسألت نفسي: كم من بني جلدتي فرقت بينهم ظروف الحرب؟ كم من عائلةٍ حُرمتْ من لمّ شملها في العيد؟ كم من طفلٍ فقد طعم الفرحة؟ كم من ابتسامةٍ غابتْ عن الوجوه؟ ، صراحة ، تملّكني شعورٌ بالمسؤولية ، شعورٌ يدفعني للبحث عنهم ، للتواصل معهم ، للتخفيف من آلامهم ولإعادة رسم البسمة على شفاههم ، وفي هذا العيد ، لن أكتفي بالتهنئة عبر الهاتف ، بل سأبذلُ كلّ ما بوسعي للوصول إلى أقربائي ، لن أستسلم حتى أجمع شمل العائلة من جديد ، ولو كنا نازحين في الداخل أو لاجئين في الخارج ، فمهما كانت الظروف صعبة ، ومهما طالتْ الحرب ، سيبقى الأملُ موجودًا ، وستبقى مشاعرُ المحبةِ قويةً ، وستبقى فرحةُ العيد حاضرةً في قلوبنا ، حتى لو كانت منقوصة ، وسنبقى نبحث عن بعضنا البعض ، سنبقى نُرسل رسائلَ الحبّ والأمل ، سنبقى نُؤمن بأنّ يومًا ما ، ستُفتح أبوابُ الوطن ، وسنجتمع من جديد تحت سقفٍ واحد ، ونحتفلُ بعيدٍ كاملٍ، يزخرُ بالبهجةِ والسعادة .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: (حكايةُ عيدٍ في زمنِ الحربِ !!؟؟)، قارئُ الحصيف ، حرصتُ هذه الأيام على الابتعادِ بكم عن ساحةِ السياسةِ وصخبِها ، فما كنا ننشدُهُ في عطلةِ العيدِ السعيدِ هو فسحةٌ من الراحةِ بعيدًا عن همومِ الواقعِ المُرّ ، ولكنّني لم أُردْ أن أبتعدَ عنكم ، فبقيتُ معكم من خلالِ مقالاتي التي اتّخذتْ منحىً مختلفًا عن المعتادِ ، فلم أُردْ أن أُفسِدَ عليكم بهجةَ العيدِ بِمَا يُثقلُ كاهلكم من أخبارِ الحربِ والدمارِ ، فَمنْ قال لي عن مقالِ الأمسِ، “عن أيّ عيدٍ تتحدث؟” أقولُ لهُ: هذا هو العامُ الأولُ (والعيد الثالث) للحربِ اللعينةِ التي دمرتْ بلادنا ، وشردتْ نصفَ شعبِها بين نازحٍ في الداخلِ ولاجئٍ في الخارجِ ، فلماذا لا نتشاركُ الأحاسيسَ ونُشاركُ بعضنا البعضَ مشاعرَنا في هذا العيدِ؟ فَالفرحُ لا يكتملُ إلاّ بمشاركةِ الأحبّةِ والأصدقاءِ ، نعم ، إنّها حربٌ قاسيةٌ ، ولكنّها لم تُطفِءْ شعلةَ الأملِ في قلوبِنا ، فما زالَ في داخلِنا ما يكفي من القوةِ والعزيمةِ لِنُعيدَ بناءَ بلادِنا ونُحيِيَ فيها الحياةَ من جديدٍ ، فلنجعلْ من هذا العيدِ فرصةً لِنُؤكّدَ على إيمانِنا بِمُستقبلٍ أفضلَ ، ونُجدّدَ عهدنا بِأنْ نُكملَ مسيرةَ النضالِ من أجلِ حريةِ بلادِنا وكرامةِ شعبِها فكلّ عامٍ وأنتم بخيرٍ ، وعساكم من عوادهِ.. #اوقفوا الحرب#StopTheWar وعلى قول جدتي: “دقي يا مزيكا !!”.
خروج: عن تناقص خطابي معايدة الجنرالين ، فقد أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان أمس (الأربعاء) أن «كل من تآمر على الشعب السوداني بالداخل والخارج لن يكون له دور في إدارة الدولة في المستقبل»، وقال عبد الفتاح البرهان في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر في ولاية القضارف: «نحن جميعاً في القوات المسلحة والقوات النظامية وحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية والمستنفرين والشعب السوداني سندحر هؤلاء المتمردين»، وأضاف: «لن نسلم أمر دولتنا لأي جهة داخلية أو خارجية … وهذه الدولة لن يديرها إلا الذين صمدوا أمام ظلم وانتهاكات الميليشيا … ولن يكون لدينا أي حديث إلا بعد انتهاء المعركة مع المتمردين»، وتابع أن «هذه المعركة تمايزت فيها الصفوف وأي شخص خان الشعب لن يكون له مكان بين السودانيين حتى وإن ذهبنا»، حسب تعبيره ، ومضى البرهان يقول إن «عيدنا المقبل سيكون من دون مرتزقة وعملاء»… الخ ، وفي المقابل ، قال قائد قوات الدعم السريع في تسجيل صوتي على حسابه بتليجرام ، إن “من يرتكب انتهاكات سوف يتم تقديمه لمحاسبة عادلة” ، وأوصى قواته بـ”مضاعفة الجهود والحفاظ على أمن المواطن ، وعدم التهاون مع أي متفلت يهدد استقرار المواطنين الأبرياء”، وذكر دقلو أن قواته “ستنتصر لإرادة شعبنا ولضحايا الحروب والمظلومين وضحايا القصف الجوي والفقد والتهميش ، وخيارنا واحد النصر أو النصر وبإذن الله تعالى سننتصر لإرادة شعبنا ولوحدتنا ولوطننا العظيم”.. للتنويه: (الجنرالين قدما خطابي معايدتهما من خارج العاصمة التي تم إفراغها من أهلها قبل افقارهم !!؟؟).. ولن أزيد،، والسلام ختام.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة