بمقهى ومطعم وعروض ثقافية.. موقع شالة الأثري يستعد لفتح أبوابه بعد 4 سنوات من الإغلاق
يطل موقع شالة الأثري على زواره نهاية العام الجاري، بحلة جديدة بعد تفويت تدبيره لمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، حيث سيتم تجهيزه لتقديم مجموعة من الخدمات لزواره، مع العمل على تنظيم مجموعة من العروض الثقافية داخل هذه المعلمة التاريخية.
وبعد إغلاق جزئي لهذه المعلمة التاريخية دام لأزيد من أربعة سنوات لأسباب مرتبطة أساسا بانتشار فيروس كورونا، من المرتقب أن يتم إعادة فتح هذا الموقع خلال الفصل الأخير من عام 2024.
وكشف مصدر مسؤول لـ “العمق”، أنه سيتم العمل على بناء مطعم ومقهى داخل الموقع الأثري، ناهيك عن تقديم عروض تحكي عن تاريخ شالة، كما ستكون المؤسسة مسؤولة عن المداخيل الخاصة بها.
المصدر ذاته أوضح أن الجهة المسؤولة ستوفر مرشدون سياحيون، من أجل تعريف الزوار بالمكان وحكايته التاريخية، وحضارته، خاصة وأن هذه المعلمة تعد من أقدم المدن التاريخية بالمغرب.
وتابع: أن شالة ستعمل في المستقبل على تنظيم برنامج سنوي للتنشيط سيتم تعميمه، بهدف تعرف الراغبين في زيارة هذا المكان، على برنامج السنة برمتها.
وشدد مصدر “العمق”، على أن المحافظة على تراث المكان وتثمينه يظل من اختصاص وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لشراكة تعاون بين الوزارة والولاية.
وتعد شالة جوهرة أثرية تتلألأ في قلب العاصمة المغربية الرباط، كما يجسد هذا الموقع الأثري رحلة عبر الزمن، حاملةً في ثناياها عبق الحضارات التي تعاقبت على المغرب، من الفينيقيين إلى الرومان، وصولاً إلى الإسلام.
وتُصنّف شالة ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، وتُمثّل وجهة بارزة للسياح من المغرب وخارجه، ويُمكن للمُتنزّه في شالة أن يُشاهد بقايا المدينة القديمة، من معابد ومقابر وبيوت، والتي تعكس تداخل الحضارات وتأثيرها على عمارة الموقع. من أهم معالمها المقابر المرينية، والأطلال الفينيقية، والآثار الرومانية.
وبفضل خضوع موقع شالة الأثري للترميم، عاد ليتُبهر الزوار من داخل المغرب وخارجه، إذ ارتفع عدد زوار شالة بشكل ملحوظ، حيث وصل إلى 240 ألف زائر في عام 2019، بحسب ما صرّح به محافظها مصطفى الرمضاني، في وقت سابق، ويتوقع أن تشهد الأعداد المزيد من الارتفاع مع استمرار أعمال الترميم وإحداث مرافق جديدة.
جدير بالذكر أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تعمل كمحفز اتجاه السلطات المختصة (الإدارة المركزية، السلطات المحلية واللامركزية، المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية) من حيث المحافظة على التراث الثقافي للرباط وتثمينه كما أنها تحرص على تشجيع ونهج مقاربة تشاركية مع ممثلي المجتمع المدني والخبراء الدوليين والوطنيين في مختلف المجالات التراثية.
وتبعا لذلك فالمؤسسة تعمل على التتبع وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة المعنية بالمحافظة على التراث وكذا التحسيس والرقي وتقييم حالة المحافظة على التراث الثقافي، كما أنها تسعى إلى تكريس ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية المادية واللامادية المرتبطة بالتراث الثقافي للرباط.
المصدر: العمق المغربي