أعراض حساسية الربيع الموسمية تحول حياة ربع المغاربة إلى محنة حقيقية
“تشبه الأنفلونزا الموسمية في بداية بعض أعراضها، غير أنها أخفّ في حدّتها ومفعولها”، هكذا وصف متخصصون في الشأن الطبي والصحي حساسية فصل الربيع، التي تحوّل حياة الكثير من المغاربة إلى “محنة حقيقيّة”؛ فكلما تفتحت الأزهار وانتشرت حبوب اللقاح في الهواء الذي يستنشقه من يعاني من هذه الحساسية تزداد أعراض العطس والرشح والحكّة على مستوى الأنف والحلق، مع احمرار شديد في العينين.
في هذا الصدد قلّل محمد اعريوة، أخصائي في الطب العام، “من خطورة الحساسية الربيعية، رغم أنها تؤثّر على مردوديّة المصاب وتصعّب عليه ممارسة العديد من المهام الشّخصية والمهنية، بحكم الآلام التي تنجم عنها”، موردا: “البلعوم واللوزتان يُصيبهما نوع من الالتهاب نتيجة هذه الحساسيّة، ولهذا نوصي المصابين بارتداء الكمامة الطبية خلال هذه الفترة، والحرص على عدم السماح لحبوب اللقاح بالتسرب إلى غرف نومهم”.
وأشار اعريوة، في تصريح لهسبريس، إلى “تشابه أعراض هذه الحساسية مع الأنفلونزا الموسمية، خصوصا حين تنجم عن الأولى صعوبة في التنفس، فتزيد المصاب ارتباكاً، خاصة بعد الاستيقاظ من النّوم، حين ينضاف السّعال إلى الأعراض ويعطي مضاعفات”، مشدداً في هذه الحالة على “التعاطي للعلاج الدوائي حتى لا تكون هناك مضاعفات أكثر، والحرص على الالتزام بتناول الدواء الذي ينصح به الطبيب أو أخصائي في طب الأنف والأذن والحنجرة”.
ورغم تداخل فصول السنة نتيجة التغيرات المناخية فإن المتحدث أبرز أن “الأشجار في قمة عطائها حاليا”، وأن “الأكثر تضرراً من أجمل فصول السنة صحيّا هم المصابون بالحساسية، لكن الأدوية تهدّئ من حدتها”، ناصحاً في السّياق ذاته الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالسكري وضغط الدم، إلى “توخي الحيطة أكثر، فحتى لو كانت هذه الحساسية غير قاتلة إلا أنها يمكن أن تنهك صحة الإنسان وتجعل مردوديته جد مُحاصرة ومحدودة”.
ولفت الطبيب عينه إلى “وجود عدة أنواع من الحساسية، ومنها ما يستدعي حقنات تلقيحيّة، حسب تقدير الطبيب المختص والمتابع لحالة المصاب”، وزاد: “إجمالا معظم الحالات متحكم فيها طبيا، ولا تطرح خطورة كبيرة”، وتابع: “ملايين المغاربة يتعايشون مع هذه الحساسية، وهي أحيانا وراثية، قد تنتقل من الوالدين، لهذا يفضل زيارة الطبيب مبكرا من أجل تتبع يرصد هذه الحساسية ويحاول التعامل مع تأثيرها”.
من جانبه فصَل الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصّحة، بين الزكام والأنفلونزا والحساسية، “فهذا الثلاثي متشابه، لكن لكل منه مفعوله الحصري على الصّحة؛ وله فترات معينة من السنة يصيب فيها الإنسان”، مسجلا أن “الأنفلونزا الموسمية تخفت تدريجيّا بداية من مارس، لكونها تنتشر بحيوية في شهور فصل الشتاء، وتبدأ بعدها حالات للحساسيّة الربيعيّة، التي تمثل تهيجاً للغشاء المخاطي الموجود داخل الأنف”.
ولفت حمضي، ضمن إفادة قدمها لهسبريس، إلى أن “هذه الحساسية التي نتحدّث عنها تعتبر موسمية وتنتج عن انتشار مادة معينة، ومنها مثلاً عث الغبار المنزلي”، وأضاف: “العطس يكثر ويصحبُه سيلان في الأنف بشكل مزعج، والأعين تصبح أكثر احمرارا، وبعد أسابيع يمكن أن يتحوّل الأمر إلى إرهاق نتيجة أن الأنف يجد صعوبة في التنفس ليلا أثناء النوم”، وواصل: “علينا أن نسجل في هذا السياق أن هذه الحساسية غير معدية على عكس الأنفلونزا”.
وأجمل المتحدث ذاته: “25 في المائة من المجتمع يعانون من حساسية الأنف خلال فصل الربيع بدرجات متفاوتة، بمعنى واحد من أصل كل 5 أشخاص مصاب بهذه الحساسية الموسمية”، خاتما: “العلاج بدوره يختلف، فنحن ننصح المصابين برشاشات في الأنف أو عقاقير في بعض الحالات، وأساسا نوصيهم بتجنب المواد التي تتسبب في تهييج هذه المشكلة الصحية التي تظل عموما قابلة للضبط”.
المصدر: هسبريس